معلومات تاريخية عن علاقة شجرة الكريسماس بعيد الميلاد
إيمان العادلى
جميع المسيحيين يقومون بتزيين شجرة الكريسماس التى ترمز بالحياة الجديدة التى تحمل الزينة والخير، ولعلها أصبحت عادة يقوم بها العالم أجمع كرمز احتفالي لرأس العام الجديد، فتعتبر هذه من العادات التى تتشارك فيها جميع البلدان والطوائف والديانات.
و يستعدوا للأحتفال في جميع بقاع الأرض بميلاد السيد المسيح، وتتمثل هذه الاستعدادات في بعض العادات والزينات والرموز التي تشير إلى قدسية هذه المناسبة، التى تبدأ في الفترة من 25 ديسمبر، وتستمر حتى عيد الغطاس الذي يُقام في 19 من يناير.
تعتبر شجرة الكريسماس المزينة هى أقدم الرموز الاحتفالية التى تعبر عن الفرحة والبهجة التى يبدأ العديد في تزيينها منذ بداية شهر ديسمبر، وتستمر حتى الاحتفال بعيد الغطاس ذي الخصوصية المسيحية، وتعددت الروايات التى تناولت تاريخ هذا الرمز الاحتفالى المهم، على رغم عدم وجود أى ترابط بين ميلاد السيد المسيح وشجرة الميلاد، إلا أن هذه الروايات أعادت هذه الأشجار إلى القرون الوسطى بألمانيا الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضار، حيث قامت بعض القبائل الوثنية التى تعبد الغابات والنباتات بتزيين الأشجار كاحتفالات الآله، شاهد هذه العادات القديس بونيفاسيوس، الذي اعتبر شجرة التنوب، أو شجرة الكريسماس الحالية، رمزًا للاحتفال بميلاد المسيح، موضحًا أن هذه الشجرة البسيطة تستخدم أخشابها في البناء، وأن أغصانها التى تعانق الإنسان وتحميه يجوز أخذها كرمز يشير إلى دور المسيح في حياة المسيحيين في الحماية وبناء حياتهم
.
بينما ذكرت رواية أخرى أن تاريخ شجرة الكريسماس يعود إلى عام 1509م، فكانت العديد من المدن التى تتبع لثقافات عدة تشير إلى أهمية دور الشجر الأخضر في حياة الإنسان، فهناك من كان يؤمن أن هذه الأشجار تقي الناس من الأرواح الشريرة والأخطار التى يمكن أن يتعرض لها الإنسان من الطبيعة، وكانت الكنائس تحتفل آنذاك بميلاد المسيح وتشعل الشموع، وفى عام 1605م تم استخدام أشجار التنوب والهداب واشتعال الشموع كرمز احتفالي بالميلاد، وقاموا بتزيينها بالهدايا والزينة نسبةً إلى اعتبار هذه الأشجار بمثابة حوامل الأمل في الحياة الجديدة.
تشير رواية أخرى إلى الحضار السومرية والبابلية التى كانت تعتبر الأشجار رمزًا للولادة والمعرفة والحياة الجديدة، وبعد اعتراف القسطنطينيين بالمسيحية ودخولها إلى أوروبا، أشاع استخدامها بالتزامن مع دخول الملكة شارلوت، زوجة الملك جورج الثالث، إلى إنجلترا ثم انتقلت هذه العادات الاحتفالية في الدول التى احتلتها القوات البريطانية، ثم انتشرت في الولايات المتحدة وكندا وإستراليا.
تُزين الشوارع والمنازل بها خلال هذه الفترة بالرموز المسيحية كشجرة الميلاد “الكريسما” المزينة، وبابا نويل حاملًا الهدايا والعطايا وغيرها من الرموز الاحتفالية التى تعود إلى عقود عدة، وتعمل هذه الرموز على إضفاء أجواء من السعادة، وعادةً ما يشترك في هذه المناسبة جميع أبناء الديانات الأخرى والطوائف المختلفة، ولعل هذه المشاركة تأتي بسبب تزامن العيد المسيحي بالنهاية العام الميلادى الذي يجتمع الجميع بمختلف المعتقدات للاحتفال به، واستقبال العام الجديد.
انتشر هذا التقليد في جميع المدن المسيحية بعد علمنة الطبقة الأوروبية الوسطى، وأصبح الاحتفال بعيد الميلاد هو أحد المضامين الدينية المقدسة، ورفضت الكنيسة الكاثوليكية شجرة الميلاد لفترة طويلة، مشيرة إلى أنها تعود إلى القبائل الوثنية التي بدأت بوضع أول شجرة عيد الميلاد في ساحة القديس بطرس التى تقع في منتصف دولة الفاتيكان أمام كاتدرائية القديس بطرس في روما عام 1982م.