أي دين يعرف مفهوم اللطف الالهي وان الدعاء يرد القدر، ولكن هذه المعرفة تختلف وتتدرج حسب منزلة الايمان والاقتناع في نفس الانسان، ولكن الجميع يتفق ـ بمستويات وعي مختلفة ـ بان لله قدرات نافذة خارج حسابات البشر ونظرياتهم وامكانياتهم، فاللطف الالهي تدخل قدرة الخالق في تخفيف قدره على مخلوقاته، بما فيها القدر والموت والظواهر الطبيعية والمكان و الزمان والظروف والانسان، فهو ارقي واقوي واصفي واكمل شكل للطاقة الايجابية في الكون، طاقة الحب والسلام والبناء والتفاؤل والعطاء والبقاء والاصلاح.
اللطف الالهي ـ كطاقة إلهية ايجابية كاملة ـ موجود وساري ومتنوع ومتدرج الظهور والنفاذ من أبسط شيء الي اكبره، والذي يصل لنا في صورة رسائل ومواقف وافعال لا نفهمها او نعيها. احيانا نرصده ونقدره ونعتبر لفترة ثم ننسي ونتعامل مع الحياة بعشم ابدية الوجود، وكثيرا نفهمه او نتعامل معه بانه مصادفة او حظ او تصرف خارق للطبيعة ونكمل حياتنا بلا وعي او اعتبار.
ما مصادر اللطف الالهي؟ هل هو قائم ونافذ وساري مجردا بدون تدخلنا كشلال ازلي ابدي لا يفني؟ ام انه ينبثق ويتدفق بتدخل منا؟ هل هناك ما يساعد على استحضار وسريان واستمرار اللطف الالهي وما هو؟
هل هو فعل ايجابي مثل الصلاة او الدعاء او كلمات معينة؟ وما هي قوة وأثر الكلمات في إحداث أثرا ماديا في المكان والزمان؟
حديثا تمت دراسات على اثبات تأثير الكلمة على المادة وفيها! وثبت علميا تأثير الكلمة الطيبة على الماء (مثل احبك وانت جميل) وتشكيلها بلورات هندسية جميلة نتيجة الكلام الطيب! وكذلك اشكال مشوهة من الكلمات السيئة مثل (اكرهك وانت فاشل)، وثبت ان للكلمة قوة التأثير في المادة سواء كانت مكانا او انسانا! وهو ما يتداوله البشر في برامج الطاقة الايجابية عن مفعول الابتسامة والتشجيع والتعاون والدعم على الانسان واطلاق الخيال بالافكار الايجابية والمتفائلة وظهور قانون الجذب
فاذا كان الامر كذلك، فهل فعلا لكلمات صيغ الصلاة علي النبي المحلقة في اثير مصر، قوة استدعاء مستمر وخفي لطاقة الايجابية من اللطف الالهي ليستمر بانتظام في نشر مفعوله في أثير مصر كمكان وانسان؟
حقيقة علاقة الصلاة على النبي باللطف الالهي، نوعا من اسقاط التدبير البشري للدخول في معية احكام اللطف الرباني.
فاذا كان العلم الحديث اثبت فعلا داخل المختبرات اثر الكلمة الطيبة على المادة، ألا يكون لتكثيف ترديد صيغ كلمات الصلاة علي النبي باستنفار تدخل اللطف الالهي، أثرا علي الارض والانسان؟
الفكرة علمية وايمانية معا، ليس في الاسلام فقط ولكنها تمتد الي الاستغاثة بالله لمد محبته ودعمه ومعجزاته
كصيغة كلمات ايجابية نورانية تستحضر تدخل اللطف والطاقة الايجابية لاي موقف او ازمة او مباركة.
اللطف الالهي مثله مثل الغيث، لا يفرق بين من يهطل عليه بسبب جنس او لون او دين، فحكمة الخالق في جعل الانسان خليفة له علي الارض سبقت جميع الاديان والاجناس والاعراق، ومن هنا تدبرت وفهمت قوة الكلمة الطيبة في تلطيف الجو والمكان والنفوس، لبث طاقة ايجابية تلطف الازمات وتخفف قدر التصرف فيها.
المؤمن حقا بقدرة اللطف الالهي ـ بغض النظر عن جنسه ودينه وتدينه ووعيه ـ يري فيه معجزات لحظية تعز عن الفهم وترفع يده عن التدبير والتدبر. ولكن هذا لا يعفيه من القيام بواجبات التوكل الحق واتخاذ الاحتياطات والتدابير، وليس التواكل الفج بالاكتفاء بالدعاء فقط. ولكن في النهاية يبقي اثر الكلمات الطيبة واعظمها صيغ الصلاة علي النبي، كمغناطيس بشري يجذب عطف صلاة الله عليه، لتسري الطاقة وتبدأ الحماية.
انا من المؤمنين حسما بحكمة وقدرة اللطف الالهي في التدبير والتلطيف والتخفيف والتأديب. هذا الايمان يستوعب حكمة الله في ارسال رسائله واشاراته وتحذيراته للدنيا، من خلال مخلوقاته كقوي الطبيعة والامراض وتسليط الظالمين على الظالمين. يبدأ الناس ـ في كل الاديان والاجناس ـ في تذكر الله او القوة العليا، عند المحن والازمات والكوارث، فيبدأون في تذكره وذكره والرجوع له وتقليب النظر في حالهم، وتلهج الالسنة في طلب رحمته ومدده وتخفيف قضائه، في عودة اجبارية لاعلان الكلمات الاستغاثة باللطف الالهي.
استيعاب فطري خارق لقدرة وأثر قوة ذبذبات الكلمات الطيبة في المادة، باستدعاء مستمر لنسائم الطف الالهي لتغلف مصر، الم يقل الله في محكم كتابه (اهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم) و (ادخلو مصر ان شاء الله آمنين)، وهل الاكتفاء والامان سوى صورة من صور اكتناف اللطف الالهي لمصر كمعني وليس كبقعة او مكان يخضع للاحكام العادية لسلوك البشر؟ وهل معني هذا ان ما عدا ذلك لا يدخل في المعني؟
هل لا تدخل مكة في الحيز النوراني للحماية الالهية؟ لعل مكة والمدينة ومصر البلاد الوحيدة على الارض المخصوصة بنص الهي ايجابي! لا تميزا لاهلهم او امتيازا خاصا لقاطنيهم، ولكن بمكة بيته الذي تكفل بحمايته ويثرب مرقد النبي ومصر التي ادخلتها حكمته النص القرآني وجعلها آمنة لاسباب في محكم علمه، رغم كل ما مر ويمر بها عبر التاريخ، واخضعها للناموس البشري من كوارث واستعمار وفيضانات وظواهر طبيعية وثورات، ومع ذلك لم تخسف كسدوم او عمورية! او نالها تاسونامي، او استحكم فيها فساد او وباء اودي باهلها مثل لندن في القرن١٩.
هل معني هذا ان مصر لن تُمس في وباء كورونا مثلا، او لن يكتسحها الاعصار او لن ينالها تصحر تام او يبتلع البحر المتوسط المدن الساحلية، كبلد محروس بقوة خفية؟
بداية يلزمنا الاعتراف بان مصر كمكان من مخلوقات الله، تخضع لاختباراته المطلقة، ولكن لطفه متدرج في تدبر وتلطيف هذه الاختبارات لحكمة الهية، يرتبط جزء منها بالثقافة الايمانية لاهل مصر ـ وليس مسلميها فقط ـ التي جعلتهم نسيجا واحدا في اطلاق قذائف الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام وتمجيد السيد المسيح عليه السلام، مع ايمانهم بقدرة هذه الصلاة على فعل المعجزات، وهو ما يجعل سوادهم الاعظم مؤمنا داخليا بان مصر محروسة وستجتاز المحنة (انا عند ظن عبدي بي).
ليست هذه الكلمات دعوة للتواكل المطلق او الاطمئنان الفج بالانقاذ لميزة مادية وترك التدابير والاعتماد علي غيبيات لانقاذ المحنة، وليست انتصارا لمصر ٢٠٢٠، او تمايزا عن باقي الدول،
ولكنها دعوة لتدبر اثر الكلمة الطيبة في المجتمع واشاعة طاقة ايجابية تستدعي اللطف الالهي لاكمال جميله بانقاذ مصر واهلها في اختبارات ٢٠٢٠،
وتحرير حملة بشرية كونية لاطلاق صيغ الصلوات علي سيدنا محمد وعيسي وموسي، عليهم افضل صلاة وسلام، تستغيث وتستحضر صلاة الله عليهم، كلطف إلهي يغلف الكرة الارضية، تغسل به نسائم الرحمة ارضه وتهطل على عباده، بطاقة ايجابية آن لنا أن نؤمن بها قلبا وروحا وعقلا.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.