العاصمة

هل تزال للصداقة خواطر حقيقية

0

طارق سالم

منذ مرحلة الطفولة وتجسدت الصداقة وخواطرها قبل أن نعرفها داخل كل منا تلقائيا بالتقرب والراحة والترابط لشخص ما سواء بالشارع أو بالحى أو بالمدرسة واصبحنا كشخص واحد لم يفارق كل منا الأخر سواء بالجسد أو بالروح بالفطرة التى فطرها الله داخلنا واصبحنا نلعب ونلهو سويا بسعادة غامرة يسودها الحب والمودة والصدق وتعلمنا خلالها خلق الإيثار دون أن نعلمه كل منا يؤثر صديقه عن نفسه فى بعض الأمورحتى وإن كانت تخصه وظلت هذه الصداقة وخواطرها تكبر معنا كلما تقدم بنا العمر واصبحين كخلين لم يفارق كل منا خله .

لقد لاحظت في هذه الحياة التى نعيشها والتى طغت عليها المادة الحمقاء وتقدمت بها المصالح الشخصية أنه فقدنا المعنى الحقيقي للصداقة وخواطرها واصبح الصديقين يتألمان من تصرف كل منهم تجاه الأخر تجد الصديق صاحب الهوى يتخلى عن صديقه من أجل حفنة من المال أو من أجل الحصول على منصب ما أو من أجل التقرب والتمسح لقادته على حساب اصدقاءه وهو مبتسم وفرح بما حصل عليه حتى وإن كان دون حق وهنا فقد المعنى الحقيقي للصداقة لاصدقاؤه حتى وإن كانت هذه الصداقة مضى عليها سنوات كثيرة أوكما تسمى عشرة عمر بينهم وهذا الصنف من الأصدقاء كان صديق لك من أجل الوصول لهدف يتقرب ويتمسح لك حتى ينال هدفه وعندها يفارقكك ولا يبالى لأنها لم تكن لها جذور داخله حتى تنبت الخير لكما وبينكما بل أنبتت داخله هو الشهوة الدنيوية وحب الذات والإنانية .

من أكثر الناس حظاً في هذه الدنيا من وجد صديقاً وفيّاً مخلصاً ومن عرف المعنى الحقيقيّ للصداقة وبدأ بتطبيقه في مسار حياته فالصداقة من أثمن العلاقات الإنسانية ومن أجملها وأنقاها ومن أسمى الصفات التي تمثل المعنى الحقيقي للصداقة هي أن تبقى ممتن وشاكراً لكل صديق قام بمساندتك والوقوف بجانبك والتحمل من أجلك ودفعك وتحفيزك .

ليس هناك أجمل من وجود أشخاص نثق بهم ونحبّهم و نرغب بمحادثتهم و البقاء معهم طويلاً ومهما مررنا بظروف صعبة نبقى معهم كيدٍ واحدة لايفرّقنا سوى الموت نعم هؤلاء هم الأصدقاء الخلوقين الّذين نعتبرهم جزءاً لا يتجزأ عنا فما أروع الصداقة المبنيّة على أسس متينة بعيدة عن وجود أهداف أو غايات .

الصديق خير من تركتز على كتفه إذا حزنت حزنك الكبير يبدأ بالتّضاؤل والغروب بعيداً هدهدته لك تمنحك أملاً جديداً ذلك العالم الذي ضاق بك يبدأ يتّسع شيئا فشيئاً وفي فرحتك تشعر أن الكون لا يسعها إذا كان حولك أصدقاؤك كأنك بحاجةٍ إلى استعارة أكوانٍ أخرى تضع فيها هذه السعادة كيف لا وقد انسجمت الأرواح معاً كما تآلفت وتقاربت الأعمار.

• الصديق الصادق نادرٌ جداً هذه الأيام نادر أن تجده ونادر أن يستمر معك ونادر أن تجد وفاءه فإذا حصلت على صديقٍ صادق فحافظ عليه قبل فوات الأوان ليس لأنه سيتركك بل لأنك لا تأمن نوائب القدر إذا فرّق بين الأحباب

• الصداقة الحقيقية زهرة بيضاء تنبت في القلب وتتفتّح في القلب لكنّها لا تذبل الواثقون من الصداقة الحقيقيّة لا تربكهم لحظات الخصام بل يبتسمون عندما يفترقون لأنّهم يعلمون بأنّهم سيعودون قريباً

• الصداقة الحقيقية كالمظلة كلما اشتد المطر كلما ازدادت الحاجة لها.

• الصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العين واليد إذا تألّمت اليد دمعت العين وإذا دمعت العين مسحتها اليد.

• الصداقة الحقيقية لا تغيب مثلما تغيب الشّمس الصداقة الحقيقيّة لا تذوب مثلما يذوب الثّلج الصداقة الحقيقية لا تموت إلّا إذا مات الحب.

صديقي .. ستبقى من يؤنس وحدتي ويملأ عليّ خلوتي .. ويبعد عني وحشتي .. أنتَ أجمل ورد في بستان حديقتي فلا تذبل وابق وردةً كل عام .. وبهجتي ومسرّة تبعد الدمع عن مُقلتي يا من مَلكت القلب ومَلأت دنيتي .. افتقدتك كثيرآ .. أبدا لا تغرك ضجة الناس .. والخلايق وهرجي وضحكتي .. و الناس من حولي .. أنا أكثـر بشر بالكون يكتم أحزانه حتى أرضيك فلا تاخذ بقولي مادمت بجانبي .. أنا يا صاحبي بحاجتك لو كان كل البشر حولي .. أنا أعزك يا صاحبي بكل ما فيك .. ومن كثرة معزتك صرت أعز اللي يعزونك .. أفتخر للكل من قالوا إني مخاويك .. يا منبع الطيب قلبك والصفا في عيونك.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading