العاصمة

 لا تقتلوا البراءة 

0
 كتبت/ ريم ناصر
الرحمة و التراحم صفة و خلق عظيم و جليل نص عليها ديننا الخنيف الذي انزله الله في محكم آياته بالقرآن الكريم
( رحمتي وسعت كل شيء ) و هي شعور انساني داخلي ينبعث من التواصل و الإحساس بالآخر و بما يعانيه من هموم و
أحزان و آلام .

و قد قال ابن القيم : من رحمة ربي سبحانه و تعالى ابتلاء الخلق بالأوامر و النواهي رحمة لهم , لا حاجة منه اليهم بما امرهم به ,
و من رحمته ايضاً ان صعب عليهم الحياة الدنيا و كدرها ( و لقد خلقنا الانسان في كبد ) لئلا يطمئنوا و يسكنوا اليها بالتمتع برغد العيش و النعيم
فرحين مسرفين في الدنيا و زخارفها متناسين فضل الخالق عليهم و ما منحهم من نعم جاحدين بعبادته و ذكره
( الا بذكر الله تطمئن القلوب ) فساقهم الله اليها بسياط الابتلاءات و الاختبارات .

فمنعهم ليعطيهم , و ابتلاهم ليعافيهم , و أماتهم ليحييهم و من رحمته بهم ايضاً ان حذرهم في وقت الرخاء و الغنى
بألا يغتروا به ( ولا يغرنكم بالله الغرور ) فيعاملوه سبحانه و تعالى بما لا يحسن معاملته به , حاشا لله .

فالاحتياج , و ضيق ذات اليد ( وجهان لعملة واحده ) = العوز , خاصة اذا كنت في اشد الحاجه إلى المال و لم تكن بك سعة ,
فالشدائد و الابتلاءات التي تحيق بالإنسان تضعه في سجن العقل محبوسا بين جدران التفكير و النفس و تأوهات الجسد ,
و أشد و اقسى و اصعب الآهات على النفس , آهات الألم التي تصدر من جسد طفل نحيل يرقد مسجى على ظهره لا يمتلك ثمن الدواء الذي يخلصه من آلامه و أحزانه ,
لا حول له ولا قوة يعتصره الألم عصراً هو و من حوله راجياً رحمة ربه و عفوه ,
و تراحم الإنسان بأخيه الإنسان مصداقاً لقول رسولنا الكريم
( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )

*انقذ خديجة يا ريس*
خديجة محمد ممدوح .. طفلة عمرها عامين اصيبت بمرض لعين يدعى ( الضمور العضلي الشوكي )
و هي في شهرها الخامس , حيث توقف قلبها الصغير عن النبض و وضعت على جهاز تنفس اصطناعي منذ ذلك الحين ,
و بدء المرض يتمكن منها كذئب مفترس اوقع فريسته و توالى ينهش عظامها رويداً رويداً مغتالاً براءتها و طفولتها ,
و صرخات أمها من حولها تجلجل في جنبات الكون مردداً صداها : ابنتي و زهرة عمري تضيع من بين يدي ,
بعد ان تركنا والدها هرباً الى فرنسا غير مبالي ،مستجيرة بالله (رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )
و بالقلوب الرحيمة انقاذ فلذة كبدي ، بعد أن فقدت الغالي والنفيس في علاجها وصرت لا امتلك شيئاً من حطام الدنيا .
قال رسول الله ﷺ : كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته .
نعم نحن في اشد الحاجه اليك يا ريس بمنتهى الصدق في علاج حالة الزهرة البرية 

( خديجة ) فهي تستحق عنايتكم و العلاج على نفقة الدولة كحالة من ملايين الحالات التي تعالج و يعلن عنها . 

( اغيثوها ) يا ذو الرداء الأبيض يا ملائكة الرحمة (مَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ)

ولا تقتلوا البراءة , فقتل النفس اصعب عند الله من هدم الكعبة .

آملين من سيادتكم اتخاذ القرار الفوري بعلاجها , و سفرها للخارج اذا اقتضت الحالة ذلك .
لا أراكم الله مكروها في عزيزاً لديكم .

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading