العاصمة

فتاوى العاصمة في رمضان 

0

اسلام محمد
‏فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر‏ { ‏ أي فعليه عدة، ولا حذف في الكلام ولا إضمار

وبقوله عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏ليس من البر الصيام في السفر‏)‏ قال‏:‏ ما لم يكن من البر فهو من الإثم،

فيدل ذلك على أن صوم رمضان لا يجوز في السفر‏]‏‏.‏ والجمهور يقولون‏:‏ فيه محذوف فأفطر، كما تقدم‏.‏

وهو الصحيح، لحديث أنس قال‏:‏ ‏(‏سافرنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في رمضان فلم يعب

الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم‏)‏‏”‏ رواه مالك عن حميد الطويل عن أنس‏”‏‏.‏ ‏”‏وأخرجه مسلم

عن أبي سعيد الخدري‏”‏ قال‏:‏ ‏(‏غزونا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لست عشرة مضت من

رمضان فمنا من صام ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم‏)‏‏.‏ قوله

تعالى‏ { ‏وعلى الذين يطيقونه‏ { ‏ قرأ الجمهور بكسر الطاء وسكون الياء، وأصله يطوقونه نقلت الكسرة

إلى الطاء وانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها‏.‏ وقرأ حميد على الأصل من غير اعتلال، والقياس الاعتلال‏.

‏ ومشهور قراءة ابن عباس ‏ { ‏يطوقونه‏ { ‏ بفتح الطاء مخففة وتشديد الواو بمعنى يكلفونه‏.‏ وقدروى

مجاهد ‏ { ‏يطيقونه‏{ ‏ بالياء بعد الطاء على لفظ ‏ { ‏يكيلونه‏ { ‏ وهي باطلة ومحال، لأن الفعل مأخوذ من

الطوق، فالواو لازمة واجبة فيه ولا مدخل للياء في هذا المثال‏.‏ قال أبو بكر الأنباري‏:‏ وأنشدنا أحمد بن

يحيى النحوي لأبي ذؤيب‏:‏ فقيل تحمل فوق طوقك إنها مطبعة من يأتها لا يضيرها فأظهر الواو في

الطوق، وصح بذلك أن واضع الياء مكانها يفارق الصواب‏.‏ و‏”‏روى ابن الأنباري عن ابن عباس

‏”‏**يطيقونه‏ { ‏ بفتح الياء وتشديد الطاء والياء مفتوحتين بمعنى يطيقونه، يقال‏:‏ طاق وأطاق وأطيق

بمعنى‏.‏ وعن ابن عباس أيضا وعائشة وطاوس وعمرو بن دينار ‏ { ‏يطوقونه‏ { ‏ بفتح الياء وشد الطاء

مفتوحة، وهي صواب في اللغة، لأن الأصل يتطوقونه فأسكنت التاء وأدغمت في الطاء فصارت طاء

مشددة، وليست من القرآن، خلافا لمن أثبتها قرآنا، وإنما هي قراءة على التفسير‏.‏ وقرأ أهل المدينة

والشام ‏ { ‏فدية طعام‏ { ‏ مضافا ‏ { ‏مساكين‏ { ‏ جمعا‏.‏ وقرأ ابن عباس ‏ { ‏طعام مسكين‏ { ‏ بالإفراد فيما

ذكر البخاري وأبو داود والنسائي عن عطاء عنه‏.‏ وهي قراءة حسنة، لأنها بينت الحكم في اليوم،

واختارها أبو عبيد، وهي قراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ فبينت أن لكل يوم إطعام

واحد، فالواحد مترجم عن الجميع، وليس الجميع بمترجم عن واحد‏.‏ وجمع المساكين لا يدري كم منهم

في اليوم إلا من غير الآية‏.‏ وتخرج قراءة الجمع في ‏ { ‏مساكين‏ { ‏ لما كان الذين يطيقونه جمع وكل

واحد منهم يلزمه مسكين فجمع لفظه، كما قال تعالى‏ { ‏والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة

شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة‏} ‏النور‏:‏ 4‏]‏ أي اجلدوا كل واحد منهم ثمانين جلدة، فليست الثمانون

متفرقة في جميعهم، بل لكل واحد ثمانون، قال معناه أبو عليّ‏.‏ واختار قراءة الجمع النحاس قال‏:‏ وما اختاره أبو عبيد مردود، لأن هذا إنما يعرف بالدلالة، 

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading