العاصمة

كيف أعامل زملائى فى العمل

0

بقلم / محمــــــد الدكــــــرورى
اذا اردنا ان ننجح فى جميع التعاملات مع الاصدقاء او الزملاء او الناس عموما يجب علينا ان نسلك طريق واحد
فقط الا وهو طريق الاسلام الا وهو طريق الدين الذى قال عنه النبى صلى الله عليه وسلم فى المعاملات بين الناس
فاذا اردت ان تنجح فليك بتقوى الله فى جميع تعاملاتك ان تتعامل بما يرضى الله ورسوله وان تحب لأخيك ما
تحبه لنفسك وان تكون يد عون ومساعده لجميع الناس والذى سيكافئك على ذلك كله هو الله عز وجل ولا تنتظر
الثواب من الناس ولا تنتظر الشكر من الناس ولكن ابتغى ذلك كله عند الله عز وجل ولقد قدَّمَ الدينُ الإسلاميّ مكارمَ
الأخلاق على كثير من العبادات، وآثره بالدرجات العلى من الجنة، عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن
ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم-: (ألا
أخبركم بأحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟ فأعادها ثلاثًا أو مرتين، قالوا: نعم يا رسول الله، قال:
أحسنكم خلقًا).
وهناك العديد من الآيات والأحاديث الشريفة التي تحدّثت
في موضوع الأخلاق ومكارمها وكيف أن الغيبة والنميمة والأذى وقذف الأعراض والشتم والسب وإيذاء المسلمين
كلها مُحبطة للأعمال مهما بلغت أجورها من صلاة وصيام وحج وعمرة وصدقات وغيره لما تُسببه من تفرقة وتفتيت
لمكونات المجتمع الإسلامي وتشغله بنفسه دون الانشغال بنشر الدين الإسلامي والرسالة الربانية التي جاء لإيصالها،
بالمقابل فإن حسن الخلق لا يُجزئ عن أداء الصلوات والفروض وغيرها من التشريعات الربانية فهو لا يُسقطها
قطعًا وهذا من كمال هذا الدين العظيم وسموّه.
جاءَ الدينُ الإسلاميّ الحنيفُ لينظّمَ ثلاثَةَ أنواع من
العلاقات؛ علاقة العبد بربه وعلاقته بغيره من المسلمين، وعلاقته بنفسه، ولكلٍّ منها ضوابط وشريعة وأسس لا
يمكن تجاوزها أو استثناؤها والتقليل من شأنها دون الأخريات، وقد شاع بين العامة من الناس مقولة الدين
المعاملة، لذا تمّ تخصيص هذا المقال لشرح معنى الدين المعاملة ومن الذي قالها وأهمية وأثر الأخلاق الطيبة على
المجتمع وعلاقاته وروابطه.
ومعنى قول الدين المعاملة وسبب قولها، هو التنويه إلى
أنها ليست حديثًا نبويًا كما هو شائع بين الناس، وإنما هو مثل متداول جاء ليؤكد الأحاديث النبوية التي جاءت
للحديث بهذا الشأن، ويُقصد بمقولة الدين المعاملة، أن أساس التديّن والالتزام بالتعاليم الإسلامية هو حُسن
الخلق وحُسن التعامل مع الناس مسلمين كانوا أم لا، ولكن في هذا المقام يجب التطرق إلى أن هذه المعلومة
صحيحة ومنطقية ولكن لا يصحُّ الأخذ بها وحدها دون الالتفات لعلاقة العبد بربه أو بنفسه، فمقولة الدين
المعاملة تُنظم ما بين المسلم والناس ولكن هذا وحده لا يكفي لصحة إسلام وإيمان العبد، خاصة إذا كان حُسن
الخلق غير قائم على الإيمان بالله وإنما على أمور دنيوية فقط، يقول الله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ
كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ } أي أن الذي
يقوم بأي عمل صالح غير مبتغيًا لوجه الله والثواب منه، ولم يخلص نيّته لله عز وجل وحده فإن عمله يوم القيامة
يذهب هباءً منثورًا ولا أجر ولا ثواب له عليه.فلذلك اذا اردت ان تنجح فى علاقتك بالزملاء والاصدقاء والجيران
فيجب عليك ان تتقى الله فيهم وان تعاملهم معاملة الاسلام وتعاملهم المعامله الطيبه التى تحب ان يعاملوك
بها واعلم ان الله خلقنا جميعا من نفس واحده (كلكم لأدم وأدم من تراب ) ..

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading