العاصمة

العيد فرحة وتكافل ورحمة 

0

 

الكاتبة تهاني عناني

 

سُنن العيد

قال تعالى في كتابه الكريم (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) (الحج 34 )

 

☆ النسك هو العيد فشرع سبحانه وتعالى للمسلمين عيدين (الفطر والأضحى) وكلاهما يأتي بعد ركن من أركان الإسلام، فعيد الفطر يأتي بعد عبادة الصيام، والأضحى يأتي بعد عبادة الحج.

 

☆ معنى العيد:-

•في الشرع: هو شكر الله على إتمام العبادة، ومكافأة من الله سبحانه وتعالى للعباد على امتثالهم لفرائض الله وعبادته.

 

☆ معناه الإنساني:-

هو التكافل الإجتماعي بين أفراد المجتمع الأغنياء والفقراء وخلق المودة والرحمة والإحسان بينهم.

 

☆ سُنن العيد:

•كان (ﷺ) يوصي أصحابه بالاغتسال يوم العيد ولبس أجمل الملابس والتطيب بأجود الطيب والعطور.

وروى بن القيم (أنه (ﷺ) كان لديه حُلَّة يلبسها في العيدين والجمعة).

•صلاة العيد: شرعت في السنة الأولى من الهجرة وهي سنة مؤكدة واظب عليها الرسول وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا لها، فشرع (ﷺ) للنساء والصبيان حضور صلاة العيد دون تفريق بين شابة وعجوزة، بنت وثيب. لحديث أم عطية: (أُمِرْنَا أنْ نُخْرِجَ العَوَاتِقُ والحُيَّضَ يَومَ العِيدَيْنِ لْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ ودَعْوَةَ المُؤْمِنِينَ. ويَعْتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى)(صحيح البخاري).

•عن ابن عباس روى أن الرسول (ﷺ) كان يوم فطر أو أضحى (فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ، وذَكَّرَهُنَّ، وأَمَرَهُنَّ بالصَّدَقَةِ)(صحيح البخاري).

•من سنن العيد أيضاً، هو مخالفة الطريق الذهاب للصلاة من طريق والعودة من طريق آخر

•وأحب سنة التهنئة بالعيد – زيارة الأهل والأقارب وصلة الرحم للتهنئة بالعيد (فكان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام إذا تقابلوا هنئوا بعضهم البعض فيقولون تقبل الله منا ومنكم).

•من السُنن أيضاً، الأكل قبل الصلاة امتثالاً لهدي نبينا الكريم (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا يَغدو يومَ الفِطرِ حتَّى يأكلَ تَمراتٍ ، ويأكلُهُنَّ وِترًا) (صحيح البخاري).

•صلاة العيد: تبدأ بعد الشروق بثلث ساعة وتستمر حتى قبل صلاة الظهر بثلث ساعة- وهي ركعتان بدون أذان أو إقامة، الركعة الأولى:- سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام ويستحب في الركعة الأولى قراءة سورة الأعلى- والركعة الثانية:- خمس تكبيرات غير تكبيرة الرفع، ويستحب في الركعة الثانية قراءة سورة الغاشية

 

☆ العيد فرحة وسرور

هدي النبي (ﷺ) مع أهله في العيد:

كان (ﷺ) يدخل الفرح والسرور على أهل بيته في العيد- فروي عن السيدة عائشة أنها قالت: أن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لي منكبيه فجعلت أنظر من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت)(صحيح الترمذي). وروي عنها أيضاً أنها قالت (دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِندِي جارِيَتانِ تُغَنِّيانِ بغِناءِ بُعاثَ، فاضْطَجَعَ علَى الفِراشِ، وحَوَّلَ وجْهَهُ، ودَخَلَ أبو بَكْرٍ، فانْتَهَرَنِي وقالَ: مَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ في بَيْتِ رَسولِ اللَّهِ، فقالَ له دَعْهُما، حتى يعلم اليهود أن في ديننا فسحة وإني بعثت بحنيفية سمحة، وفي رواية: يا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وهذا عِيدُنَا) (صحيح البخاري).

وكان الغناء هنا ليس المحرم أو المكروه وأنه قد وقع من جاريتان صغيرتان- كما قال العلماء: وروى أنس: أنه لما قدم رسول الله (ﷺ) المدينة فوجد لهما يومين يلعبون فيهما فقال (ﷺ) (ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ (ﷺ) إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيراً منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ)(صحيح أبي داوود).

هكذا كان العيد فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم، عبادة ونُسُك، ومظهر من مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لإدخال السرور لصفاء النفوس.


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار