العاصمة

ماذا تعرف عن أشد الأوبئة فتكا بالانسان في القرن العشرين ؟

0

إيمان العادلى

هو الوباء الذي عرف بالأنفلوانزا الأسبانية والتي انتشرت بين عامي ( 1918- 1920)

حيث أعتبر الوباء من أكثر الكوارث التي مرت بتاريخ البشرية والأكثر فتكا بالانسان بعد

الحربين العالميتين الأولي والثانية فخلال فترة انتشار الوباء، أصيب حوالي 500 مليون

انسان بالعدوي في كل أرجاء العالم تقريبا وهو ما كان يمثل تقريبا ثلث سكان العالم وقتها

وظهرت عليهم أعراض المرض، كان المرض شديدًا بشكل غير متوقع، ومعدلات الأصابة

والوفاة بين المصابين بالمرض كارثية حيث قدرإجمالي الوفيات بحوالي خمسين مليون

حالة وفاة، وتقول بعض التقديرات بأن العدد تجاوز ذلك بكثير حيث سبب الفيروس في

مضاعفات منها ضعف المناعة لدي المصابين مما تسبب في وفاتهم بسبب أمراض أخري. .

لم يكن غياب الوسائل التشخيصية والعلاجية في أوائل القرن العشرين هو السبب الوحيد

لارتفاع أعداد ضحايا وباء الإنفلونزا، بل يضاف إلى ذلك عدة عوامل أخري منها تردي

الأوضاع المعيشية في هذا الحقبة العصيبة من تاريخ البشرية التي واكبت فيها نهايات الحرب

العالمية الأولي أذ كانت الخنادق مرتعا خصبا لانتقال العدوي بشكل سريع بين الجنود

المشاركين وكذلك السكان أضافة أن ساحة المعركة جمعت شعوبا، لم يكن قد سبق لها

الالتقاء ببعضها من قبل. وكان الكثير منهم يحمل العدوي وأخرين يعانون من سوء التغذية.

على الرغم من تسمية الوباء بالإنفلونزا الأسبانية إلا أنه لم ينتشر في أسبانيا وحدها

ولكنه انتشر في اوروبا كلها ، ويرجع سبب التسمية إلى انشغال وسائل الإعلام الأسبانية

بموضوع الوباء نتيجة لتحررها النسبي مقارنة بالدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى.

فأسبانيا لم تكن جزءً من الحرب ولم يتم تطبيق المراقبة على الإعلام الإسباني، ومن

المفارقات أن الأسبان أطلقوا على العدوى اسم الأنفلوانزا الفرنسية.

لم يقتصر تأثير ذلك الوباء على الفترة 1918-1920 فقط، فجميع أوبئة الإنفلونزا التي

انتشرت منذ ذلك الحين، ومعظم حالات الإصابة بالإنفلونزا في جميع أنحاء العالم

ناتجة عن سلالات فيروسية متحدرة من فيروس عام 1918، مما يجعل الفيروس

الأصلي لوباء الإنفلونزا الإسبانية المصدر الأساسي لجميع أوبئة الأنفلوانزا بعد ذلك وألي الأن.

اترك رد

اشتراك

آخر الأخبار