العاصمة

كابوس مرعب

0

إيمان العادلى
كل واحد عنده كابوس مرعب من طفولته مش قادر ينساه، لكن ايه اللي ممكن تعمله لما تعرف انه حقيقي؟

نشأت انا واخويا جيمس في منزل على الطراز الفيكتوري القديم في ولاية ماساتشوستس، كان منعزل جدًا، اقرب جار لينا كان على بعد ميل تقريبًا..

كنا بنقضي معظم أيامنا في منزل الشجرة اللي بناه والدنا، طول الوقت كنا بنتخيل قصص للقراصنة والكنوز، كنت ديمًا بلاك بيرد وجيمس كان كاليكو جاك، كنا مقربين من بعض جدًا والثنائي اللي محدش يقدر يقف في طريقه في أعالي البحار، وكان فيه فتحه سرية في وسط الشجرة كنا بنخبي فيها كنوزنا المسروقة..

وعلى الرغم من إن منزلنا الشجرة كان مثير؛ إلا اني كنت عايز اقول إن أفضل حاجه في منزلنا هي المربية بتاعتنا، كانت عاقلة ومسلية جدًا، وأروع جليسة لأي طفل فعلًا.

بليل كنا بنسمع صوت تهويدة ناعمة، وكان صدى الصوت بينقلها في كل حته في الغرفة، كانت بتهدينا عشان ننام، كان بيغمر أذهاننا هدوء وراحة همهة حلوة وناعمة من المربية، أسوأ حاجه كانت بتحصلنا هي الكابوس المزعج، كنت بستيقظت انا وجيمس مفزوعين وايدينا على رقبتنا وبالكاد كنا قادرين نتنفس، بنقوم بسبب نفس الكابوس، وكإن شخص وضع شيء على رؤسنا وكان بيضغط عليه بقوة، ديمًا كنا بنصحا قبل مانموت، كانت اجسامنا بترتعش وبنسعل بقوة من شدة الخوف!

الصبح وبعد انتهاء الليلة المروعة كنا بنلاقي ورقة تركتها المربية جنبنا، مكناش فهمين ايه اللي مكتوب لكن كنا متأكدين انها عايزانا نكون سعداء وننسى الكابوس المرعب اللي طاردنا بالأمس.

كنا بنحكي لوالدينا عن الكابوس المزعج، وقد ايه المربية كانت لطيفة وسابتلنا ملاحظات في الليل، مكانوش مهتمين جدًا وكانوا بيعلقوا على شدة خيالنا، واضافوا اننا لإزم نتوقف عن اللعب في بيت الشجرة من غير مانسئل.

في النهاية انتقلنا من منزل العائلة، وسيبنا المربية الفقيرة من غير مانودعها حتى، كنا زعلانين لفراقها ولإننا لمينا اغراضنا بسرعة وكان ممكن نقضي الليلة في المنزل.
انتقلنا لشقة في الجانب الشرقي من المدينة، لكننا مقدرناش ننسا أبدًا صديقتنا المميزة.

بعد سنوات، كنت هكتب أطروحه جامعية عن طفولتي، وتربيتي بشكل أساسي بمساعدة المربية، وانا ببحث عن منزل عائلتنا لقيت مقالة في الإنترنت بتتكلم عن العائلة الأصلية اللي عاشت هناك سنه 1915، أم وأب وطفلين ومربية، المربية بتاعتنا!

بدأت اقرأ المقالة بحماس أكتر، كنت متشوق جدًا لمعرفة كل التفاصيل عن المرأه اللي ساعدت في تربيتي انا واخي، حسيت بحنين للماضي، اعتقد انها كانت بتفتقد الطفلين من العائلة السابقة عشان كده اهتمت بينا كويس.

معتقدش أني أخطائت!
قرأت المقالة كويس، كنت مصدوم من اللي بقرأه، بدأت كتلة في التكون في حلقي، ضربات قلبي بقت أسرع وكإن قلبي كان بيغرق في صدري!

ذكرت المقالة ازاي فقدت المربية أطفالها بسبب سائق مخمور 1913، مقدرتش تواجه حقيقة موتهم وبدأت تبحث عن الوحش اللي سرق حياة أطفالها، بعدها أصبحت موظفة عند عائلة دوبسون.

وأثناء محاولتها للإنتقام كانت بتقضي وقتها في رعاية أطفال الوحش كأنهم أطفالها، لحد ما جت الليلة المروعة اللي قتلت فيها الطفلين وهما نايمين، خنقتهم بوسادة، على الأرجح كانت بتغنيلهم بلطف زي ماكانت بتعمل ديمًا.

بعد ماقتلتهم ذكرت المقالة إن المربية تركت رسالة انتحارية وسابتها جنب جثثهم بعدين قتلت نفسها.

المقالة اشتملت على صورة للفناء الخلفي، المكان اللي كنا انا وجيمس بنلعب فيه ديمًا
في الوسط كانت الشجرة اللي اتبنا عليها الحصن بتاعنا، لما دققت في الصورة لاحظت وجود الثقب اللي كنا بنخبي فيه كنوزنا، كان شكله مختلف تمامًا، كان مغطى بلون قرمزي غامق خلى الدم يتجمد في عروقي
جنب الشجرة كانت جثة المربية، وفي أدها بندقية.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading