شمس الشتاء
شمس الشتاء الباهتة في حالة استعدادٍ للرحيل عن أرض هذا اليوم .ململمة بقايا إطلالتها ليأتى الغروب متدللاً كى يعطي إشارة للكون ليحيا باستقباله.)
على البحر مباشرة وفى مدينة رأس البر أعلن مؤشر الطبيعة عن غضبها
وتدور آلة الزمن الشتوية دورتها المعتادة و تنقلب عقارب الأرصاد الجوية
آتية بجو أزعج الطيور خوفاً وجعلها تختبئ في أعشاشها
هواءاً محمَّلاً بالعواصف والأتربة تبعته أمطار غزيرة افترشت الأرض طواعية لأوامر السماء لتجعل
البشر يتسابقون في خطاهم بحثاً عن أماكن للاختباء بها .. هؤلاء غير المعتادين على ممارسة الجنون
فالشتاء له طعمه الخاص .. فقط عند المتهمين بالجنون
طاف الشاطئ بخطوات مسرعة متحدياً غزارة المطر ليقوم بإدخال الكراسي والترابيزات الخاصة
بالكافيه .. ملتفتاً حوله والضحكات تغمره علي هؤلاء البشر الفارين كالقطط خوفاً من زيادة المطر الذي يفسد ملابسهم ويقطع عليهم أوقاتهم الضائعة .
خطر بباله كم الرقود الذي سوف يشهده .. أطال الله في أعمار هؤلاء المتلصصين بحثاً عن الفراغ بعيداً عن البشر
جلس ليستريح بعد أن فرغ من لملمة الأشياء ، ممارساً عادته التي يحبها في مثل هذه الأوقات وأثناء البرد الشديد ..
أتي بمنجل الشيشة وقام بملئه بقطع الفحم وأشعل به النار واضعاً فوقه براد الشاي وجلس يراقب أمواج البحر المتقلبة منتظراً مجئ ليل طويل في شتاء ممل …
وسط عالم متسع خالٍِِِِِِِِِِِِِ من البشر لا يسكنه غير خيالات الليل العنيد ، حاملاً هم الرقود الذي يخيم علي المكان فقد تسبب الشتاء في هجر الزبائن، سحب أنفاسأ من شيشته مدندناَ معها أناشيد طفولته المنسية والتي دوماً يتذكرها عند هطول الأمطار .
رغم فوضوية الشتاء إلا أنه يزين أوقاته بالفرح
رائحة الشاي المبعوثة من البراد الصاج المطلي باللون الأزرق كفيلة بأن توقظ أنوثتها الموقدة بداخله ……… ؟
أولى صفحات روايتى ( ليلة فى ديسمبر )
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.