العاصمة

اليوم العاشر بلا طعام: صرخات الأطفال وغياب النخوة العربية

0

 

ياسر الفرح

 

في اليوم العاشر على التوالي يستمر أطفال غزة في صرخاتهم المدوية من الجوع. بينما يعتقد العالم أن المعاناة قد انتهت وأن الأمور قد عادت إلى طبيعتها بعد الأحداث الأخيرة تجد غزة نفسها في خضم أزمة إنسانية خانقة. الواقع يشير إلى أن الوضع بعيد كل البعد عن الاستقرار، وأن الأزمات الإنسانية تتفاقم، لكن يبدو أن صوت المأساة لا يسمع كما ينبغي.

المدنيون في غزة، وخاصة الأطفال، هم الضحايا الأكثر تأثراً بالوضع الحالي. حيث تغلق الأبواب في وجه المساعدات الغذائية، بينما يقاتل هؤلاء الأطفال من أجل البقاء في عالم قاس لا يظهر لهم أي رحمة.

وفي خضم هذه الأوضاع، تبرز حقيقة مؤلمة تتمثل في غياب النخوة العربية. لقد كتبت غزة بالفعل شهادة وفاة هذه النخوة التي كانت تشكل أساس التضامن العربي

يمكن في السابق كان هناك أمل في أن يكون هناك تفاعل أكبر من الوطن العربي مع الأحداث في فلسطين. لكن، للأسف، يبدو أن الكثير من الدول قد اتخذت خطوات للخلف، تاركة غزة تواجه مصيرها وحيدة.

وإن الصمت العربي، أو حتى المفردات الخجولة للتنديد، لا يدع مجالاً للشك في أن الكرة اليوم في مرمى المجتمع الدولي وليس في ساحة الأشقاء.

 

ما يعانيه الشعب الفلسطيني يتطلب ضغوطاً دولية حقيقية لضمان وصول المساعدات ووقف النزيف المستمر. تحتاج غزة إلى دعم إنساني غير مشروط، ويجب أن تتحرك حكومات ودول العالم نحو اتخاذ خطوات حقيقية للتخفيف من معاناتها.

اليوم، ومن هنا، نوجه دعوة للجميع، من حكومات ومنظمات المجتمع المدني، بأن يتحملوا مسؤوليتهم حيال الوضع الإنساني في غزة. ينبغي وضع الفوارق السياسية جانباً والتركيز على المأساة الإنسانية التي تتطلب تضافر الجهود. فالجوع لا يعرف حدوداً، والمعاناة تتطلب استجابة عاجلة.

لذلك نحن بحاجة إلى صحوة إنسانية، تتجاوز الكلمات المريحة وتتحول إلى أفعال ملموسة. لنكتب معاً شهادة جديدة، شهادة تعكس تضامننا ورغبتنا في رؤية غد أفضل لأطفال غزة وضحايا النزاع.


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار