وتمر الأيام وهو يحاول أن يتقرب منها وكأن هناك شىء دفين يدفعه اليها دفعا وهى ما زالت تسد عليه كل السبل .
ويأتى المساء وهى تبكى على وسادتها تنعى حظها والدموع تنهمر من عينيها لتبلل وسادتها فتعود
وتحتضن طفلها الصغير وتضمه إلى صدرها ما بين ذراعيها حتى تهدأ وتذهب فى نوم عميق حتى الصباح .
خرجت تهيم بوجهها وكان شىء ما يدفعها إلى الإبتعاد والهروب بعيدا عن هذا المكان لا تدرى إلى أين ؟ وأى طريق تسلك ؟ .
تتسائل فى صمت إلى أين تأخذها الحياة ؟ .
وكأنها تساق على غير إرادتها إلى المجهول وجلست على مقعد السيارة وكأن جهازها العصبى قد أصابه العطب لا تستطيع الحركة وأخذت تجوب ببصرها أرجاء المكان – الناس – الشوارع – المحال – القهوة – المزلقان ! .
لملمت بقايا نفسها وراحت تسرع الخطى تحمل هما ينوء به كاهلها عادت حيث القصر لتجد سيارة الإسعاف والكل يهمس كمن يحدث نفسه مات صاحب القصر .
لحظات قليلة مرت عليها بعدها أخذت تبحث عن طفلها الصغير هنا وهناك حتى وجدته .
همت بالرحيل والخروج من باب القصر استوقفها محامى الرجل العجوز وهمس فى أذنها : لقد أوصى لك بالقصر ! .
عادت تملأؤها الحيرة للحظات عابرة ثم عادت سيدة للقصر تبث فيه الروح من جديد .
ذات مساء وبينما تجلس فى بوهة القصر وجدت طفلها الصغير يهرول ناحيتها ويرتمى فى حجرها يرتجف من الخوف والفزع فحاولت أن تهدأ من روعه وإذا بطليقا يقف من أمامها يتوسل إليها أن تسامحه على خطأه فى حقها وحق طفلها الصغير ويبدى الندم على صمته حينما ظلمها الآخرون .
قامت وأمسكت بيد طفلها الصغير وأغلقت الأبواب على نفسها .
.
إقتباسة
من
قصة قصيرة
الملائكة لا تعرف الخيانة
مجموعة قصصية
ليلة فى روض الفرج
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.