كلثوميات خالدة لنهاية الزمان 3
قلم عادل شلبى
أروح لمين كلمات العامية المصرية تحمل كثيرا من المعانى التى يتوجع منها كل من يسمعها وتأخذ بلباب
فكره وكل كيانه بتوجع عن مدى غربته ووحدته فى هذا العالم الغريب بطبعه عن طباعنا أروح لمين كلمات تائهه من نفس أشد تيهة من الكلمات ومعانيها أروح لمين قالها
الشاعر باكيا مستطردا مسترسل فى الشكوى مع الأنين كل الكلمات التى نطقها نظما لهذه القصيدة العامية الدارجة تحمل ذاك الجرس الحزين الملىء بكل شجن وأنين أروح
لمين ويبقى ما يبقى ان بقى الحنين أروح لمين وأقول يا مين فأنت توءم الروح وانت كل الحنين لما الهجر ولما
البين والبعد وأنت أنا وأنا أنت فلما كل هذه القسوة وكل هذا البين والهجر والترك لى منتظرا لك حزين أروح لمين
كفانى أنت وكفانى ما بيا من فكر دائم فيك حتى نسيت من أنا وطيفك دائما معى وانت عنى بعيد وانا حزين كلمة
ونظرة عين وأصبحت فيك السجين وأنت الفارس المنتصر وأنا الأسير التابع الذليل المحب لك بلا روح
وقلب فالقلب فيك والروح سكناك فلا لى فى هذه الدنيا سواك نعم وفى لحظة جميلة رائعة فى سماء مصرنا
ووطننا العربى الساحر الكلمات والمعانى والألفاظ الدارجات الأقرب للفصحى فى كل الألفاظ والكلمات الموحيات نظمها شاعرنا الجميل شاعر كل جمال الشاعر الحساس عبدالمنعم السباعى والذى لحنها الموسيقار
العالمى الذى تعلم أصول الفصحى وهو تلميذ جيد للخليل بن أحمد العروضى الذى وضع علم العروض فى العربية وبحور شعرها والميزان الذى يوزن عليه كل لفظ وكل بيت نعم الموسيقار العالمى الحساس الذى كان يتتبع كل لفظ فى القصيد العامية ويترجم جرسه الى نغم يدغدغ كل عصب فى المتلقى الاستاذ الملحن العبقرى عليه رحمة الله رياض السنباطى حتى خرجت لنا قصيدة أروح لمين فى هذا الشكل الفنى البديع كلمات ونغم وصوت حائر لحيرة الكلمات أروح لمين وأقول يامين ينصفنى منك ما هو انت فرحى وانت جرحى وكله منك أروح لمين وأقول يا مين ينصفنى منك ينصفنى منك كلمة ونظرة عين والحب وياهم جمعوا سوى قلبين والحب مناهم والحب مناهم وبين ليالى الهوى خدنى الهوى وياه وكان وصالك هنا وكنت بستناه وكنت بستناه وبعد حبى شاغلت قلبى وقسيت عليه وكان منايا يدوم هنايه ما دمش ليه أروح لمين وأقول يا مين ينصفنى منك كلمات كلها أحاسيس جميلة قد ثقفت من سماع علم هو الصالح على مدار قرونا مضت نعم جعلت الأباء والأجداد أشد احساس وأشد ثقافة حتى أتوا بأجمل المعانى والمقصودات من خلال ألفاظ وكلمات مازالت تدرس فى جامعات الغرب كل جامعات الغرب أما نحن فى عالمنا العربى نبحث عن كل ما هو ردىء فى اللفظ والمعنى والمقصود حتى أصبح
الجميع عشوائى تركوا الأصول وتمسكوا بالغريب وكل الغرائب اتباعا لغرب هو غريب بالفعل عن نفسه فى كل شىء نعم هذه الأجيال ان لم تتعلم ما تعلمه الأجداد والأباء سنفقد الكثير والكثير من تراثنا المحتفى به عالميا
فالواجب على كل وطنى مخلص احياء الجمال العربى شعرا وأدبا ونشره بين العامة بعيدا عن المغرضين الذين يتبعون الغرب فى تسلطه على كل الأجيال العربية كى تصبح هكذا رديئة فنا وزوقا وثقافة وعلما يجب علينا جميعا أحياء أدبنا العربى فى كل المحافل الاجتماعية وفى كل بلدان الوطن العربى فالذوق والاحساس الانسانى هام فى بناء كل تقدم وتحضر وفى النهاية لا يسعنى الا
ذكر القصيدة العامية والتى مطلعها أروح لمين وأقول يامين والتى غنتها السيدة أم كلثوم خالدة الذكر بروائعها التى مازالت بيننا والى نهاية الزمن ستكون .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.