العاصمة

من قصص بطولات جيش مصر….. إيمان العادلى

0

إيمان العادلى

في عام 1948م أثناء حرب فلسطين كان يقف قطار في محطة العريش محمل

بجرحى الحرب في طريقهم إلى المستشفيات المصرية للعلاج .

وأثناء وقوف القطار في المحطة وبينما يستعد الجميع للتحرك بعيدا عن المحطة

وكل جريح في مخيلته الوصول إلى مكانه أو المستشفى الذي سيعالج فيها جروحه

وبين حالم بالشفاء وآخر يتخيل لحظة أن يلتقي أهله بعد فترة غياب وفي هذه

اللحظات الحالمة المفعمة بأمل ولو قليل .
في هذه اللحظة ظهر في سماء العريش

سرب طائرات صهيونية في اتجاه محطة القطار .

وعند اقتراب الطائرات فوق مكان وقوف القطار إذ قامت طائرات الغدر والخيانة

بإفراغ كل حمولتها من القنابل دفعة واحدة فوق القطار المكدس بالجرحي من

الحرب .
وتحول القطار في لحظات إلى كتلة من

اللهب تشوي لحوم الجنود المصابين .
وبعد دقائق لم يبقى من القطار بما يحمله

من بشر أحياء إلا قطع من اللحم البشري المشوي وبعض من الدخان المتصاعد إلى

السماء يشكوا إلى الله بلسان الحال غدر اليهود منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى عصرنا هذا .

شاهد هذه الجريمة البشعة طيار مصري حر اسمه عبد الحميد ابو زيد مواليد

1918م مصري الجنسية ولكن الجنسية المصرية الاصلية .

وغلى الدم في عروق الطيار الحر الذي قرر ألا يبكي الدمع على شهداء المسلمين إلا

بعد أن يعيد لهم الحق وزيادة وأن ينتقم لكرامتنا المهدورة على محطة القطار القابع

على أرض مصرية .
كان يوجد نادي صهيوني كبير في شمال

الكيان الصهيوني ولكن في يوم أجازتهم يوم السبت وكان النادي مكتظا بقطعان

الصهاينة بشكل يخبر أن الله جمعهم لحتفهم .

فقام البطل عبد الحميد بإفراغ حمولته من القنابل بشكل منظم على النادي فبدا

بالبواية حتى لا تخرج القطعان الصهيونية .
ثم ضرب في وسط التجمع ثم في طرفه ثم في مبنى الحراسة والذخيرة ثم المطبخ

ومبنى الإدارة وكل ذلك كان مرسوم بخطة مسبقة على ان يكون إلقاء القنابل بهذا

الشكل يحدث أكبر قدر من الخسائر في الأرواح والممتلكات .

وقد كان ما خطط له البطل وزملائه بأن انتقم الله لشهداء المسلمين بأضعاف ما

أحدثه اليهود في جنودنا .
ثم عاد بطلنا إلى قاعدته غير مصاب

بخدش واحد هو وطائرته .
ثم تذكر منظر الجنود في القطار فجلس

يبكيهم كما لم يبكي من قبل ولكن البكاء بعد أخذ الحق من الصهاينة يختلف عن

البكاء ونحن جلوس في المنازل مثل الثكالى والأرامل .

وكان لصنيعه أكبر الأثر في عدم دخول الطائرات الصهيونية إلى تلك المنطقة مرة

أخرى .
عبد الحميد أبو زيد هو البطل :

صاحب الاثنين وسبعين طلعة عمليات وهو اول طيار عربي ومصري يسقط طائرة

إسرائيلية.
هو اول طيار مصري يسقط طائرة في

التاريخ وكان ذلك بتاريخ الرابع من يونية 1948.،

الاسقاط الثاني في 7 يونية 1948 باستخدام المدفع نفسه اسقط المرة

طائرة من طراز اوستر جي 1 ، وبعدها توالت الاسقاطات المصرية للطائرات

الإسرائيلية وحقق السوريين اسقاطهم الاول أيضا في هذه الحرب .

تم إعتباره في عداد المفقودين في 19 أكتوبر 1948 بعد عدم عودة طائرته من

إحدى مهامها.
والروايات الإسرائيلية تزعم غرقه في

البحر.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading