العاصمة

ليلة سقوط الأقنعة

0
كتبت / ريم ناصر
التفاهة والابتذال وجهان لعملة واحدة , فقد أصبحا سمة من سمات العصر الحديث الذي فرُض علينا .
فالانحدار الأخلاقي أضحى يواكب التقدم والرقي لحظة بلحظة من خلال الأفكار المبتذلة لعقول
جوفاء فارغة من الأهداف النبيلة التي تبني قواعد المجد في نسيج المجتمع , وهذه ضريبة الحضارة
التكنولوجية الملفوظة التي هبت علينا رياحها من الغرب القبيح الحقير بعاداته وتقاليده السيئة منذ
عقود بكل ما تحمله من معاني الخسة والوضاعة , بل ذهبت لأكثر من ذلك في شحذ معاول الهدم لكل
ما هو مقدس ونبيل (انما الأمم الأخلاق ما بقيت , فأن هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا) الله يرحم زمان وليالي زمان .
فقد سقطت الأقنعة في أول ليلة من
ليالي رمضان الشهر الفضيل الكريم الذي ننتظره من العام للعام
وكأن هناك نية مبيته , وسبق اصرار وترصد لضياع عباداتنا في هذا الشهر هباءً منثورا , فقد اتضح
الزيف المصطنع لوجوه بعض المشاهير من نجوم المجتمع وخاصة في مجال الفن والرياضة وبرغم
والمكياج فلم تواري قبحهم الأخلاقي المُتجمل والذي يطلون به علينا من خلال نوافذ عديدة,
سواء كانت ( صحافه – اعلام – اذاعة – تلفزيون – سينما ) وذلك بعد استضافة الفنان / رامز جلال
من خلال برنامجه التلفزيوني الرمضاني (رامز في الشلال) للفنانة الخلوقة جداً (ف.ع) وكم الألفاظ
الخارجة البذيئة التي هطلت علينا من فمها لتشنف بها آذاننا في واقعة أقل ما يقال عنها أنها تندرج
كجنحة في مواد العقوبات القانونية , فهي أحدى قضايا التحرش اللفظي الفج , والتي يعاقب عليها
القانون جنائياً , وكأنها مادة ضمن منهج يدرس مقرر
علينا في كل عام بئس المثل والقدوة لسيدات وأمهات الوطن.
# الوجه الثاني للعملة الزائفة ذاتها , من خلال برنامج الفنان/ هاني رمزي (هاني في الألغام) نفس
المحتوى الفكري صوت وصورة تقريبا وان اختلفت الشخصيات, فللإسفاف لغة واحدة معلومة للجميع
, بعد استضافة النجم الرياضي (ع. ا) رمز التفوق الرياضي في ملاعب كرة القدم , وصاحب اطول مسيرة
رياضية بالملاعب والتي تغنت الناس بأسمة كثيراً , لقد انكشف المستور وظهرت حقيقته جلية للعيان
, بالعفاف اللاأخلاقي المنهمر من فمه كشلال هادر .
يا خسارة الوقت الذي ضيعناه لمشاهدة أُناس كنا نظن أنهم القدوة والمثل الذي يحتذى به لأولادنا وشبابنا وبناتنا !!! لكن يا خسارة طلعوا بلغتهم الدارجة لغة اليوم تيييت تيييت تيييت !!!ّ
# قال الأمام الشافعي رحمه الله:- احفظ لسانك أيها الإنسان ** لا يلدغنك انه ثعبان ** كم في المقابر من قتيل ** كانت تهاب لقائه الأقران.
# أين دور الرقابة المنوط بها المجلس الأعلى للأعلام في كبح جماح شركات الإنتاج والقنوات الفضائية والتلفزيونية بعدم الخروج عن النص ومراعاة القيم والتقاليد والأعراف وحرمة الشهر العظيم الذي نعيش أيامه حالياً.
يا ليت بعض الشركات تراجع نفسها وعقودها , بعد مشاهدة بعض النجوم الذي تعاقدت معهم لعمل اعلانات لصالحها وهم يسقطون في الوحل في شهر العبادات والروحانيات , لكن ماذا أقول(أن لم تستحً فافعل ما شئت)
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا , اللهم لا تؤاخذنا بذنوب من لا يخافك ولا يرحمنا , وتوب علينا واغفر لنا وارحمنا , أنك أنت التواب الرحيم , اللهم آمين.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading