العاصمة

قصة زواج الصحابي جليبيب رضي الله عنه

0

بقلم/داليا السيد العربى

الشرقية

قال أنس بن مالك رضي الله عنه :

كان رجل من أصحاب النبي صلي الله عليه
وسلم يقال له جُليبيب ، كان في وجهه دمامة
و كان فقيراً ويكثر الجلوس عند النبي صلي الله عليه وسلم
فقال له النبي صلي الله عليه وسلم ذات يوم :
يا جُليبيب ألا تتزوج يا جُليبيب؟

فقال : يا رسول الله ومن يزوجني يا رسول الله؟!
فقال الرسول : أنا أزوجك يا جُليبيب.

فالتفت جُليبيب إلى الرسول فقال: إذاً تجدُني كاسداً يا رسول الله ..
فقال الرسول صلي الله عليه وسلم: غير أنك عند الله لست بكاسد ،

ثم لم يزل النبي صلي الله عليه وسلم يتحيّن الفرص حتى يزوج جُليبيا
فجاء في يوم من الايام رجلٌ من الأنصار قد توفي زوج ابنته
فجاء الى النبي صلي الله عليه وسلم يعرضها عليه ليتزوجها النبي صل الله عليه وسلم

فقال له النبي : نعم ولكن لا أتزوجها أنا !!
فرد عليه الأب : لمن يا رسول الله !!

فقال صلي الله عليه وسلم: أزوجها جُليبيبا ..

فقال ذلك الرجل: يا رسول الله تزوجها لجُليبيب ، يارسول الله إنتظر حتى أستأمر أمها !!

ثم مضى إلى أمها وقال لها
أن النبي رسول الله صلي الله عليه وسلم يخطب إليك ابنتك

قالت : نعم ونعمين برسول الله صلي الله عليه وسلم ومن يردّ النبي صل الله عليه وسلم ..

فقال لها : إنه ليس يريدها لنفسه …!!
قالت : لمن ؟
قال : يريدها لجُليبيب !!

قالت : لجُليبيب لا لعمر الله لا أزوِّج جُليبيب وقد منعناها فلاناً وفلانا
فاغتمّ أبوها لذلك ثم قام ليأتي النبي صلي الله عليه وسلم
فصاحت الفتاة من خدرها وقالت لأبويها :

من خطبني إليكما؟؟ قال الأب : خطبك رسول الله صلي الله عليه وسلم ..

قالت : أفتردَّان على رسول الله صلي الله عليه وسلم .. أمره ،
ادفعاني إلى رسول الله فإنه لن يُضَيِّعني !

قال أبوها : نعم ..
ثم ذهب إلى النبي صلي الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله شأنك بها

… فدعى النبي صلي الله عليه وسلم جُليبيبا ثم زوّجه إياها
ورفع النبي صلي الله عليه وسلم كفيه الشريفتين وقال:

اللهم صُبَّ عليهما الخير صبّاً ولا تجعل عيشهما كَدَّاً كَدّاً !!
ثم لم يمضِ على زواجهما أيام

حتى خرج النبي صلي الله عليه وسلم مع أصحابه في غزوة
وخرج معه جُليبيب فلما انتهى القتال

اجتمع الناس و بدأوا يتفقدون بعضهم بعضاً
فسألهم النبي صلي الله عليه وسلم وقال:

هل تفقدون من أحد؟

قالوا : نعم يا رسول الله نفقد فلان وفلان كل واحد منهم
إنما فقد تاجراً أو فقد ابن عمه أو أخاه …

فقال صلي الله عليه وسلم : نعم ومن تفقدون ؟

قالوا : هؤلاء الذين فقدناهم يا رسول الله ..

فقال صلي الله عليه وسلم: ولكنني أفقد جُليبيباً .. فقوموا نلتمس خبره

ثم قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال وطلبوه مع القتلى
ثم مشوا فوجدوه في مكان قريب إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم غلبته الجراح فمات .

فوقف النبي صلي الله عليه وسلم على جسده المقطع ثم قال :
قتلتهم ثم قتلوك أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك.

ثم تربَّع النبي صلي الله عليه وسلم جالساً بجانب هذا الجسد
ثم حمل هذا الجسد ووضعه على ساعديه صلي الله عليه وسلم وأمرهم أن يحفروا

له قبراً ..
قال أنس : فمكثنا والله نحفر القبر وجُليبيب ماله فراش غير ساعد النبي صلي الله عليه وسلم ..

قال أنس : فعدنا إلى المدينة وما كادت تنتهي عدتها حتى تسابق إليها الرجال يخطبونها ..

رضي الله عنك يا جليبيب

( انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن
يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون )

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading