العاصمة

فرض الشخصية في مجتمع العَته..

0

كتب/ احمد ربيع الدخاخني

أود أن ابدأ هذا المقال بأسفي الشديد لاسمه الفَج ولكن لا يصلح له أي مسمى آخر
دعونا نبحث عن اسم آخر للمقال في نهايته
ولكن الآن لماذا سميته هكذا؟
في إحدى الأيام، وبينما أتدرب في المحاماة وجب عليا أن أذهب إلى مصلحة حكومية ، وهي الضرائب العامة في مدينة تُدعى المحمودية بمحافظة البحيرة
وكان عليا أن أُحضر موافقة على إحدى الأوراق والأمر بسيط ولا يحتاج لوقت
ولكن لأن الأمور لا تسير كما تُحب فإنه لا توجد إحدى المستندات المُكملة للأوراق اللازمه للحصول على الرد
وبينما نقلني الموظفين بين بعضهم لبعض فقال أحدهم لي:أن أذهب إلى رئيس المأمورية
فذهبت له وبدوره أرسلني مرة أخرى إلى الموظف ، فلم يجد الموظف الملف وأرسلني إلى رئيس المأمورية مره أخرى .. ويبدو أن الموضوع لن ينتهي ،ولكن تقبلت هذا على رحب من السعة رغم بعض الضيق الذي شعرت به ولكن لم أظهره.
ولكي يخفي رئيس المأمورية خيبته وفشل موظفيه قال لي لماذا تأتي إلي أنا؟
فأجبته لأنك المسؤول ، والموظف أرسلني إليك
فبدأ برفع صوته قائلا إنه عملك انت..
-عملي انا؟!
فأجبته إنه ليس عملي بل عملكم أنتم
قال مُكررا أنت الذي لا تستطيع أن تُكمل عملك
وبعد حوار تتعجب له الأذان ولا تستطيع أن تعلم أين الحق ومن المُختص بالعمل فعلا؟!
كان هناك شخصا يستمع لنا أرسلني إلى الموظف وأحضرته شخصيا إلى رئيس المأموريه
وبعد أن انتهي الأمر تماما ، ولم يجدوا الملف بعد البحث الشديد
اخبرت رئيس المأموريه منتصراً: علمت إنه ليس عملي انا!
فصمت قليلا ، وأجابني بالرد الصادم وياريته لو صمت للنهاية
قال : يجب عليك أن تُفرض شخصيتك
وهذا هو ما أردت أن أصل إليه من كل ماسبق..
فهل يجب عليك فعلا أن تُفرض شخصيتك بارتفاع صوتك حتى وإن كنت مخطئاً!
أو يجب عليك كي تداري على تقصيرِ ما في عملك أو فشل في أمر معيّن أن ترمي بالخطأ على من أمامك.. قائلا في نفسك قبل أن يرمي عليا هو به..
فإنه ليس إلا فرض العته وليس فرض الشخصية
وهذا السلوك مُنتشر جدا في ثقافتنا للأسف
أن ترفع صوتك وأنت مخطئ حتى دون أن تتفقد الأمر تماماً
وهذا ما أردت قوله في هذا المقال بغض النظر عن المصالح الحكومية وما يدور بها، ولكن هذا استوقفني اكثر من غيره
ولهذا سميت المقال هكذا ولم أجد له أسمً أخر.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading