العاصمة

سيناء يا روح الفؤاد

0

كتبت / ريم ناصر

ما أشبه الليلة بالبارحه حروب-حروب-حروب (المنتصر فيها خاسر) نفس الحروب الغاشمة البغيضة بويلاتها وما تخلفه من دمار بنيوي ومعنوي وجسدي وما تضمره الدول الفاشية الغازية الصهيونية لمصرنا الحبيبة وبعض(الدول العربية الشقيقة) التي تكره ريادتنا وقيادتنا للأمة العربية

# زرائع واهية هشة تطوي في طياتها أطماع عديدة لكل المقدرات والثروات والخيرات لوطننا الحبيب , أعوام ثقيلة مرت على الوطن المسلوب في حزن ومذلة وصمت وانكسار

هزيمتين متتاليتين والفرق بينهما بضع سنين من(1956: 1967 )

لكن همم الرجال لا تفتر ، وجراحاً عميقة في جسد الأم

(مصر)لم تندمل ، تنادي أبنائها في كل وقت وحين ، أشعلت نار الحماس والغيرة في أفئدة وعيون لا تغفل ولا تنام ، تعمل بجد واجتهاد لاسترداد عضواً مهماً وحيوياً مٌغتصب من جسد الوطن الا وهو (سيناء أرض الفيروز) في غفلة متهاون ومتخاذل ، من بعض أشباه

الرجال الذين كانوا عبيداً لنزواتهم ورغباتهم وتركوا الوطن الأم (مصر) نهباً لكل غاصب وظالم ومعتداً أثيم

وعلى النقيض تقدم المشهد بكل جسارة وأباءً وشمم (ثعلب الصحراء) الزعيم الراحل- الخالد/ محمد أنور السادات- أسد الحرب والسلام.

تحية حب وأجلال وتقدير (6سنوات) من العمل الدؤوب

المتواصل ليل نهار في أعادة ترميم القوات المسلحة وبنائها

وتأهيل جنودها وضباطها نفسياً وبدنياً وعسكرياً استعداداً ليوم الثأر والكرامة .

ولما لا والأم تستحق التضحية , فهي أم الدنيا , بل {كل الدنيا}

70 ألف كيلو متر مربع مغتصبة ومقتطعة من (جسدها) أراضيها التي تعتبر السد المنيع و (بوابة مصر الشرقية) التي اختلطت رمالها الطاهرة بدماء المخلصين من أبنائها وحراسها للزود عنها فقد كانت دوماً ولازالت أرضاً للنزال والحروب الشرسة ويسطر التاريخ بحروف من نور حقبة من حقب أيام التاريخ القديم المضيئة ,مطاردة جيوش القائد العظيم/صلاح الدين الأيوبي – قاهر الصليبيين – و انتصاره عليهم 1187م في( معركة حطين) وملاحقة جيوش المغول ووقف تقدمهم والقضاء عليهم 1260م في (معركة عين جالوت ) أرض الفيروز والأنبياء والرسل -المقدسة الطاهرة – أرض النبوة والديانات والشرائع السماوية لأن كثيراً من الأنبياء والرسل عليهم السلام وطئت أقدامهم الطاهرة أرضها أثناء عبورهم وزيارتهم لمصر وفيها كلم سيدنا (موسى) ربه وقد جاء ذكرها في سَور كثيرة ومواضع عديدة من( القرآن الكريم) قال تعالى (فلما أتاها نودي يا موسى أني أنا ربك فاخلع نعليك أنك بالوادي المقدس طوى) صدق الله العظيم .

هذه الأرض يحتلها العدو الإسرائيلي يدنسها ويعربد ويرتع فيها متمتعاً بخيراتها وفي هذه الآونة آنذاك وبعد مرور ثلاثة أسابيع من بداية حرب (يونيه 67) شهدت أرض سيناء وسواحلها العديد من الضربات الموجعة والهجمات الشرسة للعدو بدءاً من معركة (رأس العش) نهاية شهر يونيه ومروراً بعمليات عبور شبه يومية لقوات سلاح وحوش ( الصاعقة ) الجبابرة لتدمير مخازن الأسلحة وتلاها تدمير المدمرة (أيلات) أمام سواحل بورسعيد أكتوبر67 في مرحلة أقل ما تسمى حينها بمرحلة (الصمود والتصدي) لتأتي بعدها حرب (الاستنزاف)عام 68 والتي نقلت الاستراتيجية العسكرية المصرية من مرحلة الصمود والتصدي إلى مرحلة (الردع )

وقد كانت حرب الاستنزاف تمثل ضرورة عسكرية مٌلحة وحجر زاوية في رفع معنويات الجيش المصري آنذاك وسلاحاً فتاكاً في وجه العدو يحطم به معنوياته وكبرياءه بواسطة استنزاف قواه وتشتيت أفكاره في هجمات وغارات متتالية يوميه على مواقعه سواء من الأمام أو خلف خطوطه الدفاعية وعبور القوات الخاصة المصرية وقيامها بعمليات فدائية ضد جميع تحصيناته وأسر بعض ضباطه وجنوده.

6 سنوات من الإعداد والتخطيط الجيد (كالهدوء الذي يسبق العاصفة) توجت بحرب العبور المجيدة 73 لقواتنا المسلحة الباسلة – ضاربة أروع الأمثلة في التضحية والفداء وأعظم ملاحم الشجاعة في حرب خاضتها مصر كلها جيشاً وشعباً على قلب رجلاً واحد في مواجهة إسرائيل المحتلة والقضاء على أسطورة جيش العدو المتغطرس الذي لا يقهر في اقتحام المانع المائي الرهيب وتحطيم خط برليف المنيع بعد أن أفقدته توازنه في6 ساعات ,لاسترداد الأرض والكرامة والعرض .

وبعد مجهود عظيم يٌحمد ويٌشكر من رجال دولة أفاضل وعظماء سياسة بمصر لن ينساهم التاريخ فهم( تاج فوق رؤوسنا )على مر الأجيال في المحافل والمحاكم الدولية قرابة ال(16 عام) من المهادنة والحلم والصبر استطاعت مصرنا الغالية أن تسترد (طابا) آخر حبات اللؤلؤ في جنة أرضنا (أرض الفيروز) سيناء الحبيبة الغالية وترفع العلم عليها مارس 89 بعد كثير من المماطلات والتسويف والتنصل من الجانب الإسرائيلي ولقد أصبح هذا التاريخ 25-4-1982 العيد القومي لمحافظة- جنوب سيناء .

وفي ذكرى تحرير سيناء وعودتها لحضن الوطن الأم (مصر) وفي عيدها ال(38) مليون سلام , وتحية إكبار وإعزاز وتقدير لكل رجال قواتنا المسلحة الشرفاء بكافة أسلحتها وشهدائنا الأبرار الذين فاضت أرواحهم إلى بارئها مدافعة عن جزء غالي ونفيس وكنز لا يقدر بثمن لننعم وتنعم مصرنا بالأمن و الأمان بعد استرداد عضو من أهم أعضاء جسد أرض الكنانة الحبيبة (سيناء معبر الأنبياء والرسل) التي ذكرها الله بلوحه المحفوظ .

بسم الله الرحمن الرحيم (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) صدق الله العظيم.

اللهم أحفظ هذا الوطن الحبيب سالماً غانماً آمناً مطمئناً في كل وقت وحين من كل نفس حاقدة ومن كل شيطاناً رجيم .

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading