العاصمة

وجهات نظر

0
بقلم / دكتورة مها أحمد
*******************
ما أكثر المتناقضات في هذا العالم التي أحيانا تسلبنا الرضا ، لكن أحيانا عندما تجتمع الأضداد في الحياة تكون في صالح البشرية، تقديرا من الله إنه الرحيم بعباده.
اختلف معي أحد الأشخاص في بعض خواطري كوني جمعت بين همسات من الحب اختتمت بالدعاء.. لكن لي وجهة نظر اريدكم أن تشاركوني إياها..
نحن في الحياة الدنيا منجل نحصد ثمار ما زرعناه.. معول يحفر الأرض و يشيد البنيان، و أعظم بنيان يمكن أن نشيده هو بنيان يجمع بين الحب و الفن و العمل و يحكمه تقوى الله لكي تكتمل حضارة الإنسان.. العسر الذي يعكر صفو أيامنا إما لنا أن نقاومه بالدعاء و التبتل إلى الله أو ننجرف للذات الدنيا بلا حاكم و لا رابط لننسى آلامنا و فجأة نرحل إلى حالتين : إما عظيم العسر و هم يغلف القلب أو لعذاب الآخرة الغير محتمل “فالأيام دول” و نحن نحصد ثمار ما نزرع في حياتنا لاشيء بدون حساب و جزاء.
لي رؤية في هذا الأمر لأني شخصية ممزوجة بخليط من المشاعر و الأحاسيس و لدي ما يكفي من ثقافة الاختلاف و تقبل الآخر .. أحيانا أعشق كوني أنثى و أدبية فتراني أكتب الشعر أو الخواطر أو بعض كليمات عن الحب و العاطفة.. و أحيانا أشتاق لطفولتي فألعب و أمرح و أغني.. و في موقف ما أجدني صاحبة رأى حتى لو اختلف معي الكثير .. كل هذه الاختلافات تكويني الداخلي لكن لدي من اليقين و الوعي ما يجعلني حرة تماما دون أن أفقد ديني و ذاتي و احترامي لنفسي و محاسبتها يوميا حتى إن أخطأت لا تعاود الخطأ و تصيب الرأي و الرؤيا.. لدي ما يجعلني أثق في كون كل أمور حياتي و قلبي و قلوب من أحبهم بين يدي الله يفعل بها ما يشاء وقتما يشاء فإن أكرمني شكرت و إن ادبني بحرمان أيضا شكرت.. بعيدا عن الأشياء القدرية كل شيء نفعله خيرا أو شرا حلالا أو حراما هو قرارنا و علينا تحمل عواقبه .. لذا ترون بعض الأحيان كتاباتي مزيج من العاطفة لكن بتقوى الله عز و جل.. فإن صلح الدين صلح القلب و إن صلح القلب طابت الروح و إن طابت الروح و اجتمعت مع صلاح القلب كانت السعادة و رغد الحياة و ختامها المسك.. أحب الحب لكن دون أن أغضب الله.. أحب الحياة لكن أترك شرها.. أحب البشر لكن أفضلهم دينا و علما و تقوى.. أحب إختلاف الرأي لكن بأدب و احترام دون إسفاف.. و أكثر ما أحب هو أن يتذكرني الجميع بخير دائماً.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار