العاصمة

قضاء حوائج الناس افضل اجر من تكرر الحج والعمرة 

0

كتب اسلام محمد

الحج أحد أركان الإسلام الخمسة وقد كتب الحج على المستطاع ماليا وبدنيا قال تعالى ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله

عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) رواه

البخاري ومسلم . فمن كان ينوي الحج ولم يستطع تأديته بسبب عجزا او مرضا إصابة او فقرا او قلة مال نال الثواب من الله تعالى لصدقة مع الله ولصدق نيته وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الحج قد

فرض على الناس مرة واحدة في العمر ومن زاد فهو تطوع له عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكَلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى

قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ. فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ لَا يَقْتَضِي التَّكْرَارَ. – وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُتِبَ

عَلَيْكُمْ الْحَجُّ، فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: لَوْ قُلْتَهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، الْحَجُّ مَرَّةً فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ بِمَعْنَاهُ.

والناس يحبون الحج وزيارة بيت الله الحرام لامرين اثنين
الأمر الأول ان قلوب المسلمين تهفو للزيارة بيت الله الحرام حجا وعمرة استجابه لدعوة نبي الله ابرهيم

قال الله تعالى رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ والأمر الثاني لما يتضمنه الحج من اجر

عظيم وثواب كبير من مغفرة الذنوب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: الْعُمْرَةُ إلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلَّا الْجَنَّةُ. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا أَبَا دَاوُد. وعن أبي هريرة، قال: قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أتى هذا البيت، فلم يَرفث ولم يَفسق، رجع كما ولدتْه أمُّه))؛ متفق عليه

فإذا كان المجتمع عندة سعة من العيش وكان الاقتصاد قويا متينا وليس في أبناء الوطن جائع ما يسد جوعه أو على لا بجد ما يستر عورته او مريض لا يجد ما يتداوى به فليحج ما شاء اما اذا كان اقتصاد

الدولة يحتاج إلى التعاون والتكاتف للوفاء بحاجات أبنائها واحتياجاتهم الاساسيه كاطعام الجائع او كساء

العاري او مداوات مريض والمساهما في توفير الخدمات الأساسية فإن ذلك يكون أكثر اجر من تكرار الحج والعمرة النافلة

ان الفهم الصحيح لدين الله تعالى بما يتناسب مع واقع الأمة ويراعي مصالح الناس وحوائجهم يقتضي إلا تقف حدود الفهم عند بعض مسائل فقة الأحكام على سبيل التلقين والتلقي دون غوص وإدراك لفقة

المقاصد أو الواقف أو فقه الأولويات او المتاح مما تغيب مع الغاية الأسمى لمقلصد التشريع

ونطلاقا من هذا الفهم المقصدي لهذا الدين الحنيف وترتيبا لفقة الأولويات فاني اقول ات تقديم مصالح الناس والسعي على وقضاء حوائحهم أولى من تكرر الحج والعمرة لأن قضاء حوائج الناس كالتيسير

على معسر وقضاء ء حاجته او الصدقة على فقير من فروض الكفايات ومعلوم أن فروض الكفايات ٠ مقدم على جميع النوافل حتى الحج والعمرة لأن فقة الواقع يختم على كل إنسان يعمل من أجل

مصلحت دينه ووطنة ان يقدم العمل الصالح الذي يتعدد نفعه على المجتمع ولا شك أن قضاء حوائج الناس أمر متعدد ومتسع فقد يكون بصدقة جارية او إصلاح طريق او مستقى او مدرسة

والإسلام قد حث على قضاء حوائج الناس وبين بإن قضاء حوائج الناس له فضل عظيم، وهو من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى وقد قال أمرنا الله بفعل الخير وقضاء حوائج الناس في

كتابة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77]. قوله:

(وافعلوا الخير)، قال عبدالله بن عباس: بصلة الرحم ومكارم الأخلاق. قوله: (لعلكم تفلحون)؛ أي: لكي

تسعدوا وتفوزوا بالجنة؛ (تفسير البغوي، ج5، ص 401). إن قضاء حوائج الناس المشروعة من أفضل

وسائل فعل الخير. وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا

وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المزمل: 20]. • قال الإمام الطبري رحمه الله: ما تقدموا أيها

المؤمنون لأنفسكم في دار الدنيا من صدقة أو نفقة تنفقونها في سبيل الله، أو غير ذلك من نفقة في

وجوه الخير، أو عمل بطاعة الله من صلاة أو صيام أو حج، أو غير ذلك من أعمال الخير في طلب ما عند

الله – تَجدوه عند الله يوم القيامة في معادكم هو خيرًا لكم مما قدمتم في الدنيا، وأعظم منه ثوابًا؛ أي:

ثوابه أعظم من ذلك الذي قدمتموه لو لم تكونوا قدَّمتموه؛ (تفسير الطبري، ج23، ص 398، 399). – قال

سبحانه: ﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا

وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ﴾ [النساء: 85]. • قال الإمام ابن كثير رحمه الله: من سعى في أمر

فترتب عليه خير، كان له نصيب من ذلك. قوله: (مقيتًا)، قال عبدالله بن عباس: أي: حفيظًا؛ (تفسير ابن

كثير، ج4، ص281). – روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: ((إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرِضتُ فلم تعدني – (تَزُرْني) – قال: يا رب كيف

أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرِض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته

لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال:

أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان، فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن

آدم استسقيتك، فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان

فلم تسقه، أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي))؛ (مسلم، حديث رقْم 2569).

وروى ابن أبي الدنيا والطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: ((أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس))؛ حديث حسن؛ (صحيح الجامع للألباني، حديث رقم 176).

المؤمنون الذين يقضون الحوائج مفاتيح الخير: روى ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح

للشر مغاليق للخير، فطُوبَى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر

على يديه))؛ حديث حسن؛ (صحيح ابن ماجه للألباني، حديث رقم 194). قوله: (إن من الناس مفاتيح

للخير)؛ أي: إن الله تعالى أجرى على أيديهم فتح أبواب الخير؛ كالعلم والصلاح على الناس، حتى كأنه

ملَّكهم مفاتيح الخير ووضعها في أيديهم؛ (حاشية السندي على سنن ابن ماجه، ص 104).

وروى ابن أبي الدنيا والطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: ((أحب الأعمال إلى الله سرور تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دينًا، أو

تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد – (يعني

مسجد المدينة) – شهرًا، ومن كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظه، ولو شاء أن يمضيه أمضاه،

ملأ الله عز وجل قلبه أمنًا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى أثبتها له، أثبت الله عز وجل

قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخلُّ العسل))؛ حديث

حسن؛ (صحيح الجامع للألباني، حديث رقم 176). في هذا الحديث أشار نبينا محمد صلى الله عليه

وسلم إلى فضل الذين يقضون حوائج الناس، ويعم نفعهم لغيرهم بأنهم آمنون من عذاب الله تعالى يوم

القيامة، ولا سيما أنهم حققوا صفة الإيمان الحق، فالذي يسعى مخلصًا لله تعالى في قضاء حاجة أخيه،

قد أحب لغيره ما يحب لنفسه، وهكذا يتحقق الإيمان

وفي الختام ينبغي أن نعلم أن قضاء حوائج الناس والمجتمع وتحقيق احتياجاتهم الضرورية والأساسية واحب شرعي ووطني

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading