العاصمة

وصف الجنة

0

وصف الجنه

اسلام محمد

وفي هذا المقال نتعرف على صفات أهل الجنة كما ذكرها الله تعالى في كتابة فقال قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)

: يصف الله أهل الجنة بإيمانهم وتصديقهم ويقينهم بالله سبحانه، فيقول الله تعالى قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
قال السعدي أي: قد فازوا وسعدوا ونجحوا, وأدركوا كل ما يروم المؤمنون الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين الذين من صفاتهم الكاملة أنهم ” فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ” .
فقد افلح المؤمنون بعد إيمانهم بالله والملائكة والكتب والرسول واليوم الآخر فقد افلح في الصلاة انهم فيها خاشعون فأهل الجنة يؤدّون الصلاة في حياتهم الدنيا بخشوعٍ وحضورٍ للقلب والجوارح، مع استشعارهم بأنهم واقفون بين يدي الله سبحانه، يخاطبونه ويتحدثون إليه، ويتقرّبون إليه بالدعاء والذكر، أي أن الخشوع في الصلاة لا بد أن يكون بخشوع الظاهر والباطن على حد سواء،
وقد بين بعد ذلك الإمام السعدي في تفسير معنى الخشوع فقال والخشوع في الصلاة هو: حضور القلب بين يدي الله تعالى, مستحضرا لقربه. فيسكن لذلك قلبه, وتطمئن نفسه, وتسكن حركاته ويقل التفاته, متأدبا بين يدي ربه, مستحضرا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته, من أول صلاته, إلى آخرها, فتنتفي بذلك, الوساوس والأفكار الردية. وهذا روح الصلاة, والمقصود منها, وهو الذي يكتب للعبد. فالصلاة التي لا خشوع فها ولا حضور قلب

, وإن كانت مجزية مثابا عليها, فإن الثواب على حسب ما يعقل للقلب منها. وصف أهل الجنة: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) قيل

، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ ” هو الكلام الذي لا خير فيه, ولا فائدة ” مُعْرِضُونَ ” رغبة عنه, وتنزيها لأنفسهم, وترفعا عنه. وإذا مروا باللغو, مروا كراما,
ثم يذكر بعد ذلك بعد ذلك أنه من صفات أهل الجنة وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ أي مؤدون لزكاة أموالهم, على اختلاف أجناس الأموال,

مزكين لأنفسهم من أدناس الأخلاق ومساوئ الأعمال التي تزكو النفوس بتركها وتجنبها.

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ” عن الزنا ومن تمام حفظها تجنب ما يدعو إلى ذلك كالنظر واللمس ونحوهما.

فحفظوا فروجهم عن كل أحد ” إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ” من الإماء المملوكات ” فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ” بقربهما, لأن

الله تعالى أحلهما. ” فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ” ” فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ ” غير الزوجة والسرية ” فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ “

الذين تعدوا ما أحل الله إلى ما حرمه, المتجرئون على محارم الله.

. ثم بعد ذلك يأتي وعد الله تعالى لعبادة المرمنين أولئك هم الوارثون ” أُولَئِكَ ” الموصوفون بتلك الصفات ” الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ ” الذي هو أعلى الجنة ووسطها وأفضلها, لأنهم جعلوا من صفات الخير أعلاها وذروتها.
أو المراد بذلك, جميع الجنة, ليدخل بذلك, عموم المؤمنين, على درجاتهم في مراتبهم, كل بحسب حاله.
” هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ” لا يظعنون عنها, ولا يبغون عنها حولا, لاشتمالها على أكمل النعيم وأفضله, وأتمه, من غير مكدر ولا منغص.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading