العاصمة

فندق الرعب

0

إيمان العادلى
لمَّا كان عندي 19 سنة، كُنت لسَّه بتدرَّب في شركة صُغيَّرة، بعد حوالي شهر كامل من التدريب

بدأت أستقِر في الشركة وأشارك في الشُغل وبسُرعة جدًا بقيت جُزء من فريق الشركة، بعد شوية

كانوا بيجهزوا لرحلة تزلُّج وطبعًا أنا كُنت مدعو للرحلة، وطبعًا وافقت بمُنتهى السعادة، أنا بحب التزلُّج

جدًا وكُنت متشوِّق أوريهم مهاراتي فيه، قررنا نروح جبال الألب في سويسرا، ودا كان قُريِّب جدًا من

مكان الشركة، في ميعاد الرحلة قررنا نروح بالقطر، وقررنا نُقيم في فندق صغيَّر وسط الغابات

المجاورة للجبال، فندق تقليدي بسيط وعادي جدًا، وبصراحة قعدنا فيه بهدف تقليل النفقات مش أكتر،

سيبنا الشُنط ورحنا نتزلَّج، ولمَّا رجعنا قعدنا سوا في المطعم وأكلنا مع بعض، وإحنا تحت لاحظت

في الاستقبال راجل طويل لابس بدلة وشايل شنطة كبيرة وماشي بسُرعة، دا مش لبس مُناسب للتزلُّج ولا حتى مناسب للمنطقة دي!
.
بالليل، وتحديدًا لمَّا رحت غُرفتي عشان أنام، سمعت صوت حاجة بتتشرخ بصوت عالي، حسيت إن

فيه حاجة إتكسرت في الغُرفة، فتحت النور وبدأت أدوَّر لحَد ما لقيت شرخ كبير في السقف بتاع

الغُرفة، كبير لدرجة إني كُنت قادر أبُص من خلاله، سمعت صوت مكتوم من الغُرفة اللي فوق،

زي ما يكون حد كان بيقول حاجة وسكت، لبست هدومي وخرجت، قبل ما أنزل الاستقبال شُفت

الراجل الطويل اللي لابس البدلة بيقرَّب مني، كان ماشي بسُرعة وملابسه مش متناسقة،

هو نفس الشخص اللي شُفته في الاستقبال الصُبح، لمَّا وقف أدامي قال بصوت قاسي: “

إنت اللي سقف غُرفتك إتشرخ؟ ”
قُلتله اللي حصل بالتفصيل، وقُلتله إني هروح أتكلِّم مع إدارة الفندق، سبته ومشيت لكن

هو مسكني من إيدي بقوة وهو بيقول: ” لا، أنا كسرت الأرضية بتاعة أوضتي، لو قُلتلهم دلوقتي

هيطردوني، اصبر عليَّا كام يوم بس وهنقولهم كُل حاجة، عشان أقدر بس أقعد الأيام بتاعتي “

كُنت عاوز أقوله لا، لكنه كان ماسك إيدي بقوة ونظرة عينه كانت قاسية جدًا، اضطريت أقوله حاضر، رجعت أوضتي، سمعت صوته بعد شوية في أوضته، كان بيتكلِّم مع حد لكن صوته كان مكتوم، في النهاية سكت
.
اليوم التالي كان يوم مُختلف تمامًا، تزلجت لساعات طويلة قبل ما أرجع الفندق في النهاية، لمَّا دخلت الغُرفة لقيت السقف في حالة سيئة، طلعت فوق السرير وحاولت أبُص من خلال الشرخ لكن مشوفتش حاجة، لمَّا حاولت أسند على السقف بإيدي عشان أتوازن، حسيته مبلول، بسُرعة بعدت عن السقف، حاولت أهدى شوية، فتحت النور وبصيت على إيديا وفوجئت إنها مليانة دم!
جريت على الحمام وبدأت أغسل إيدي، وأنا في الحمام سمعت الشرخ اللي في السقف بيزيد أكتر
.
رجعت الغُرفة بسُرعة وشُفت أجزاء من السقف واقعة على سريري، فجأة … السقف إتكسَّر تمامًا،

وواحدة ست وقعت فوق سريري، كانت ميتة، ووجهها مشوه بالكامل، الخدوش والكدمات مالية

جسمها بالكامل، مش بس وجهها، صرخت، صرخت وأنا بجري ناحية باب الغُرفة بسُرعة، كُنت خايف

وبترعش، وفجأة سمعت صوت خطوات أقدام تقيلة بتقرَّب من الباب بسُرعة، كُنت عارف إنه الراجل

الطويل، كُنت مُتأكِّد إنه هو، سمعت صوت خبط قوي على الباب، جريت بسُرعة ناحية الشباك، نطيت

من الشباك وهربت بسُرعة، بصيت ورايا وشُفته واقف يبصلي بغضب من شباك غُرفتي
.
إتضح إنه كان بيحاول يخفي جُثث ضحاياه في أرضية الفندق، لكن يبدو إنه حفر زيادة عن اللزوم فدا

تسبب في شرخ ضخم في غرفتي، دا اللي الشُرطة بلغوني بيه، إن دا قاتل مُتسلسل متعوِّد يقتل

ضحاياه ويدفنهم في أرضيات غُرف الفنادق وتحت الألواح الخشبية، لكن للأسف قالولي إنه برضه

هرب قبل ما يقبضوا عليه
ومازال حُر طليق لحَد النهاردة.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading