العاصمة

معالم المنطقة الجنوبية سبيل بشير اغا

0

متابعه على صبرى

 

تزخر مدينة القاهرة بمئات المساجد الأثرية والأسبلة التى تسجل تاريخ فترة من الفترات وهى الشهيرة بمدينة الألف مئذنة ومن أبرز هذه الأسبلة سبيل (بشير أغا دار السعادة) الذي يقع بشارع بورسعيد، في منطقة السيدة زينب، بالقاهرة، هو سبيل أثري يحمل رقم (309) بسجلات الآثار الإسلامية، تم إنشاؤه منذ أكثر من ثلاثة قرون وبالتحديد في (1131هـ/ 1718م).

وقد أمر بإقامة هذا السبيل، والكُتّاب الذي يعلوه؛ الحاج (بشير أغا) حيث كلف مملوكه ووكيله (عبد الله الفحل) بإنشائه.

كان (بشير أغا) طموحا، حتى إنه قد عُين خازندارا بالقصر السلطاني عام (1125هـ/ 1713م)، وقد دفع طموحه الجامح ولاة الأمور إلى إبعاده إلى (قبرص) ومنها إلى (المدينة المنورة) ليكون شيخا للحرم النبوي الشريف عام (1128هـ/ 1716م)، ويتولى (أغاوية) المدينة المنورة.

وقد فرح (بشير أغا) بهذا المنصب فاتجه مسافرا نحو الحجاز، وبينما هو في طريقه على مشارف (مكة المكرمة) أدركه رسول (السلطان) وأعلمه بأن السلطان قد كلفه بمهمة أخرى بتعيينه (قزلار أغاسي دار السعادة) .

وكان للحاج بشير أغا، أعمال خيرية أخرى، منها أنه خصص وقفا بمصر ليُدر دخلا سنويا لأهالي الحرمين الشريفين وأغوات الحرم المدني (أي من يقومون بخدمة الحرم المدني)، وثمن بخور وأعواد وماء ورد، وقد ظل هذا المبلغ ثابتا حتى مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر.

أما سبيل بشير أغا، فيقول عنه على مبارك في الخطط التوفيقية: “سبيل بشير أغا هو بشارع درب الجماميز تجاه قنطرة سنقر، أنشأه بشير أغا دار السعادة وأنشأ فوقه مكتبا لتعليم أيتام المسلمين القرآن الكريم وذلك في سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف، وبواجهته شباكان من النحاس وأرضه مفروشة بالرخام وبدائر سقفه إزار من الخشب مكتوب فيه سورة الفتح وتاريخ الإنشاء، وهذا السبيل مع المكتب شعائرهما مقامة إلى الآن من ريع وقفهما”.

وكان هذا السبيل يُعرف في أواخر القرن الثامن عشر بسبيل الحبانية نسبة إلى الحي الواقع إلى الشرق منه، وقد قررت لجنة حفظ الآثار العربية تسجيله آثرا في 31 يونيو عام 1888م”.

ولهذا السبيل واجهتان؛ إحداهما تطل على شارع بورسعيد وبها شباك لتسبيل ماء الشرب، والواجهة الثانية تطل على حارة الحبانية وبها شباك التسبيل الثاني. وشباك التسبيل الكائن بالواجهة الشرقية المطلة على شارع بورسعيد مُغشى بمصبعات من النحاس، ويتكون من رف من الرخام مخصص لوضع كيزان الشرب.

أما شباك التسبيل الثاني الموجود بالواجهة المطلة على حارة الحبانية الشرقية، فهذه الواجهة يتوسطها باب يؤدى إلى دهليز على يساره باب يوصل إلى السبيل المُصاصة وحجرة التسبيل، وباب آخر يؤدى إلى الكتاب الذي يعلو السبيل.

اترك رد

آخر الأخبار