العاصمة

فى مدرسة الصحابه نلتقى شيطان اليوم داعية الغد

0

بقلم د/ نجلاء كثير
الشرقيه
سبحان الله الذى يقلب القلوب كيف يشاء من( شيطان قريش ) شديد العداء للمسلمين لصحابى جليل وداعيه عظيم أنه (( عمير بن وهب )) فهو واحدا ممن حملوا السيوف

ليقضوا على الاسلام فى مهده يوم بدر ونظرا لخفته وحسن تقديره فإن كفار قريش بعثوه وقالوا له : أحرز لنا أصحاب محمد.قال : فاستجال بفرسه حول المعسكر ثم رجع

إليهم فقال : ثلاث مئة رجل يزيدون قليلا أو ينقصون ولكن امهلونى حتى أنظر اللقوم مدد؟! قال : فضرب فى الوادى حتى ابعد فلم يرى شيئا فرجع إليهم فقال : ماوجدت

شيئا ولكنى رأيت يامعشر قريش البلايا تحمل المنايا ،نواضح يثرب تحمل الموت الناقع قوم ليس معهم منعه ولا ملجأ الا سيوفهم والله ماأرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل

رجلا منكم فإذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك ؟ فما رايكم
ولكن أبا جهل أصر على ملاقاة المسلمين .

وبدأت ملحمة بدر الكبرى التى اعز الله فيها جنده وهزم المشركين شر هزيمه وانزل ملائكته وعصفت الهزيمه بقلوب قريش وفر “عمير بن وهب ” الذى ترك ولده أسيرا فى

ايدى المسلمين حزينا على ابنه وعلى تلك الهزيمه التى حلت بكفار قريش .
وهاهو يجلس مع صفوان بن اميه فى الحجر فيتذكر أصحاب القليب اى المشركين الذين

قتلوا والقوا فى بئر قليب ومصائبهم ودار بينهم حديث هام قام على اثره بحمل سيفه الذى وضع السم عليه واتجه إلى رسول الله من فوره.وحين ابصره عمر بن الخطاب وهو

جالس مع نفر من المسلمين متوشحا السيف فقال : هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب

والله ماجاء الا بشر وهو الذى (حرش) اى أفسد بيننا و( حزرنا ) اى قدر عددنا للمشركين.

ثم دخل عمر على الرسول (ص) فقال : يانبى الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه قال ( فادخله على) قال : فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه فى عنقه

فلببه بها وقال لرجاله ممن كانوا من الأنصار : ادخلوا على رسول الله (ص) فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث فإنه غير مأمون ثم دخل به على الرسول (ص) فلما

رآه رسول الله (ص) وعمر اخذ بحمالة سيفه فى عنقه قال (( أرسله ياعمر ،ادن ياعمير)) فدنا ثم قال : انعموا صباحا ( وكانت تحية اهل الجاهلية بينهم ) فقال رسول

الله (ص) ” قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك ياعمير،بالسلام تحية اهل الجنه ” فقال: أما والله يامحمد إن كنت بها لحديث عهد .قال: ” فما جاء بك ياعمير؟ قال: جئت لهذا

الأسير الذى فى ايديكم فاحسنوا فيه ،قال: فما بال السيف فى عنقك ؟ قال : قبحها الله من سيوف ! وهل أغنت عنا شيئا! قال: اصدقنى ماالذى جئت له ؟ قال : ماجئت الا لذلك

، قال (ص) ” بل قعدت انت وصفوان بن اميه فى الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ثم قلت : لو لا دين على وعيال عندى لخرجت حتى اقتل محمدا فتحمل لك

صفوان (بن اميه) بدينك وعيالك على أن تقتلنى له والله حائل بينك وبين ذلك ) قال

عمير : اشهد انك رسول الله قد كنا يارسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء

وماينزل عليك من الوحى وهذا أمر لم يحضره الا انا وصفوان فوالله انى لا اعلم ما اتاك

به الا الله فالحمد لله الذى هدانى للإسلام وساقنى هذا المساق ثم شهد شهادة الحق

فقال رسول الله (ص) ” فقهوا اخيكم فى دينه واقرئوه القران واطلقوا له اسيره ” ففعلوا .

فقال : يارسول الله انى كنت جاهدا على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين

الله عز وجل وأحب أن تأذن لى فاقدم مكه فادعوهم الى الله تعالى والى رسوله (ص)

والى الاسلام لعل الله يهديهم والا اذيتهم فى دينهم كما كنت اوذى اصحابك فى دينهم

قال : فاذن الرسول (ص) له فلحق بمكه وكان صفوان بن اميه حين خرج عمير بن وهب

يقول ابشروا بوقعه تاتيكم الأن فى أيام تنسيكم وقعة بدر وكان صفوان يسأل عن الركاب حتى قدم راكب فأخبره عن إسلامه فحلف أن لا يكلمه ابدا ولاينفعه بنفع ابدا .

فلما قدم عمير مكه أقام بها يدعو إلى الإسلام فاسلم على يديه ناس كثير.
واكتملت السعادة فى قلبه
______________________
اكتملت سعادة عمير بإسلام صفوان بن اميه ابن عمه ليكون أخا له فى الإسلام كما كان صديقا له فى الجاهليه .

واستمر عمير فى تلك المسيره العطرة يدعوا الى الله ولايفتر ابدا لأنه يعلم أن هؤلاء جميعا سيكونون فى ميزان حسناته يوم القيامه .

وبعد حياة طويله مليئه بالبذل والعطاء والتضحيه فى سبيل الله والدعوة إلى الله نام

( عمير) على فراش الموت وفاضت روحه إلى بارئها جل وعلا ليلحق بالحبيب صل الله عليه وسلم فى جنات النعيم .

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading