العاصمة

وصمة الأكتئاب إيمان العادلى

0
إيمان العادلى
ناس كثيرة تتكلم عن الأكتئاب بتعاطف لكن لا أحد يتكلم عن الوصمة المرتبطة به
الوصمة التي تجعل الأهل يدعموا أبنهم أو أبنتهم المرضى بالضغط أو سكر أو سرطان أما الذي
يصاب بالأكتئاب يوصم أنه بيتدلع أو بيستهبل أو أيمانه قليل مع أن الأكتئاب في نظر الطب مرض مثل السرطان
الوصمة التي تجعل الأهل لو أبنهم قام بعمل عملية الزائدة الدودية يخبروا جميع الناس وأقاربهم
ليقوموا بزيارة المريض لكن لو دخل مستشفى نفسي بسبب الاكتئاب يجعلوا الأمر كأنه سر يجب
أخفائه عن جميع الناس و يقولون مسافر أو مشغول أو ليس موجود
الوصمة التي تجعل الناس تتفهّم لو مريض ضغط أو سكر صرح بأنه تعبان مثلآ ولا يستطيع الحركة
لكن مريض الأكتئاب لو أفصح أنه ليس قادر على الحركة وأنه تعبان مثلآ يتهم بالكسل مع أن فيه
عرض طبي مشهور أسمه psychomotor retardation يبدأ بأن الشخص يشعر أنه ثقيل و
حركته صعبة و ينتهي بأن الشخص يفقد القدرة على الحركة تماماً و يدخل في حالة كاتاتونيا و
الموضوع حقيقي لدرجة أنه أستاذ علم نفس أكلينيكي في جامعة نيويورك أسمه أندرو
سولومون أستيقظ ذات يوم من النوم ولا يستطيع أن يتحرك نهائي ولا يستطيع أن يحرك يده أو
قدمه رجله أو يستطيع رفع رأسه لأعلى و ظن أن أصابته جلطة أثناء نومه و سببت له شلل و ظل
نائم في السرير ساعات ينتظر أن يساعده أحد ما إلى أن ذهب له والده وتم نقله إلى المستشفى و
ظهرت النتيجة أنه لم يصاب بجلطة ولكن وجدوا عنده أكتئاب حاد
نعم أكتئاب حاد سبب له حالة شلل فى مختلف أعضائه
الوصمة التي تجعل الناس و الأصدقاء يقفوا بجوار مريض القلب و السرطان سنين إلى أن يتعافوا من
مرضهم لكن مريض الأكتئاب ينظر إليه انه مريض بيتدلع ولا يعانى أى مرض عضوى ظاهر
الوصمة التي تجعل المريض ينكر أنه مريض حتى عند ذهابه إلى الدكتور النفساني يخفي كذلك عن
جميع الناس وحتى أقرب الناس له لأجل أن يرحم نفسه من أتهامات الضعف و قلة الإيمان التي
تجعل الناس تحسب أن مريض الأكتئاب يلجأ له لأجل أن يبرر حالته المزرية بدلآ من أن يساعد نفسه
الوصمة التي تجعل الناس مستعدة تتعاطف مع أي مريض يعانى من مرض عضوي ولا يعانى من
مرض نفسي مع أن الأكتئاب تحديداً يحدث تغيرات في كيمياء المخ وفى شكل و حجم أجزاء
منه أيضآ و تغيرات سهل جداً مراقبتها بالأشعة لكن أيضآ لا أحد يصدق حقيقة مرضه ومعاناته
الوصمة التي تجعل لو أن هناك شخص ما فقير يحتاج علاج سكر او ضغط أو أى مرض عضوى
فأنه يجد من يساعده بالتبرع لعلاجه لكن لو هناك شخص فقير يعانى من الأكتئاب لا يجد من يقف
بجواره أو يساعده أو يعترف بحاجته للعلاج
الوصمة التي تجعل مريض الأكتئاب لو حاول أن ينتحر يلعن وسط أصدقائه وأهله ومعارفه و
يوصف بالكفر و الضعف و الجبن و فقد الإيمان ولا ينتبهوا أبدآ لحالته المرضية الشديدة
الأكتئاب مرض لعين ولا يوجد له أسباب محددة مثله مثل مرض السرطان وليس كما يتخيل الناس
أن الشخص الذى يمر بتجربة صعبة أو صدمة ما فى حياته فيصاب بالأكتئاب هذا يحدث طبعاً
ولكن ليس دائمآ
فلا يوجد سبب واضح للأكتئاب.
الاكتئاب مصنّف من منظمة الصحة العالمية أنه من أسباب الإعاقة و هو بالمناسبة أعراضه ليست
مجرد حزن فقط ولكن حزن و عدم مبالاة و يأس و فقدان أمل و فقدان الأستمتاع بالأشياء و لذة
الحياة وأعراض كثيرة أخرى
يوجد ملايين كثيرة من البشر في العالم مصابين
بالأكتئاب و ٣٠- ٣٥٪‏ منهم” الأدوية المعروفة حالياً لا تساعدهم على الشفاء
فأرجوكم أشعروا بهم وبألامهم وبمرضهم وكونوا لهم أصدقاء وأشعروهم بالحب والأمان
وبأحتياجكم لهم فى حياتكم
أرفعوا أيديكم و ألسنتكم عن مرضى الاكتئاب!

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading