أمرنا الرسول الكريم صلوات ربى وسلامه عليه بالتبكير للصلاه من يوم الجمعه وجعل فى هذا التبكير الخير والبركه لما أشار اليه فى الحديث الشريف
(إِنَّ هذا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ الله لِلْمُسْلِمِينَ فَمَنْ جاء إلى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ وَإِنْ كان طِيبٌ فَلْيَمَسَّ منه وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ)
وأما لبس أحسن الثياب فجاء فيه حديث ابن عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ: (رَأَى حُلَّةً سِيَرَاءَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ فقال: يا رَسُولَ الله، لو اشْتَرَيْتَ هذه فَلَبِسْتَهَا يوم
الْجُمُعَةِ وَلِلْوَفْدِ إذا قَدِمُوا عَلَيْكَ) رواه الشيخان.
وفي سنن أبي داود: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما على أَحَدِكُمْ إن وَجَدَ أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ).
والمشي إلى الجمعة أفضل من الركوب؛ لما روى أَوْسُ بن أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ رضي الله عنه قال: سمعت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول
(من غَسَّلَ يوم الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَمَشَى ولم يَرْكَبْ وَدَنَا من الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ ولم يَلْغُ كان له بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا)
رواه أهل السنن وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
والسُنة أن يبكر إلى المسجد ما استطاع، ويسابق على الصف الأول وعلى القرب من الإمام؛ لما في ذلك من الأجر العظيم،
والثواب الجزيل؛ فقد جاء في حديث سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يوم الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ من طُهْرٍ وَيَدَّهِنُ من دُهْنِهِ أو يَمَسُّ من طِيبِ بَيْتِهِ
ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بين اثْنَيْنِ ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له ثُمَّ يُنْصِتُ إذا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إلا غُفِرَ له ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى)
رواه البخاري، وفي حديث أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اغْتَسَلَ يوم الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ
قْرَنَ وَمَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً وَمَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً فإذا خَرَجَ الْإِمَامُ
حَضَرَتْ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ) رواه الشيخان.
إنه لشرف عظيم للمصلين أن تقف ملائكة الرحمن بصحفهم على أبواب المساجد يوم الجمعة ليس لهم شُغل إلا تسجيل
حضور الحاضرين إلى الجُمَعِ، وتبكير المبكرين إلى الجوامع، فما قيمة الإنسان ومقامه حتى يحظى بهذا الشرف العظيم
لولا فضل الله تعالى عليه بالهداية والإيمان والتكريم والرفعة!!
فإذا اتخذ المسلم مكانه في الصف أدى تحية المسجد، واشتغل بما ينفعه من القُرَبِ والطاعات، فإن كان قارئا قرأ
ما تيسر من القرآن، ويجدر به أن يبدأ بسورة الكهف؛ لئلا ينسى قراءتها فيفوته فضلها في الجمعة، وإن كان لا يقرأ
اشتغل بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار والدعاء، فإن كانت الصلاة أنشط له، وأكثر حضورا لقلبه صلى
ما كُتب له وذلك أفضل؛ لأن الصلاة يجتمع فيها القراءة والذكر والدعاء، وعبادات القلب واللسان والجوارح؛ ولما جاء
في حديث سلمان رضي الله عنه وفيه: (ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له ثُمَّ يُنْصِتُ إذا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ ) رواه البخاري.
وليس قبل الجمعة صلاة مرتبة وإنما يصلي ما شاء، ولا يُنهى عن الصلاة فيها إذا انتصف النهار كسائر الأيام، وهذا
من خصائصها.فاللهم اهدنا بفضلك فيمن هاديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت يا رب العالمين …
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.