العاصمة

صراع القوة العالمى ووطننا العربى

0
متابعة عادل شلبى
فى العصر الحالى له أدوات ..
والقوة لها أنواع..
قوة صلبة تتبنى سياسة الترهيب والترغيب (العصا والجزرة)..
وقوة حادة تتبنى سياسة الخداع والتضليل باستخدام المعلومات والتطور التكنولوجي ..
وقوة ناعمة تتبنى سياسة الجذب ومن ثم الاقناع….
و الوعى و القوة بأنواعها الصلبة والحادة و الناعمة مع وفرة ادوات الصراع و التناغم بينها وتحديد التكتيكات واختيار الأدوات الانسب
والأوقات المناسبة لكل حدث وموقف .. هم صمام الأمان وضامن النجاح بهذا العصر.. فنحن فى
عصر وصفه رئيس وزراء الكيان الصهيونى نتنياهو ..( بأنه بضغطة زر واحدة تستطيع تركيع أمة
بأكملها) فإن كنت تعتقد أنك كدولة على حق فاعلم أنه لا بد للحق من قوة صلبة وحادة وناعمة ايضا تحميه .. أو اترك الملعب واجلس على مقاعد المتفرجين حتى يأتى دورك كضحية .. فلا مكان لك فى ملاعب اليوم …
و أمريكا تعى اهمية القوة الناعمة بالاضافة لقوتها العسكرية الصلبة .. ترامب يمتلك الثلاثة و لااحد ينكر هذا .. ولكنه ركز واعتمد على قوة امريكا الصلبة .. والواضح ايضا انه لا يهتم بالقوتين
الناعمة الجاذبة او الحادة بالاهتمام الكافى ..
فعلى الرغم من ان اسرائيل قامت غصبا وعدوانا و سيطرت على مرتفعات الجولان فى حرب 1967 و ضمتها رسميا لها1981.. وعلى الرغم من أن
المجتمع الدولى لم يعترف بهذا .. الا ان ترامب كتب فى تغريده له …
بعد 52 عام حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان التى لها أهمية استراتيجية وامنية حيوية لاسرائيل والاستقرار الاقليمى .
و طبعا رد عليه نتنياهو على تويتر.. وشكره لاعترافه الشجاع بسيادة إسرائيل على الجولان..
وكتب على تويتر .
فى الوقت الذى تتخذ ايران سوريا قاعدة لتدمير اسرائيل يعلن الرئيس الأمريكى اعترافه بالسيادة الاسرائيلية على مرتفعات الجولان ..لان ببساطة الجولان .. بها جبل الشيخ قرب خط الهدنة وارتفاعه 2800 م . و منح الاحتلال موقع ممتاز لمراقبة اى تحرك عسكرى سورى… والطبيعة الجغرافية للمرتفعات بمثابة حائط صد طبيعى لأى تحرك عسكرى سورى .. و ايضا مصدر مهم للمياه لان أمطارها تغذى نهر الأردن وتمد إسرائيل بثلث احتياجاتها من المياه… وفى الحولان أراضي المنطقة البركانية أخصب الأراضى .. وبها المنتجع الوحيد للتزحلق على الجليد الذى يستخدمه الإسرائيليون… فى الوقت نفسه السيطرة السورية الكاملة على الجولان تمنح سوريا مميزات عسكرية و ببساطة السيطرة على الشاطئ الشرقى لبحيرة طبريا.. (وبحيرة طبريا هي المصدر الرئيسي للمياه الصالحة للشرب فى اسرائيل) و سيطرة سوريا عليها هى انتهاء وجود المستوطنين وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية ( مشكلة تل أبيب) .
وصحيح ..تغريدة ترامب كانت سبب غضب و جدل كبير وتنديد ورفض فى أغلب الدول العربية والخليجية وعلى رأسهم مصر و اللى صرحت فى بيان رسمى شديد اللهجة للخارجية المصرية.. بعد تويتة ترامب .. اعلنت فيه ان مصر موقفها ثابت باعتبار الجولان السورية أرض عربية محتلة.. وكما قالت فى بيانها .. ان الجولان سورية عربية وفقا لمقررات الشرعية الدولية .. وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٤٩٧ لعام ١٩٨١ بشأن بطلان القرار الذى اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائيّـة وإدارتها على المنطقة المحتلة واعتباره لاغيا وليست له أية شرعية دولية… وأكدت ضرورة احترام المجتمع الدولى لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة .
فلا اظن ان كل هذا الرفض والتنديد والغضب له جدوى و لن يفيد .. و لا يسمن ولا يغنى من جوع .
و كما حدث فى نقل السفاره الامريكيه للقدس و اعتبارها عاصمة لاسرائيل .. بنفس السيناريو و التغريدة .
وكما حدث بعد سقوط العراق و الجيش العراقى و اصبحت الدوله العراقية فى اضعف حالاتها و إلى الآن.. و مرتع للأمريكان فى الاول وفى الأخير لاردوغان عندما استغل ضعفها وقام ببناء السدود مما اصاب شمال العراق بالجفاف .
وجد ترامب ضالته واختار الوقت المناسب للاعتراف بسيادة الكيان الصهيونى على الجولان بعد سقوط وضعف سوريا و جيشها واصبحوا منهكين فى دولة ممزقة و فى اضعف حالاته سياسيا وامنيا واقتصاديا .
من دون أن يلتفت لرأى المجتمع الدولى او لرفضه أو ما يحدث من عواقب وخيمة .. لقد كانت تغريدة ترامب متعمدة بأنه القوة الوحيدة المهيمنة .. و من حين لاخر يضرب بقوة الاستقرار فى العالم بأسره ..باعتباره عالم احادى القطب .
ولما لا ؟؟؟! طالما يغرد للعالم فى الصباح ..والبيانات الرسمية فى المساء..
وفى النهاية ..نحن في حرب وجود .
و تهويد القدس وضياعها او الاستيلاء على الجولان ليس بعيد عن حدود مصر الامنية الاستراتيجية.. شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .. و اى قرار لأى دولة داخل حدود الأمن القومى الاستراتيجى المصرى هو قرار (يخص) مصر لانها دولة محورية .. واى تواجد لقوى الشر داخل حدودنا هو ضدنا..
رحمة الله على بطل الحرب والسلام..تحيا مصر يحيا الوطن الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية المصرية

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading