العاصمة

مخلوق شريرإيمان العادلى

0
إيمان العادلى
من يوم ما إتولدت و أنا بسمع المخلوق الشرير اللي ساكن في الأوضة اللي جنبي
.
لمّا كُنت صُغيَّرة كُنت فاكراه صاحبي ، كُنت بخبط له علي الحيطة عشان يخبط لي تاني و أضحك ،
كُنت بسمع ساعات أصوات و همهمات مش مفهومة من ورا الحيطة
لمّا كُنت صُغيَّرة كُنت فاكرة إنه موجود عشان يحميني من كوابيسي المُرعبة ، لكن لمّا كبرت
شوية ، بدأت أخاف منه
بابا كان مُصمم إن مفيش أوضة الناحية التانية من
الحيطة ، و كُل ما الوقت يمُر كُنت بتأكد إن الشيء اللي علي الناحية التانية من الحيطة شيء شرير و
مش مُمكن يكون صاحبي ، بعدها بدأت أسمع الأصوات … الخدش ، الآهات و الصريخ !
بدأت أخاف فعلًا … !
لمّا بقي عندي 8 سنين صارحت بابا إني بخاف من ا
ده أيًا كان هوّ إيه ، كُنت خايفة يُحفر في الحيطة و يدخُل الأوضة عشان يقتلني ، ماما ضحكت و
قالتلي إن دي غالبًا فيران عايشة جوا الحيطة مش أكتر ، رفضت تسمعني أو تصدقني ، بابا إبتسم و
هوّ بيحضني عشان يطمني ، قالي إن ماما عندها حق بس طلب مني مخافش لأنه جنبي و بيحميني طول الوقت
.
من بعدها كُل ما بسمع أي أصوات جوا الحيطة بصرخ و أنده علي بابا و هوّ في أقل من ثواني
بعندي في الأوضة ، كُنت بخليه يسمع صوت الخبط و الصريخ فكان بيخبط بإيده علي الحيطة و هوّ بيقول بصوت عالي : ” إسكت أحسنلك “
فورًا كان الصوت بيسكُت تمامًا ، كُنت بحضنه و أبتسم له و أنا متطمنة إن طول ما بابا معايا مفيش حاجة هتقدر تؤذيني
لمّا كبرت شوية بدأت أحكي لصحابي عن المخلوق اللي عايش جوا الحيطة و مكانش حد منهم مصدقني ، لحَد ما مرة طلبت منهم ييجوا يباتوا معايا يمكن يسمعوه و بالفعل افقوا
سهرنا نتكلم و إتفقنا إن اللي عايش جوا الحيطة دا مُمكن يكون شيطان غاضب محبوس ورا الحيطة و عاوز يخرُج ، قعدنا نتكلم ساعات لحَد ما فجأة صوت الخدش و الحفر ما بدأ ، خبطت علي الحيطة بإيدي زي بابا و صرخت زيه : ” إسكت أحسنلك … إذا كُنت إنت ميت فإحنا عاوزين نعيش هنا ”
ضحكت أنا و صحابي بسعادة علي شجاعتي لكن اللي مكُنتش أعرفه إني كده أغضبته !
فجأة … بدأ حد يخبط علي الحيطة زي المجنون ، الصوت المرة دي كان أعلي من أي مرة ، خُفنا و صرخنا عشان ننده علي بابا ، بابا جه فورًا ، إصحابي كانوا خايفين جدًا و طلبوا من بابا يرجعهم بيوتهم عشان هُمّا خايفين
بابا سابني في الأضة لوحدي و راح يوصلهُم لبيوتهم ، كُنت سامعة الخبط … الصريخ … الخدش
كُنت خايفة جدًا و أنا في الأوضة لوحدي ، فرق بيني و بين الشيطان الشرير حيطة واحدة بس !
.
سمعت صوت عربية بابا و حسيت بيه بيجري عليّا عشان يطمني ، حضني أوي و أنا بعيّط و بقوله بخوف : ” هوّ لسّه جوا الحيطة يا بابا ! ”
خبط بإيده علي الحيط و هوّ بيصرُخ كعادته : ” إسكت أحسنلك ”
حضني أوي و سابني أعيَّط و أفرغ شُحنة الخوف اللي جوايا كُلها ، كُنت خايفة أكون مجنونة و يكون كُل الأصوات دي في راسي أنا بس ، بس أنا مُتأكدة إن من صُغري بسمع الخدش و الخبط علي الحيطة
لمّا كان عندي 16 سنة فاكرة إني صحيت في يوم علي صوت صريخ عالي جدًا ، عالي لدرجة إن لازم يكون كُل اللي في البيت سمعوه ، صرخت عشان أنده علي بابا ، جه يجري و حضني و أنا بتعرش و بسأله : ” سمعت الصوت ؟ ، إزاي مسمعتش الصوت ده يا بابا ؟ ، لازم تكون سمعته ”
حضني و باس جبيني و هوّ بيقول : ” طبعًا سمعت الصوت يا حبيبتي بس ده صوت بومة مش أكتر ”
قلتله بخوف : ” لا يا بابا ، الصوت جاي من جوا الحيطة ”
قالي : ” حبيبتي …… ”
قاطعته : ” بابا ، من فضلك ”
تنهد و هوّ بيقولي إنه هيقعد جنبي عشان يتأكد من الأصوات دي و يسمعها معايا ، و طبعًا زي ما إنتم متوقعين ، مفيش أي صوت حصل طول الليل !!
من بعد الليلة دي مسمعتش الصوت مرة تانية ، الصوت توقف تمامًا ، كُنت عارفة إن الشيطان موجود ، كُنت عارفة إنه هنا و هيجيلي في يوم من الأيام تاني ، كُنت عارفة إنه مش هيسيبني
.
و زي ما توقعت الصوت رجع تاني بس في الحقيقة المرة دي كُنت مُفتقداه مش خايفة منه ، بعد 16 سنة بسمعه كُل يوم تقريبًا كان شيء غريب إنه يختفي فجأة ، عشان كده لمّا رجع المرة دي مكُنتش خايفة منه
رجع زي ما إختفي تمامًا و بنفس الترتيب … في البداية صوت زي صوت الزئير المكتوم ، صوت زي صوت صريخ مكتوم ، صوت خبط من بعيد ، الصمت … و بعد كده الخدش أو الحفر
لازم صوت الخدش أو الحفر
قلت لبابا مرة عن صوت الخدش و إني مُتوقعة إن الشيطان هيحفُر الحيطة و يدخل الأوضة يقتلني ، ضحك و قالي إن مفيش كائن مهما كان يقدر يحفُر حيطة بالسُمك ده مهما كانت قوته ، هوّ اللي باني البيت بنفسه و عارف ده كويس أوي ، حضني يومها و وعدني هيفضل هنا عشان يحميني طول الوقت مهما حصل
أنا كُنت هروح الجامعة كمان سنة ، قررت أستحمل الـ 12 شهر اللي فاضلين بس بأي طريقة ، لمّا الصوت رجع تاني بنفس الطريقة ، بابا هداني بنفس الكلام و وعدني نفس الوعود
.
بعدها بفترة كُنت سهرانة في بيت واحدة صاحبتي ، ماما كلمتني و هيّ بتعيّط و طلبت مني أرجع فورًا ، صوتها و بكائها و طريقة كلامها خلوني لازم أرجع عشان أشوف إيه اللي بيحصل ، سُقت عربيتي و رُحت لكن قبل ما أوصل بيتي بحوالي 5 بيوت بدأت ألاحظ حاجات غريبة بتحصل ، عربيات إعلامية تابعة لقنوات إخبارية كبيرة … عربيات شُرطة … عربيات إسعاف … عربيات قوات التدخُل السريع ، كُلهم أدام بيتنا
كان لازم أعرف … أكيد الشيطان فتح الحيطة و خرج و قتل بابا
ركنت عربيتي بعيد و جريت وسط الناس دول كُلهم ، قلت للظابط اللي علي الباب إني بنت صاحب البيت فسمح ليّا أدخل
.
في غُرفة المعيشة اللي جنب أوضتي كان في باب سري مفتوح ورا خزانة كبيرة مكُنتش أعرف بوجوده ، مكُنتش شايفة كويس من كُتر الظباط و الناس اللي واقفين علي الباب السري ، جريت من وسطهم قبل ما حد يقدر يمنعني و دخلت الأوضة السرية و شُفت كُل حاجة !!
.
وسائل الإعلام و الجرايد بتقول علي بابا إنه قاتل مُتسلسل ، بعد اللي شُفته في الأوضة أعتقد هوّ ده الوصف الصحيح له ، علي الحيطة كان متعلق سكاكين كتير ، كُل الأحجام و كُل الأنواع ، أدوات تعذيب أعرفها و حاجات معدنية أول مرة أشوفها ، أحبال كتير و بكر لصق من كل الأحجام ، في نُص الأوضة السرية كان فيه ترابيزة معدنية مليانة دم ناشف
أسوأ حاجة كانت الحيطة ، الحيطة اللي بين أوضتي و بين الأوضة السرية دي ، الحيطة دي كانت مليانة حاجات منحوتة عليها ، جُمل صُغيرة منحوتة ورا بعض بالترتيب
جاكوب إبني ، أنا بحبك … جيانا لوب
قول لبابا إني مسامحه … مايكل واشنطن
تارا أنا آسف جدًا … مونتي جاكسون
قول لبناتي إني بحبهم … باتريك موالو
.
60 رسالة بالظبط محفورين علي الحيطة ، هوّ ده سبب الخدش اللي كُنت بسمعه كُل يوم ، بابا كان بيحفر الكلمات الأخيرة لضحاياه بعد ما ينتهي من تعذيبهم و قتلهم
.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading