العاصمة

شهر الله المحرم

0

كتبت / ناهد عثمان

فاتحة شهور العام: شهر الله المحرَّم، من أعظم الشهور عند الله، عظيم المكانة، قديم الحرمة، رأس العام، من أشهر الله الحرام، فيه نصر الله موسى وقومه على فرعون ومَلَئه.

من فضائله كثرة صيام أيامه، قال النبي ﷺ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ؛ شَهْرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الفَرِيضَةِ؛ صَلَاةُ اللَّيْلِ» رواه مسلم.

أفضل أيام هذا الشهر: يوم عاشوراء، وهو العاشر منه، قال ٱبن عباس رضي الله عنهما: «قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ المَدِينَةَ؛ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيَاماً يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا هَذَا اليَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟ فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَأَغْرَقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ؛ فَصَامَهُ مُوسَى؛ شُكْراً؛ فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ: فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ. فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ» متفق عليه.

ولمسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ سُئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: «أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».
والمراد بالتكفير هنا: تكفير صغائر الذنوب؛ قول النبي ﷺ:

«الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمْعَةُ إِلَى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ: مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ» رواه مسلم، وقول الله عز وجل: ﴿إِنْ تَجتَنِبوا كَبائِرَ ما تُنهَونَ عَنهُ نُكَفِّر عَنكُم سَيِّئَاتِكُم﴾.

وقد عزم النبي ﷺ على أن يصوم يوماً قبله مخالفة لأهل الكتاب، فقال: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ؛ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ» رواه مسلم.

فيستحب للمسلمين أن يصوموا يوم العاشر اقتداءً بسنة المصطفى ﷺ، وطلباً لثواب الله، وأن يصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده؛ مخالفة لليهود، وعملاً بما استقرت عليه السنة.

والأفضل: أن يصوم العاشر ويسبقه بيوم؛ مخالفة لليهود، وكما قال النبي ﷺ.

وذلك من شكر الله عز وجل على نعمه، واستفتاح هذا العام بعمل من أفضل الأعمال الصالحة التي يرجى فيها ثواب الله سبحانه تعالى.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading