كشفت الفنانة سلوى عثمان، عن تضمينها شرطا في عقد زواجها يلزم زوجها بعدم إجبارها ‏على ‏ترك التمثيل النائب عبد المنعم إمام، عضو مجلس النواب، إن المواطنين ظلوا يعانون في المواصلات اليومية رغم مشروعات ا... الإعلامي أسامة كمال علق، على البيان الصادر عن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان علق السفير عاطف سالم، سفير مصر السابق لدي إسرائيل وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، على انتقاد حما... وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، مساء اليوم الاثنين، إنه "لا يتوقع بالضرورة أي تأثيرات أمنية أوسع ع... وسط الإغراءات السعودية.. محمد صلاح يعلن وجهته في الموسم المقبل محافظ القاهرة خلال جولته التفقدية للمحاور الجديدة وزيادة المسطحات الخضراء والمزروعات وأشكالها التجمي... الحبيب النوبي ينعى الرَّئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي» ويتقدم بخالص العزاء لإيران وشعبها شريف العلماء" يشهد افتتاح معرض ومؤتمر المركبات الكهربائية في نسخته الثالثة بالإمارات ندوة تعزيز فرص السيدات فى مجال التصنيع الغذائى بجمعية القرعان الخيرية بالاربعين 
العاصمة

غابة الخوف

0

إيمان العادلى

الموقف دا حصل من سنين طويلة فاتت، في الحقيقة يعني، من 7 سنين بالتمام والكمال، كُنت عايش
في بلدة ريفية في ماساشوستس، جنبها كان فيه ملاعب صُغيرة وبحيرة لطيفة، البلدة دي كانت مكان
لطيف للأطفال
‎لولا وجود الغابة …!
‎كُل أطفال البلدة كانوا متعودين يتجولوا في الغابة دي من أولها لآخرها، الموضوع كان زي تقليد صغيَّر كدا، ..
في كُل مرة طفل جديد بينتقل للبلدة كانت مجموعة مننا بيوروه أفضل الأماكن اللي تنفع للعب، وأفضل
الأماكن اللي يقدر يتسلَّق فيها الأشجار، وبعد كدا بييجي دور الغابة
‎حتى أثناء النهار، الغابة كانت صامتة، مفيش أصوات طيور، مفيش سناجب بتجري، مفيش أي صوت أو أي
حركة، لو دخلت لمسافة ميل جوا الغابة هتسمَع كُل الأصوات، كأن كُل حاجة رجعت للحياة فجأة، لكن من
برا مش هتسمَع أي صوت، الغابة كانت مُخيفة، لدرجة إن حتى الكلب بتاعي كان بيتفاداها، بيرفُض
يمشي من جنبها، وبينبح بقوة في كُل مرة يقرَّب منها، طبعًا حاجة زي كدا الأولاد اللي في البلدة مش
هيسيبوها تعدي كدا، وبدأوا يحكوا مئات القصص عن الأساطير الحضارية المُرتبطة بالغابة، فيه أسطورة
أنا فاكرها كويس، كانت عن راجل ميت بياكل أي حد بيدخُل الغابة، لكن حقيقة الغابة كانت أسوأ من أي
أسطورة
‎يوم 23 أبريل 2012، مجموعة من أصدقائي قرروا يقضوا الليلة سهرانين عندي في البيت، وقررنا إننا
تاني يوم هنزور البحيرة اللطيفة، كُنا بنستمتع بوقتنا زينا زي أي مجموعة من الأولاد اللي عندهم 13
سنة، لعبنا ألعاب كومبيوتر، حكينا لبعض قصص رعب، الساعة 10:30 مساءً تقريبًا جه الدور على لعبة
حقيقة ولا تحدي، في البداية كُلنا كُنا بنختار الحقيقة، لكن مع مرور الوقت بدأنا نستجمع شجاعتنا،
خصوصًا بعد ما اتفقنا إن لو حد اختار تحدي هتكون التحديات معقولة ومقبولة، التحديات كانت زي
إنك تبعت رسالة للكراش بتاعك، تخبَّط على باب الجيران في مُنتصف الليل وتجري، لمَّا جه الدور
عليا كان لازم أكون شجاع زيهم
‎واخترت التحدي
‎” تمام، لازم تروح تستكشف الغابة لمُدة نصف ساعة “
‎قلبي كان هيقف من الخوف، بمُجرَّد ما سمعتهم بيقولولي الكلام دا، واحد من أصحابنا اعترض وطلب تغيير التحدي، بس أنا قلتلهم إني هعمله، مش مُمكِن أطلع جبان أدام أصحابي، عشان كدا وافقت، فاكر إني كُنت واقف أدام الغابة حاسِس بالخوف، رجليَّا كانت بتترعش، الكشَّاف كان بيترعش في إيديا، موبايلي كان بيتهز بسبب الرسايل اللي أصحابي اللي بيراقبوني بيبعتوهالي، كانوا بيطلبوا مني أتشجَّع وأدخل الغابة
‎وفعلًا دخلتها
‎بمُجرَّد ما خطيت خطوة واحدة جوا الغابة، حسيت إني خايف وعايز أرجع، لكن التايمر كان بدأ، 30 دقيقة … لازم أفضل في الغابة لمُدة 30 دقيقة
‎بدأت أتجوَّل في الغابة، كانت مُخيفة طبعًا، لكنها برضه كانت جميلة جدًا، كان فيه أشجار كتير لطيفة وجميلة وينفع أتسلقها، لو معايا كتاب كان مُمكِن أقعد على أي فرع من فروع الشجر دا وأقراه هنا، الغابة طلعت جميلة فعلًا
‎20 دقيقة …
‎قررت أتسلَّق شجرة من الشجر دا، قعدت على فرع من فروعها وقررت أسترخي، المكان لطيف جدًا، مش قادر أستني لمَّا أخرج عشان أقول لأصحابي إننا كُنا خايفين من غابة لطيفة وجميلة، مفيش حاجة هنا تخوِّف
‎15 دقيقة …
‎سمعت صوت قريِّب مني، كان بيقرَّب أكتر، طيب … دا شيء عظيم، أكيد أنا على وشك أشوف حيوان أو طائر، لفيت ناحية مصدر الصوت ووجهت الكشَّاف ناحيته، ضوء القمر وضوء الكشَّاف كانوا كفاية لإني أشوفه لمَّا يظهر
‎10 دقايق …
‎شُفته!
‎طويل، طوله حوالي 7 أقدام، كان ماشي على رجليه وهو بيزأر، هو شبه البشر، بس لا … لا … مفيش مخلوق بشري واحد مُمكِن يبقي شكله كدا، كان شبه الهيكل العظمي، عينيه سوداء بالكامل ومش بترمش أبدًا، فمه واسع وكبير، وجواه صفين من الأسنان الحادة، بشرته باهتة وجلده مشدود فوق عظامه السميكة، وفوق دا كُله، جسمه كان متغطي بالدم
‎استجمعت كُل اللي باقي من قوتي عشان مصرخش أو اعيَّط، سحبت رجليا لفوق وأنا براقبه وهو بيقرَّب أكتر وأكتر، في النهاية وقف تحت الشجرة اللي أنا قاعد عليها
‎كتمت نفسي وأنا برجع لورا على أد ما أقدر، حطيت إيدي على فمي عشان أمنع نفسي من إني أصرخ
‎وقف تحتي، مكانش بيتحرَّك أبدًا، الوقت بيمُر ببطء، بيتنفس ببطء، في النهاية زأر بقوة وجري بعيد وسط الأشجار
‎كُنت بتنفس ببطء وأنا خايف، بدأت أنزل ببطء وأنا خايف وبترعش، لكن بمُجرَّد ما رجلي لمست الأرض، المنبه في تليفوني رن، بصوت عالي
‎الـ 30 دقيقة خلصوا
‎قفلته ووقفت مكاني وأنا بترعش من الخوف، دعيت ربنا ميكونش سمع الصوت، سمعت صوت بيقرَّب ببطء، جاي من نفس المكان اللي هو إختفي فيه، بعد شوية بدأ يجري، كان بيقرَّب بسُرعة، مكانش فيه وقت للتفكير، جريت ناحية مخرج الغابة، مكانش عندي جرأة حتى أبُص ورايا، بس أنا كُنت عارف … كُنت عارف إنه ورايا بالظبط، كُنت سامع صوت جريه، كان بيجري على إيديه ورجليه زي الحيوانات، بس دا مش وقته، المُهم دلوقتي إني أهرب
‎شُفت نور البيوت بدأ يظهر من وسط الأشجار، لكن قبل ما أخرج من الغابة بلحظات، حاجة مسكت رجلي ووقعت، غالبًا خبطت في جذر شجرة أو حاجة ووقعت
‎إتقلبت على ضهري وبصيت ناحيته، كان قُريِّب مني، واقف على رجليه اللي ورا، كان واقف وسط الشجر، بيبصلي وهو بيزأر بوحشية، لكن فجأة لف وشه بغضب وجري جوا الغابة
‎ساعتها وقفت وخرجت من الغابة بجري وأنا بصرُخ، طبعًا حكيت لأصدقائي كُل حاجة، طبعًا مصدقونيش، قالولي إني بحاول اخوفهم بس مش أكتر
‎بعد الموقف بسنتين سبنا المكان ومشينا، لكن في كُل مرة ببقي قريِّب من هنا أو بعدي من جنب الغابة دي، بحس بيه بيراقبني من جوا، أنا عارف إنه مستني الوقت المُناسب، مستنيني أغلط وأقرَّب من الغابة مرة تانية، في مرة لمحته من وسط الشجر بيراقبني
إدعولي ميقدرش يوصلي أبدًا

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading