العاصمة

لماذا أنتِ

0

بقلم / عمر أكرم أبو مغيث
٢٣/١/٢٠٢٠
__________________

لماذا أنتِ
تسللتِ إلى حياتي ..
سكنتِ في أيامي ..
أقتربتِ من أحزني ..
رافقتِ خيالي ..
أيقظتي أوهامي
من أحلامي ..
داعبتِ الأيام الخوالي ..
تأتين كل ليلة
منقلبة على عقبيكِ ..
تنادي مهموسة
حتى غزوتِ أفكاري ..
آسرتِ قلبي
هدهدتِ جسوري ..
بين صفحاتي
ملأتِ سطوري ..

أنتِ لي ..
الأنثى الوحيدة
الرشيدة الفريدة ..
عذراء العيدان
منحولة القوام ..
ثنية الروح
عالية المقام ..
أنثى حاضرة
في أيامي ..
قريبة من أمنياتي ..
متقمصة تكهناتي ..
سابحة بين أنفاسي ..
في الفؤاد مكنونة
نابتة في قلبي ..
شاردة بين شرياني ..
في الأروقة المغلقة
أحاديث المساء
موشومة على الجدران
تحدثني عنكِ ..
تعظني وتقويني ..
وأنا في ثبات مرصود ..
شياطين الغيبة تختالني ..
براكين الهجر تغلو
تاركة أرض الخراب ..
منها تدنو مفاتيح
معلقة على الأبواب ..
والأنوار تشع من المجرات
كونية وقدرية ..
من طبيعة الحياة
تعلوها المكبوتات
العاصية ..
وعلامات الخطيئة
الدانية ..
مبهمة كالبهات
لا ملامح ترسمها ..

إلا أنتِ ..
هواكِ القلب ..
وهو ينبض بنبضات
العشق
العابرة كالبوارج العائمة ..
وهي يلاطمها الموج
ويكسوها الثلج ..
فلا ترثي على كوابحها
المنطلقة إلى عالمكِ
الفريد ..
حيث مسكنكِ
ملىء بالعجائب ..
محاط بالأكاليل
يعزي قلبي ..
الذي سكن المقابر ..
تزعجني الهواجش
في سكينة مع الروح ..
هناك تهدأ الأعاصير
ويواسيها السكون
والطيف العازف ..
من أناشيد وألوان
ونقوش على الجدران
أحبارها صامدة ..
مضي السنون
تخلد قصتنا ..
مع رايات السماء
والحمامات البيضاء
تبثها بسلام
وتهدي للسبيل ..
عشقا وغراما
كنوزا واسفارا ..
في سماء تغرد
فيها البلابل
وأجمل الطيور ..
لماذا أنتِ ..
معك البراءة
مرهونة في
مدينة تاهت
بين جناحيكِ .

اترك رد

آخر الأخبار