العاصمة

قرأت لك المصريين الجدد

0

قرأت لك المصريين الجدد

الخبير الأمنى اللواء خيرت شكرى متابعة عادل شلبى في الطريق شاهدت صبي صغير ، يعلو صوته على رجل في الأربعينات تقريباً ، قد يكون في منزلة والده أو أخوه الكبير ، لم أهتم بمعرفة السبب ، فالأمر لا يشغلني ، وسرحت و أنا في السيارة مع نفسي ، على الزمن الذي تربيت فيه ، وكيف كان احترام الكبير من ثوابت التربية ، أياً كان الكبير، فقد يكون عابر سبيل ولكنه شاهد تصرف خطأ من صبي فقام بلومه أو تعنيفه ، ولا يجرؤ الصبي على الرد أو رفع صوته ، كان للكبير سلطة في تهذيب سلوك أي مواطن يخطيء في حق مجتمعه ، وعندما كان يستقل أتوبيس مزدحم ويقف أمام مقعد ، على الفور يقف صاحب المقعد ليقدم الكبير لكي يجلس ، هذا الأمر كان يطبق أيضا على المرأة أيا كانت ( فتاة / شابة / سيدة / مسنة ) ، لا يُقبل بأن تقف في وسيلة مواصلات .

نحن نعرف الفترة دي بالزمن الجميل ، وهو ما يعني أن احترام الكبير والمرأة شئ جميل ، وهو اعتراف بأن الأدب قيمة ، وللي احنا بنسميها في مناطقنا الشعبية ” رجولة ” وأنا بيحضرني كلمة متداولة بين شباب المناطق الشعبية إن ( الصياعة أدب ) ، والأدب فضلوه عن العلم ، الكلام ده معناه إيه في الزمن الجميل ، معناه إن ثقافة جيل الزمن الجميل قائمة على فقه الأدب .

طيب إيه اللي حصل في المجتمع ، ومين الناس دي ، دي ناس مش شبهنا ولا أخلاقنا ولا سلوكنا ولا تربيتنا ، دي ناس لا تمثلنا ، ولكنها موجودة و فرضت نفسها ، تعالى قارن بين سائق التاكسي زمان وسواق الميكروباص النهاردة .

طيب إيه اللي حصل في المجتمع ، والناس دي خرجت علينا ازاي وكانت مستخبية فين ؟ .

الناس دي أنا مسميها ” المصريين الجدد ” ودي شريحة اترمت نبتتها من منتصف السبعينات وهي نتاج أمرين :

الأول سياسة الانفتاح الاقتصادي، منتصف السبعينات التي عملت خلل في الموازين الطبقية للمجتمع المصري ، وأصبح اللي كان فوق بقى تحت ، واللي كان تحت بقى فوق ، وظهرت شريحة اجتماعية جديدة وخطيرة على المجتمع المصري وهي شريحة الطفيلية ، وهم شريحة ليس لها جذور أصولية ، هذه الشريحة أصبحت تملك المال وتتحكم فيه اجتماعيا،وقد استطاعت السينما المصرية أن تعبر عن تلك الحقبة الزمنية في العديد من أعمالها ، أتذكر منها فيلم (انتبهوا أيها السادة ) بطولة محمود ياسين وحسين فهمي ، وكان الفيلم تعبير حقيقي عن واقع المجتمع المصري ، في تجسيد الصراع بين محمود ياسين ( تاجر الزبالة ) وحسين فهمي ( استاذ الجامعة ) ، بين الجهل والعلم ، بين من بيده المال ومن بيده المستقبل ، بين طبقة الطفيلية والطبقة المتوسطة الأصيلة .

الثاني : الغزو الفكري الوهابي الذي غزا مصر في نهاية السبعينيات عام ١٩٧٩ تقريباً ، سافر الكثير من الشباب إلى دول الخليج وعادوا إلى البلاد بالغطرة والجلباب واللحية والسواك والنقاب ، و بدأت تنتشر أفكار التطرف والتشدد داخل المجتمع بصورة كبيرة وخطيرة ، وظهر في المجتمع شريحة جديدة غريبة على المجتمع المصري ، ولكنها استطاعت أن تؤثر فيه بشكل قوي ، أطلق عليهم ( السلفيين ) .

لا أريد أن أطيل فالجعبة فيها الكثير ، لكن يمكن القول إنه في خلال الأربعين عاما الماضية من ١٩٨٠ وحتى ٢٠٢٠ دخل المجتمع المصري شريحتين هما من يمثلان ما يعرف ” بالمصريين الجدد ” شريحة الطفيليين وشريحة السلفيين ، وعليك أن تضم عليهم شريحة الإخوان ، وتتخيل حال الواقع الذي نعيشه .

علشان كده أنا بقول أنا شايف ناس مش شبهنا ولا تربيتنا ولا أخلاقنا ، لأننا جيل بنحترم الكبير


اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

آخر الأخبار
رئيس هيئة النيابة الإدارية يستقبل رئيس مجلس إدارة نادي قضاة مصر وأعضاء مجلس إدارة النادي لتقديم الته... لتأكيد مقتله.. شقيق أحمد الدجوي يستعين بخبراء طب شرعي يستندون لـ11 سببا ينفي الانتحار انتصر أولاد محمود عبد العزيز.. جهات التحقيق تطالب بوسي شلبي بتغيير بياناتها من أرملة لـ مطلقة التعاون الإسلامي:عدوان إسرائيل على قطر يهدد أمن المنطقة واستقرارها قال موقع أكسيوس إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة صدم البيت الأبيض وأثار غضب بعض كبار مستشاري ترامب. الأردن يؤكد على عدم عبور أي طائرات إسرائيلية المجال الجوي الأردني لمهاجمة قطر أطلق محتجون مؤيدون لفلسطين هتافات ضد ترامب خلال تواجده وأعضاء من فريقه بمطعم في واشنطن. أعلنت هولندا أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي ووزير المالية سيتم منعهما من دخول الدول الموقعة على اتف... خلال 24 ساعة فقط : إسرائيل تعتدي على ثلاث دول عربية بقلم / ياسر الفرح منصات التواصل الاجتماعي .. صراع القيم و التحولات الأخلاقية