لِمَ أرتبطنا هذا الارتباط الوثيق بهواتِفنا؟
إيمان العادلى
لأنها نافذة على عالم بسيط يتواصل الناس مع بعضهم البعض في مُجتمعات جديدة ينشأوها بعيدًا عن الواقع الرتيب عوالمُ
نتحكم بها قليلاً على عكس الواقع الذى نعيشه حيث يتحكم بنا من أهدونا تلك الهواتِف من الأساس
نُنِشِيء عالمًا أفتراضيـًا يحمل ظلال الواقع ونُحدّد ما نَقول ونقول للناس ما نُريد عن أنفُسِنا ونُخبيء ما نبغى نعيش كما يحلو لنا
أن نعيش حقًا ولكن بِحدوُدٍ موضوعة تَكبِح وتُجمِد عقولنا
لن تُفيد تلك المُجتمعات إن كان مُنشئيها بالأساس لا يحملون الخير في طياتهم والخير يكمُن في العلم والوطن جائع للعلم وما
الجوع إلا من شيم الفقر فكيف لفُقراء الفِِكر ان تكن لهم اليد العُليا
المُجتمعات بحد ذاتِِها إصطلاحًا هي ما أجتمع عليه أو له أو بهِ جماعة من الناس والأجتماع من الجمع ولكن ما يَربطهم بضوابط
مُعينة مُلزمة هو الشيء الذي يحدد كون تلك الجماعة قد أقامت مُجتمعًا بحد ذاتها أم لا
وتلك الضوابط هي العقد الاجتماعي والذي يكون عبارة عن عقدٍ مكتوب يُلزم الأفراد بدرجات معينة من التعامل والتفاعل
والمهام والواجبات وأخيرًا الحقوق وتلك الضوابط هي ما تُمثل حد العقاب أو حد المساس الأخلاقي الموضوع والذي يكون عبارة
عن سلوكيات بشرية مُعينة ترفُضها تلك الجماعة ومن ضمن تلك السلوكيات التي أتفقت كل المجتمعات على تجريمها
وتحريمها هي السرقة مثلاً وعلى النقيض هناك بعض السلوكيات التي رفضتها جماعة بينما صرحت بها أخرى كشُرب الخمر أو الزِنا
بالأنترنت ذلك العالم السحري الذي أنشأت به مجتمعات جديدة تلك الضوابط أضرب بها عرض الحائط وكأنما تعيش تمامًا بظل
مُجتمع أكثر هدوءًا من المجتمع ذاته
العقد الأجتماعي ها هنا أكثر مرحًا حيثُ السرقة ليست ( عيب ) بل مهارة أنظر للأخوة الهاكرز الذين يُنظر إليهم احيانًا كأبطال
إن سرقوا فيلم أو مُسلسل والدليل على ذلك الهاكر الشهير ( أكسو ) أو ( axxo ) بالإنجليزية والذي حظي أكسو بشعبية
كبيرة على الإنترنت بسبب قرصنَتهِ للأفلام الحديثة حتى أن صحيفة The independent بأحد أعدادها حررت له ثلاث صفحات
للحديث عنه فقد كان يعمل مُتخفيًا تحت الاسم المُستعار ولم يخرج يومًا للنور ليعلن عن نفسه، فشبههُّ البعض بِروبين هود الانترنت
ها هُنا حيثُ تراقب في صمت من تُريد ويُمكنك أيضًا كتابة ما تشعُر به حيال أحد الفتيات دون أن تضطر لنطق تلك الكلمات
الثقيلة في بداية أي تعارف فقط هنا ستكتبها كل شيء يسير حتى المشاعر الإنسانية تُحدد ويُقاس مصيرها بضغطة زر
كانت قواعد الضبط الاجتماعي المُلزمة بالعقد المُبرم بين كافة مُستخدمي تلك الشبكة العنكبوتية هو كسر الضوابط
الاجتماعية المُلزم بالعقد المُبرم بين كافة مُستخدمي لفظة مُجتمع بالواقع، فكل ما كان يُمثله الواقع صار فريسة القواعد والضوابط على الانترنت
قامت ثورات الربيع العربي من الهواتف بشكل رئيسي فقد أستطاع ذلك العالم السحري الواسع الذي أنفجر في وجه الشعوب
العربية أن يُوسِع من أفاقهِم ورؤيتهم الحقيقية لعالمٍ أكثر واقعية من ما يعيشونه بالواقع فقد أنفجرت معرفة ضخمة في وجه
الطُغيان والظُلم .
لابد لنا من الأعتراف بأن القواعد والضوابط التي تحكم تفاعُلاتِنا على الانترنت هاهنا ما هي إلا ظِل الحقيقة ليست الحقيقة
كاملة أحيانًا كثيرة هي قادرة على دفعك بالواقع لأشياءُ كثيرة تلغي صفة اللاواقعية عنها ولكنها تظل في الظلال.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.