العاصمة

ضل فيولين

0

إيمان العادلى
أنا عايشة في بيت صُغيّر في قرية هادية و قُريّب من غابة ، القرية دي غريبة شوية ،

كُل واحد فينا في حاله و مش بيحبوا الإحتكاك ببعض ، علي عكس أغلب القُري و المناطق الريفية ، لكن دا شيء مُناسب جدُا بالنسبة لي

النهاردة أختي كان عندها وردية في شُغلها فجابتلي أولادها عشان أرعاهم لحَد ما تخلّص

جنب بيتي في منطقة مُعينة كُل ما بمشي ناحيتها سواء كُنت رايحة ناحية صندوق البريد أو حتي

برمي كيس القمامة ، بحس إحساس غريب ، كأن فيه شخص واقف في الحتة دي و بيراقبني ،

حد واقف ناحية السور من برا و بيراقبني ، كُنت بقول لنفسي إن بيتهيألي و إن دا أكيد مش حقيقي

المُهم .. خرجت الأولاد يلعبوا في الشارع أدام البيت ، مع إن دا مُخالف لتعليمات والدتهم اللي أمرتني

أحبسهم في البيت و مسمحش ليهم يخرجوا ، لكن أنا قررت مسمعش كلامها و قررت أكون الخالة

اللطيفة اللي هتسمح للأطفال يعملوا اللي هُمّا عايزينه ، لكن يبدو إن دا كان قرار خاطئ
.
إبن أختي الصُغيّر اللي عنده 3 سنين جالي بيجري و هو مُبتسم و بيقول : ” خالتي .. تحبي تشُوفي

صديقي الجديد .. ولد زيي و إسمه فيولين ”
في البداية إفترضت إنه بيلعب لعبة خيالية زي الأولاد الصُغيرين ما بيتخيلوا إنهم بحّارة و بيخوضوا

مُغامرات خيالية ، إبتسمت و أنا بطبطب عليه و بقوله : ” طبعًا .. يلّا بينا ”
مسك إيدي و مشي لحَد المنطقة اللي بخاف منها ، وقف أدام السور و بدأ يوجه كلامه لشخص خيالي واقف وراه : ” هاي فيولين ”
نفس المنطقة اللي بحِس فيها إني مُراقبة و بخاف منها .. معقول دي مُصادفة !
مد إيده و سلّم علي شخص خيالي و بعدين بصلي و هو بيقول : ” لمي عليه يا خالتي .. دا صديقي الجديد .. ولد زيي .. و إسمه فيولين ”
.
حاولت أستجمع شجاعتي و أبُص ناحية المكان ، قلبي كان بيدُق بقوة و جسمي بيترعش ، إحساس إن فيه حد مراقبني بيطاردني بقوة ، بلعت ريقي بصعوبة ، مش عارفة ليه جالي الإحساس دا
بس أنا مُتأكدة تمامًا إن في شخص واقف أدامي بيتأملني !
في اللحظة دي تحديدًا شُفته
شُفت الظل !
.
الشمس كانت ورانا و الظلال كانت مُنعكسة علي الأرض أدامنا ، و أدام عيني كان فيه 3 ظلال ..
ظل ويسلي .. ظلي .. و ظل شخص مش موجود !
ظل لطفل صُغيّر واقف برا السور
بلعت ريقي بصعوبة و أنا بحاول أستجمع شجاعتي و ببتسم و بقوله بصوت بيترعش من الخوف : ” إزيك يا فيولين ”
ويسلي بصلي بفضول كأنه مستنيني أقول حاجة تانية أو أرُد علي حاجة مش سامعاها لمّا يأس مني ، بص ناحية السور تاني و هو بيسمع بإهتمام قبل ما يقول : ” تمام .. هقولها ”
بصلي و إبتسم و قال : ” فيولين بيقولك إنه كويس و بيقول إنه بيحبك .. لكن للأسف إنتي مش هتقدري تشوفيه و لا تسمعيه ”
مش عارفة أتصرف إزاي .. حاسّة بالخوف ، قُلتله : ” شكله لطيف جدًا .. مبسوطة إن بيحبني ”
.
ويسلي بصلي و سألني بفضول : ” هو ليه إنتي مش قادرة تشوفيه أو تسمعيه ؟ ”
حاسّة إن تفكيري توقف تمامًا ، بلعت ريقي و جاوبته بالحاجة الوحيدة اللي جت في راسي ساعتها : ” ساعات بعض الأولاد المُميزين بيقدروا يشوفوا و يسمعوا حاجات محدش غيرهم يقدر يشوفها أو يسمعها ”
و يبدو إن إجابتي كانت منطقية بالنسبة له لأنه ضحك و بدأ يتكلِّم مع فيولين و يلعبوا سوا ، رجعت أدام بيتي و أنا بترعش من الخوف ، عيني كانت عليه ، كُنت خايفة يحاول يخرُج برا الحديقة و يبعد بعيد عن عيني
بعد شوية الوقت كان إتأخر ، ندهت علي الأولاد و قُلتلهم إن جه وقت دخولهم البيت جه و يقدروا يكملوا لعب بكرة ، لكن في الحقيقة أنا كُنت بدخلهم البيت عشان خايفة و مش قادرة أسيطر علي مشاعري
خايفة من فيولين اللي كُنت شاكة في وجوده …
و دلوقتي إتأكدت !
.
لمّا دخلوا البيت سألت إيدي أخت ويسلي الكبيرة اللي عندها 5 سنين إذا كانت شافت أخوها بيلعب مع مين ، ٌالتلي : ” آه كان بيلعب مع فيولين .. بس أنا مبحبش ألعب معاهم ”
ويسلي بدأ يعيّط و يصرّخ و يطلُب يخرج عشان يلعب مع فيولين برا ، لكن أنا رفضت و قُلتله إن الوقت إتأخر خلاص و مش هينفع يخرُج
أخيرًا الأولاد ناموا و بالليل جت والدتهم و أخدتهم و روحوا
أنا مش بحكيلكم عشان كدا
أنا بحكيلكم عشان بقالي يومين فيه حد بيخبّط علي الباب و بيطلُب يدخُل البيت
المُشكلة إني لمّا ببٌص من العين السحرية مش بشوف حد
مش بشوف إلا ضل
ضل فيولين !!

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading