العاصمة

صرخة أنثى

0

صرخة أنثى

بقلم: حامد الأطير

أفاق على لطمات ولكمات وركلات متوالية

صرخ

فزاد الضرب.

فى توسل غير معهود، طلب تفسير.

صرخت فيه بصوت طافحاً بأنات السنين.

تباً لك، من منحك هذا الجبروت وكل تلك الحقوق؟

من أخبرك أن الأرض لك وحدك؟

من أخبرك أنك الملاك وأنا الشيطان؟

من أخبرك أني أخرجتك من الجنة ؟

من أخبرك أنك الإنسان وأنا عورتك؟

من أخبرك أنك أنت الطهر وأنا الدنس؟

من أخبرك أنني العار وأنت الشرف؟

من أخبرك أنني الضلال وأنت الهدى؟

من أخبرك أنك السيد وأنا الجارية؟

من أخبرك أنك الحقيقة وأنا الوهم؟

من أخبرك أنك الكلمة وأنا الصمت؟

من أخبرك أنك العزَة وأنا الذلة؟

من أخبرك أني محطة لاستقبال إرسالك؟

من أخبرك أنك الجوهر وأنا الظل؟

من أخبرك أنك الحقيقة وأنا الوهم؟

من أخبرك أنك الصدق وأنا الكذب؟

من أمرك أن تخنق صوتي في صدري؟

من أمرك أن توأد عقلي؟

من أمرك أن تُسبي نفسي؟

من أمرك أن تنتهك جسدي؟

من أمرك بسجني خلف ألف جدار؟

من أمرك أن تكفنني في ألف ثوب أسود؟

هدها التعب فكفت عن ضربه

بصقت في وجهه.

بصوت مُتهدج قالت:

إن كنت أنا مثيرة لفحولتك

فأنت مثير لغريزتي.

إن كنت أنت البذرة فأنا التربة.

إن كنت أنت السيل فأنا المجرى.

إن كنت أنت النهر فأنا البحر.

إن كنت أنت الشوك فأنا الورد.

إن كنت أنت الشراع فأنا المركب.

إن كنت أنت الكوكب فأنا السماء.

أن كنت أنت الخيانة فأنا الوفاء.

بيني وبينك من الآن فراق.

فأبداً لن يلتقي الظلام بالضياء.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading