العاصمة

سر إمرأة (قصة قصيرة)

0
#سر_إمرأة (قصة قصيرة)
#الحلقة_اﻷولى
بقلم سهير عسكر
لكل منا سرا يخفيه داخل أعماقه.لكن سرها كان أكبر من ذلك بكثير ﻻ تجرأ حتى وأن تتذكره أو تفصح به ولو بداخل أعماق أعماق
نفسها ياليت اﻹعتراف كان يطفئ نار الخطيئة أو يهدىء من اشتعالها .
أصبحت”سارة”مابين نارين أن تصارح زوجها أو تترك حبيبها الذي كان دائما معها فلقد كان يعني لها الكثير بل كان يعني لها كل شئ ملأ الفراغ
الكبير الذى تركه زوجها بإهماله وسوء معاملته أفسح له الطريق ليتسلل إلى قلبها ويقتحم حياتها ويملأ عليها كل دنياها .
بداية كل شئ دائما هي أصعب شئ .
عادت “سارة”بذاكرتها إلى سنوات بعيدة تقترب إلى العشرين عاما حينما تقدم إليها “معتز”وطلب الزواج منها الطلب العادي والمنطقي والسليم
لبنت جميلة وصغيرة رآها عند أحد أقاربها وأقاربه أيضا فهمس “معتز”فى نفسه وقال: لماذا لا أتزوج واحدة صغيرة لم تكن لديها
خبرات سابقة في العلاقات بين رجل وامرأة.
والتزم حينها بقواعد البحث عن زوجة؛ القواعد التى نعلمها جميعا كمجتمع بأن تكون على خلق ومن عائلة محترمة ومناسبة ماديا واجتماعيا وذلك كل شئ .
نظرت “سارة”إلى مرآتها تتأمل التجاعيد التى رسمتها السنين وتسأل عل شيبها يرد عنها أو يعطيها شيئا من اﻹحترام الذى
افتقدته لنفسها فأين ذلك اﻻحترام الذي كانت تتميز به؟
كانت جادة في حديثها ومشيتهاومعاملاتها حتى لقبت بالعسكري وظلت كذلك حتى بعد الزواج .
حدث كل شئ سريعا تزوجت سريعا وأنجبت سريعا ومرت السنين كلمح البصر وغاصت فى بيتها ومشاكل أبنائها اﻷربعة وكبرت عشرين عاما آخرين
على عمرها حتى توقفت لحظة مع نفسها وقالت :أين أنا من كل ذلك؟ فقد أعطيت وأعطيت بلا مقابل.أين سنوات عمري؟ ماذا قدمت لنفسي؟
اكتشفت أنها تركت التعليم من أجل بيتها وأوﻻدها وتركت نفسها أيضا من أجلهم وأين هي أيضا على خريطة حياة زوجها ؟هي جزء من مليون جزء فى حياته .
ظلت كما هي الهادئة الوديعة التي تعطي كل شئ وﻻ تأخذ شيئا (الست اللي بميه راجل)
تسمع الكلمات الحلوة ممن حولها تسمع كلمات المدح وهمسات الحب وتنقلب تلك الكلمات فى بعض اﻷحيان إلى
رغبة قوية وأسنان حادة تنهش فيها كل يوم ،وتنسى ذلك كله على باب بيتها ،وﻻتلقي باﻻ بذلك.حتى تذكرت بأنها بشر له طاقة وقوة احتمال.
أين المشاعر من حياتها؟ أين السعادة التى تتمناها ؟أين اﻻهتمام؟أين زوجها من ذلك كله؟للأسف ﻻوجود له وﻻوجود لها فى حياته حتى ذلك الجزء
البسيط التى كانت تسكنه طردت منه فلم يعد لها وجود(مشغول ) “معتز” دائما بمشاريعه وتحقيق ذاته ونزواته التي كانت
ومازالت دائما تغتفر، وحاولت التقرب وحاولت الإصلاح ولكن دون فائدة .
وهنا إحتاجت وما أشد الحاجة وقررت أن تنهي كل تلك المهازل وتنظر إلى نفسها وتبحث عن سعادتها.
إلتقت ب”فارس”فى عيد ميلاد صديقتها

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading