العاصمة

وهم ووساوس وشكوك(متلازمة تصيب الناجحين)

0

إيمان العادلي

بعض الأشخاص الذين يعملون بجد ويتميزون بالذكاء والقدرة على العمل

المتواصل يعانون في مرحلة ما من وهن وتشويه في التفكير يجعل منهم يعتقدون

أنهم غير أكفاء للعمل و غير أذكياء وكسالى
ربما يبدو من الغريب أن يشعر الإنسان

بعدم الارتياح عند الاستماع لكلمات الإشادة، سواء بشكله أو بآرائه الخاصة

أو بأدائه في العمل إلا أنه أمر واقع يمر به الكثير من البشر ممن يعانون من متلازمة

المحتال أو الاحتيال التي تظهر أعراضها السلبية في أفضل لحظات النجاح فهي

المتلازمة التي تصيب الناجحين دوما وتبدو ظاهرة في لحظات سعيدة مثل

القبول أو الترقية في العمل أو تحقيق النجاح الدراسي يشعر المصاب بها

بالتشكك الدائم في ذاته وينتابه الإحساس بأن احتياله سيفضح يوما ما و هنا يدخل ا

بحوار داخلي يجعله يظن نفسه محتالا وخدع الآخرين بهذه الإنجازات التي

يجدها وهمية فهم يجدون أنفسهم أقل من إنجازاتهم على الرغم من أنها جميعا تمت

بمجهودهم الشخصى

ولم تكن هذه الحالة النفسية وليدة العصر واللحظة، بل وُصفت لأول مرة في دراسة

عام 1978م من قبل عالمتي النفس بولين روز كلانس وسوزان إيمس واللتين ركزتها

في درستهما على النساء الناجحات

ما هى أعراض متلازمة المحتال ؟

(الشكل الأول) لمتلازمة الاحتيال هو الذي يتمثل في الإحساس الشخصي بالزيف

وباقتراب كشف تلك الحقيقة كحديث النفس السلبي الحاجة للتحقق المستمر من

العمل الابتعاد عن الاهتمام في مكان العمل البقاء لساعات متأخرة في العمل عدم

وضع حدود مناسبة لعبء العمل لذا يتوقع حدوث الأسوأ المتمثل في كشف حقيقته

بمرور الوقت.

( الشكل الثاني) لمتلازمة الاحتيال في ربط النجاح دائما بالحظ الجيد وليس إلى ا

وقدرته الفذة على العمل والإنتاجي أو ربما بالمجهود فقط وليس الذكاء أو الموهبة

وهو إحساس يقلل من الثقة في النفس

كيف يُمكن علاج هذه الحالة ؟

من المستحسن علاج الأشخاص الذين يعانون من متلازمة المحتال نفسيا وعدم

تركهم حيث يعاني الكثيرون منهم من كتم شعورهم بالفشل كذلك ينصح دائما

بالاطلاع على الإنجازات الشخصية بصرف النظر عن قيمتها إذ يعمل ذلك على تقليل

مشاعر الإحساس بالعار التي تظهر جنبا إلى جنب مع أعراض تلك المتلازمة خشية

تراجعهم في أعمالهم وحياتهم الخاصة

والأن سنتكلم عن حالة حقيقة مصابة بهذه المتلازمة

في سنة 1995 تم القبض علي لص

أمريكي اسمه “ماك آرثر ويلر” وهو يحاول سرقة بنك في عز النهار

عندما حققت معه الشرطة سألوه لماذا ارتكبت الجريمة في هذا الوقت ومن دون أي وسيلة تنكر ؟

اندهش و انهار وهو يصرخ أنه كان متنكرا
فاضطرت الشرطة أن تواجهه بفيديوهات

كاميرات المراقبة التي أظهرته وهو بدون أي قناع

اجاب “ماك آرثر” بكل ثقة وأريحية بأنه كان داهن وجهه بعصير الليمون لاعتقاده

أنه مثل الحبر السري وأنه سيمنع التعرف على ملامحه أو أن ترصده كاميرات

المراقبة
هذه الحادثة ألهمت العالمان النفسيان “دانينغ و كروجر” لاطلاق النظرية النفسية

الشهيرة واللي سميت بـ
(تأثير دانينغ وكروجر.)

والتى كان محتواها
“أن الأشخاص متدني الذكاء وقليلي الكفاءة دائما عندهم إحساس بجنون

العظمة وواثقين من قدرتهم الضعيفة لأقصى حد”

لو فكرت للحظة ستجد ان كلامهم منطقي جدا إلي حد مخيف لدرجة إن هذه النوعية

من البشر متفشية في كل مكان حولنا
في الكتاب والشعراء اللذين يتفاخرون ب

الركيكة في الإعلامي الذي يعتقد انه حامل لواء الشرف والوطن مع أنه فاشل وكذاب ف

السياسي المعتوه الذي يتوهم نفسه خطير ولا احد مثله

في نفس اللحظة تجد كثيرا من الموهوبين والأذكياء يعانون من وساوس وشكوك

وأحاسيس سخيفة بأنهم لا يستحقون النجاح الذي وصلوا اليه ودائما خائفين

ان ينكشف امرهم في أي وقت ويطلق علي هذه الظاهرة متلازمة المحتال

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading