العاصمة

عقد زواح المصرية القديمة

0

إيمان العادلى
أول شعب في التاريخ البشري كتب عقد زواج لحفظ حقوق الزوجة هو شعبنا المصرى
والمصري القديم حين يتزوج كان يكتفي غالبا بزوجة واحدة هي زوجته الشرعية التي يطلق عليها ” نبت بر” أي سيدة البيت
فقد كانت للمرأة المصرية مكانتها في الأسرة والمجتمع وتستمتع بنفس حقوق الرجل تماما أمام القانون و ترث مثل الرجل تماما و لها من الأحترام والتقدير في المجتمع ما يفوق أقصي تصوراتنا الآن و كانت تعمل في كل المهن كالرجال حتي أنها كانت تقود الصلوات في المعابد مثل الرجل تماما و كان يوقع علي عقد الزواج ١٦ شاهدآ لضمان جدية تنفيذ الشروط و كان لها مهر كبير تتصرف فيه كما ترغب و الزوج المصري القديم جدنا إذا أهان زوجته مجرد أهانة لفظية وقامت بشكواه إلي القاضي فإن القاضي يؤنبه و يغرمه وإذا أعادها مرة ثانية تطلق منه و تعوض بمبلغ كبير جدآ و يمدها بالطعام و أكياس الحبوب بقية حياتها أما إذا ضرب زوجته فيحكم عليه القاضي بالجلد و تطلق منه أيضآ أما إذا فكر أن يتزوج عليها و هذا كان في منتهي الندرة في مصر القديمة كان يحكم عليه بتعويض مادي كبير جدآ و شبه تعجيزي حتي يفكر كثيرآ قبل أن يفعلها و تلاحظون أن العلاقات بين الرجل و المرأة في مصر القديمة كانت شرعية تماما و أمام شهود و بشروط شديدة جدآ في صالح المرأة و المبالغ كمهر أو كتعويض للزوجة في حالة زواجه عليها كان بالفضة لأن الفضة كانت أغلي كثيرآ من الذهب فأرض مصر لا يوجد بها فضة فالدفع بالفضة هو شرط شبه تعجيزي للرجل من جهة و من جهة آخري قد لايستطيع أن يجد فضة فلا يستطيع أن يتزوج ثانية فأجدادنا و إن كانوا لم يحرموا الزوجة الثانية تمامآ فهم عمليا أعجزوا الرجل ان يفعلها أو حتي يستطيع أن يفكر بها و إذا ترك زوجته أو طلقها فهو متكفل بالأنفاق عليها بقية حياتها
كما جعلت للمرأة ذمة مالية مستقلة
تجعلها تدير وتملك
وتبيع ممتلكاتها الخاصة بكل حرية

ووفقا لعالمة المصريات إميلي تيتر
فقد تمتعت المرأة المصرية القديمة بنفس الحقوق القانونية للرجل
الذي كان لزاما عليه سرد وتسجيل ممتلكاتها الخاصة في عقد الزواج
والموافقة على ردها إليها بالكامل عند وقوع الطلاق وأنتهاء الزواج

وصورة عقد الزواج للمرأة المصرية القديمة طوله مترين و نصف من كثرة الشروط و المواثيق لصالح العروس عقد الزواج هذا كان منذ ٢٤٨٥ سنة بين الزوج أمنحتب والزوجة تاحاتر ووقع عليه ستة عشر شاهد يتعهد فيه الزوج و يضمن ما وقع عليه وهذا بعضآ مما وقع عليه :
ستضمنين طعامك وشراب الذي سأجريه عليك شهريآ وسنويآ وسأعطيه إليك أينما أردت وسأعطيك خمسين قطعة من الفضة وإذا أتخذت لك ضرة سأدفع لكي مائة قطعة من الفضة
للعلم مائة قطعة من الفضة كانت تمثل ثروة هائلة الفضة كانت أغلي كثيرآ من الذهب في مصر القديمة أى أنه شرط تعجيزي

لقد فهم جدودنا و عرفوا مبكرآ جدآ أنه لا حضارة و لا مدنية و لا تقدم و لا حتي سعادة و نجاح لأي بلد و لأي شعب بدون صيانة و أحترام حقوق المرأة و بدون أسرة قوية مترابطة مصانة فبها حقوق المرأة و كرامتها فلا مستقبل لأي شعب المرأة هي سر تطور أي مجتمع و هي سر الحضارة فعلم أجدادنا البنات مثل الأولاد تمامآ و أعطوا نفس الحقوق للرجال و النساء و جعلوا الزواج بشروط تحمي المرأة و تشعرها بالأمان فصنعت مصر أعظم حضارة علي الكوكب

عقد الزواج المصري القديم مكتوب بالديموطيقية معروض في معهد الدراسات الشرقية في شيكاغو كواحد من أول عقود الزواج في التاريخ البشري

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading