العاصمة

ميت الأحيـــاء وحياة الأمــــــوات

0
بقلم /احمد قبيصي
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمد لله
الذي خلق الأرض والسموات ، الحمد لله الذي علم العثرات فسترها على أهلها وانزل الرحمات ، ثم
غفرها لهم ومحا السيئات ، فله الحمد ملئ خزائن البركات ، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات ،
وله الحمد ما تعاقبت الخطوات ، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات ، وعدد ذرات الهواء في
الأرض والسماوات ، وعدد الحركات والسكنات ، وأشهد أن لا إله إلا الله لا مفرج للكربات ولا مقيل
للعثرات إلا هو ، ولا مدبر للملكوت ولا سامع للأصوات إلا هو ، ما نزل غيث إلا بحكمته ، وما
انتصر دين إلا بعزته ، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته ، وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله قام في خدمته ، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته ، واقام اعوجاج
الخلق بشريعته ، وعاش للتوحيد ففاز بخلته ، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته ، .. صلى
الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واستن بسنته وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم
الدين أما بعــــد :………
عبـــــاد الله :- يتبادر إلى أذهاننا عندما نذكر
الموت أنه عبارة عن انقطاع النفس وتوقف نبضات القلب في جسم الإنسان وبالتالي انتقال الإنسان
من دار الدنيا إلى دار الآخرة والتي يعتبر القبر أول منازلها وهذا تصور حقيقي وواقعي للموت .
لكن الذي يجهله كثير من الناس أن الموت له صور أخرى فقد يتنفس الإنسان وينبض قلبه ويأكل
ويشرب ويمشي ويتكلم ومع ذلك يعتبر في عِداد الموتى
وقد ذكر الله هذه الحقيقة للموت في القرآن فقال تعالى ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا
يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )
عباد الله
كان الناس بدون الإيمان بالله أموات وكانوا بدون
الأخلاق والقيم أموات وكانوا بدون الأهداف والغايات السامية أموات .. هذه هي الصورة
الثانية للموت .. إنسان يأكل ويشرب ويتحرك ولديه زوجه وأولاد وعنده مال ومنصب ومع ذلك
هو ميت .. وكم من أموات يعيشون على هذه الأرض ويتحركون فيها ويتنفسون من هوائها
بسبب بعدهم عن دين الله والاستجابة لأمرة قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ
إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وقَلْبِهِ وأَنَّهُ إلَيْهِ تُحْشَرُونَ )
إذاً الحياة الحقيقية بالإيمان وحمل الأمانة والشعور بالمسؤولية والقيام بالواجبات والثبات
على الحق وعمل الصالحات أن تكون لك قيمة في هذه الحياة قال تعالى ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ
أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
فكم من أحياء ميتون في هذا العالم بسبب موت القلوب بخلوها من الإيمان والتقوى والعمل الصالح
والغاية النبيلة وهذا القلب الميت هو الذي لا حياةَ به، فهو لا يعرِف ربَّه ومولاه، وخالقه ورازقه؛ لا
يعبده ولا يأتمر بأمره ولا ينتهي عن نهيه، ولا يحبُّ ما يحبُّه ويرضاه، ولا يُبغض ما يبغضه ويأباه، بل
هو واقفٌ مع شهواته ورغباته، حتى ولو كان مُسخطًا فيها لربَّه، فعبادته لغير الله حبًّا وخوفًا
ورجاءً وسخطًا، إنْ أحبَّ أحبَّ لهواه، وإنْ أبْغض أبغض لهواه، وإنْ أعطى أعْطى لهواه، حتى وإن
أدى بعض العبادات فيؤديها ويعملها لهواه , فهو كما قال عليه الصلاة والسلام ( لا يعرف معروفاً
ولا ينكر منكراً إلا ما اشرب من هواه ) فهواه آثرُ عندَه وأحبُّ إليه مِن رضا مولاه ، لا يستجيب
لناصح، بل يتَّبع كل شيطان مريد ، الدُّنيا تُسخطه وتُرضيه . والهوَى يصمُّه عمَّا سِوى الباطِل ويُعميه،
فهذا هو القلْب الميِّت الذي ذكرت صِفاته في أكثر مِن آية في كتاب الله ..
قال أحدُ الصالحين: يا عجبًا على المسلم , يبْكون على موتِ جسدِه ، ولا يبكون على مَن مات قلْبه
وهو أشدُّ، فمعايشة صاحِب هذا القلب سُقم ، ومعاشرته سمٌّ ، ومجالسته هلاك.
أيها المؤمنون /عباد الله :- استمع الى ماقا له الصحابي حـذيفة بن اليمان ــ رضي الله عنه ــ
يقول: ألا تسألوني عن ميت الأحياء ؟ فقالوا : وما ميت الأحياء ؟ فقال: ( ان الله تعالى بعث محمدا
صلى الله عليه وسلم، فدعا الناس من الضلالة الى الهدى ، ومن الكفر الى الايمان، فاستجاب له من
استجاب، فحيي بالحق من كان ميتا ومات بالباطل من كان حيا.. ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة
على منهاج النبوة ثم يكون ملكاً عضوضا..!! فمن الناس من ينكر بقلبه، ويده ولسانه.. فهذا استكمل
الحق . ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه، كافاً يده ، فهذا ترك شعبة من الحق.. ومنهم من ينكر بقلبه ،
كافاً يده ولسانه ، فهذا ترك شعبتين من الحق.. ومنهم من لا ينكر لا بقلبه ولا بيده ولا بلسانه ،
فذلك ميّت الأحياء ) .. أي أن الدين ليس له أي قيمة عنده …
فميت الأحياء عبارة عن قبر متحرك لا يحمل في قلبه معنى العبودية لله ولا يأمر بمعروف ولا ينهي
عن منكر ولا يغضب إذا انتهكت حرمات الله حتى في أدنى درجاتها وهي إنكار القلب .. إنها قبور
متحركة لا تستفيد من عمل ولا تقدم معروف ,
خالية من المشاعر والأحاسيس تجاه الآخرين ممن
حولها ..
عقوق للوالدين وقطيعة للرحم وأخلاق سيئة
ومعاملة قاسية وتعدٍ على الحرمات وتنصل من الواجبات لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً إلا ما
وافق هواها ورغباتها وشهواتها
عباد الله
وهناك صورة أخرى للقبور المتحركة وللميت الحي ذلك هو الذي بلغ به اليأس مداه وأصبح محبط
وفقد الأمل وتوقف عن العمل ..
يئس من أحواله واوضاعه ومن الواقع الذي يعيشه
وأوهمه الشيطان بأنه لن يتغير وأن أحواله لن تتبدل فأصبح سلبي في أعماله وفي كلامه وفي
تصوراته فأهلك نفسه وأهلك من حوله وأصبح مصدر إحباط وبؤس ويأس لمن حوله وقد نهى
صلى الله عليه وسلم عن تقنيط وتيئيس المرء لمن حوله مهما كانت الظروف والأحوال،
يقول رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ: هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ”،
وفي رواية: “إِذَا سَمِعتُمْ رَجُلاً يَقُولُ: قَدْ هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ، يَقُولُ اللهُ: إِنَّهُ هُوَ هَالِكٌ”
نعم، من قال هلك الناس ، لا فائدة مما نقوم به ، لن تتعدل الأوضاع ، لن يأتي الفرج ، ذهب الخير؛
من يقول هذا فإنه يقتل الحياة ويغتال الأمل ويزرع اليأس ، ويكون أول الهالكين .. فهذا ميت
الأحياء ..
قال الشاعر :
لَيْسَ مَنْ ماتَ فاِستراحَ بِمَيْتٍ
إنَّمَا المَيْتُ مَيِّتُ الأحياءِ
إنَّما المَيْتُ مَنْ يعيشُ ذليلاً
كئيباً بالُهُ قليلَ الرّجاءِ
عباد الله
إن المتفائل يصنع الحياة في نفسه ويصنع حياة
من حوله فبالتفاؤل تتجدد الحياة ، ويزيد الإنتاج والعطاء، وبه يتغلب المرء على المعوقات
والصعاب ، وهو طريق للتوبة والرجوع إلى الله وترك الذنوب والمعاصي والسيئات،
قال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
والتفاؤل يبعث في النفوس الراحة والطمأنينة، فلا
يخاف المؤمن على رزقه ، ولا يخشى من أجله ،
قال تعالى: ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ
كِتَابَاً مُؤَجَّلَاً )
. والتفاؤل يدفع المؤمن ليحسن الظن بالله،
ويوجهه ليصنع من المحنة منحة، ومن الكرب والعسر والضيق طريقاً وسبيلاً للبحث عن الفرج
واليسر والخلاص.. وهناك من يشعر بالموت …حين يحاصره الفشل من كل الجهات ويوقفه
إحساسه بالإحباط عن التقدم فيتخيل أن صلاحيته في الحياة قد انتهت وأنه لم يعد فوق الأرض ما
يستحق البقاء من أجله فيموت وهو حي ويحكم على نفسه بذلك ..
فمن يدري؟ ربما كانت هذه المصائب والفتن والابتلاءات باباً إلى خير مجهول، ورب محنة فيها
منحة،
يقول سبحانه : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ).
عبـــــاد الله :- إن بيننا ناس نعايشهم بواقع حياتنا اليومية , ليس لهم في الحياة سوى الركض خلف
متعها ، و لا يدرك سر وجوده ولا رسالته ولا الأمانة التي أقسم على أن يحملها على ظهره
متعالي على باقي المخلوقات. ما همهم سواء أجسام تأكل و تشرب و تنام و تتمتع كما تفعل
الأنعام، خلد إلى الأرض فأعجبه الخلود ,
ينسى ماذا يريد من هذه الحياة، ولما هو أصلا
هنا؟…. يسرح و يمرح و العمر يفوت، و يستفيق في معظم الأحيان بعد فوات الأوان.
إذا طلبت كنه عمل تكاسل ، و إذا طلبت منه حمل أمانة كأنما طلبت منه أن يكون على باب حبل
المشنقة . خوف من لا شيء ، و تكاسل من اجل لاشيء سواء إن شيطان الغواية أوهمه أنه سوف
يعيش طويلاً فلما العجلة ؟….
بينما في الجهة المقابلة ، هناك من حملوا مشاعل
النور . رفاتهم هي جزء من حياتنا و ذكرياتهم نذكرها في كل ليلة. أولهم سيد الهدى و خير من
وطأ الأرض، سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم. فمن منا يجهله؟ و من منا لا يتبارك بذكره؟ ومن
منا لا يريد أن يقتبس من نوره؟ هو حي في قلوبنا، حي في عقولنا، حي بيننا ولو إنه مضى على وفاته
أكثر من قرن. و مثله كذلك من الأنبياء و الصالحين، الذين بنورهم تشرق حياتنا ضوء ينير
لنا الطريق.
و هناك من القادة العظام و أصحاب المقام الذين
حملوا مشقة الحياة فبقيت أسماءهم وأضاءت حياتهم دروبنا و دروب من يأتي بعدنا ..
عباد الله
الحياة لا تتغير ولكن طريقة حياتنا هي التي تتغير.
أهدافنا هي التي تتغير، طموحنا هو الذي يتغير.
ما أصعب أن يموت الانسان و هو حي يرزق وما
أجمل أن يعيش و هو تحت الأرض مدفون .
بأيدينا أن نجعل حياتنا لها قيمة يستفيد منها من
بعدنا
قد ماتَ قـومٌ ومَا مَاتَتْ مـكـارِمُهم
وعَاشَ قومٌ وهُم فِي النَّاس ِأمْواتُ
اللهم ردنا إلى دينك رداً جميــــلا .. قلت ما سمعتم
واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ..
الخطبة الثانية
عبــــــاد اللـه :
ميت الأحياء يزداد كل يوم إثماً إما بفعل محرم أو
بترك واجب ولكن لديه فرصة للتوبة والعودة إلى الطريق الصحيح والتخلص من السلبية التي
يعيشها قبل فوات الآوان .. ونحن . . مازلنا هنــــا مازال في الجسد دم وفي القلب نبض وفي العمر
بقية . . .فلمـــــاذا نعيش بلا حياة ونموت بلا موت . ؟ إذا توقفت الحيـــــــاة في أعيننا فيجب أن لا
تتوقف في قلوبنــــــــا فالموت الحقيقي هو موت القلوب
إن أمتنا اليوم وأوطاننا تعاني من الموت والقتل والخراب والدمار ولم تعد بحاجه إلى أموات وهم
أحياء ولابد أن يقوم كل فرد بواجبه ودوره في هذه الحياة في أي وقت وتحت أي ظروف قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا
يقوم حتى يغرسها فليفعل )
ولنحذر أن نموت مرتين في الحياة وبعد الممات
فتكون خسارة ما بعدها خسارة وانظروا إلى الأحياء بيننا كيف هي أعمالهم وأخلاقهم وهممهم
وغايتهم كيف يكسبون حب الآخرين من حولهم وكيف يستفيد من عطائهم الصغير والكبير
والإنسان والحيوان والطير والشجر وعند موتهم الحقيقي يستمرون أحياء في ذاكرة الشعوب
والمجتمعات والدول والأمم والأفراد وتضل حسناتهم تجري إلى أن تقوم الساعة ..
فلنحذر أن يأتي يوم ونحن في التراب وفي اللحود المظلمة نتمنى الحسنة الواحد .. نتمنى الدعاء ..
نتمنى الصلاة وقراءة القرآن .. نتمنى أن نعود إلى الحياة لنعمل صالحاً .. قال تعالى ( حَتَّى إِذَا جَاءَ
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ
وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ).
عبــــــاد اللـه :
مات عمر بن عبد العزيز وما مات ذِ‏كره، ولا يموت ذِكرُ الصالحين، لهج المسلمون بالدعاء والثناء عليه،
ليس المسلمون فحسب، ها هو ملك الروم ليون الثالث يقول: لو كان رجل يحيي الموتى بعد عيسى
لكان عمر، واللهِ! لا أَعجَب من راهبٍ جلس في صَوْمعته وقال إنَّي زاهد، لكنِّي أعجب من عمر يوم
أَتَتْه الدنيا حتى أناخت عند قدميه فركلها بقدميه وأعرض عنها واختار ما عند الله.
ليس هذا فحسب؛ بل بكى عليه أحد رُهبان النصارى، فقيل له: لِمَ تبك عليه وعمر على غير
دينك؟
قال: يرحمه الله! قد كان نوراً في الأرض فأُطفِئ.
يقول الله سبحانه وتعالى ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء احصيناه في
امام مبين )
فَارْفَعْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ذِكْرَهَا
فَالذِّكْرُ لِلإِنْسَانِ عُمْرٌ ثَانِ
فاللهم احي قلوبنا بذكرك والايمان بك
يا من لا تراه في الدنيا العيون، ولا تُخالِطه الظنون، ولا يصِفه الواصفون! يا من قَدَّر الدهور،
ودبَّر الأمور، وعلِم هواجس الصدور! يا من عزَّ فارتفع! وذلّ كلُّ شيء لعظمته وخضع، وجهك أكرم
الوجوه، وجاهُك أعظم الجاه، وعطيِّتك أعظم العطيِّة، تجيب المضطرَّ، وتكشف الضرَّ، وتغفر
الذنب، وتقبل التوب، لا إله إلا أنت، استعملنا في طاعتك ووفقنا لعبادتك وأحينا بمعرفتك واختم
بالصالحات أعمارنا، وحقق آمالنا، وأصلح أعمالنا، برحمتك يا أرحم الراحمين

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading