العاصمة

فضفضة إيمان العادلى

0
إيمان العادلى
زمان قبل أختراع النت على الفون كان زوجي يعود
من العمل متأخر جدآ والأولاد لا زالوا فى سن صغير
كل يوم عندما يعود من العمل يجد المنزل هادئ
ومرتب والطعام جاهز وكل شئ على مايرام ويجدنى أمارس لعبة على النت أحبها كثيرآ
إلى أن قال لى زوجى ذات مرة انا كل ما أعود من عملى أجدك تلعبين هذه اللعبة أنتي لا تعملى أى
شئ أبدآ سوى هذه اللعبة
طبعا هو كان يقصد بقوله هذه الجملة هزار لكن
كلنا نعرف ان نسبة كبيرة من هذا الكلام الذى يقال وقت الهزار يعبر عن أحساس حقيقي المهم وقتها
لم أرد عليه ولم أناقشه وجهزت الطعام وقمت بواجباتى اليومية نحوه ونحو الأبناء ولكن
ثاني يوم قررت أن لا أعمل أي شئ حرفيا فى المنزل من الذى أقوم به يوميآ وتركت الأبناء
يلعبون ويسهرون لوقت متأخر
فعندما عاد إلى المنزل وجدهم سهرانين وألعابهم
منتشرة فى كل مكان ولم أجهز طعام ولم أقوم بغسل الأطباق ولا غسل الملابس وطيها وكيها
والأكيد لم ألعب لعبتى المفضلة على النت
وعندما عاد زوجى من عمله بدأت أقوم بكنس
المنزل وترتيبه وغسل الأطباق والملابس الخ ألخ
طبعا زوجى أتته حالة من التعجب والأستغراب
وبادرنى بسؤال لماذا لما تفعلى كل هذا فى النهار
قلت له لأني أفعل هذا كل يوم وأنت لا تراه لأنك
فى عملك ولكن عندما تأتى ترى نتائج تعبى طوال اليوم فقط وترى أيضآ المكافأة التي أعطيها
لنفسي بعد تعب هذا اليوم وهى لعبى للعبتى المفضلة على النت
أردت أن أريك ماذا أفعل فى يومى من أعمال وهل يحق لى بعد كل هذا التعب الذى أعانيه أن أرتاح
وأمارس شئ مفضل لى وأحبه
خلاصة القول من تجربتى هذه
أن هناك ناس كثيرة فى حياتنا تحتاج أن ترى تعبنا
أكثر من نتائج هذا التعب
هناك أشياء كثيرة لا ينفع أن تقال ولا ينفع أن
تظهر للغير لكن المفروض أن تشعر بها وحدك وأن تقدرها من غير أن أخبرك بها لأنك ترى نتائجها
أمام عينك

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading