العاصمة

ست قادرة

0

بقلم الكاتبة / غادة العليمى

فى مجتمع يعانى غياب المفاهيم وخلط الاوراق

 فى مجتمع تتعالى فيه أصوات غير مسئولة بالغريب والشاذ من الموضوعات لجلب المشاهدات

 فى مجتمع يعلى من قدر الرجل الكازانوڤا ويصف المرآة التى واصلت نجاحها المهنى على حساب حياتها الخاصة بالعنوسة

فى مجتمع يعانى اعلى معدلات طلاق وافتك آفات العلاقات الآسرية والانسانية على كل المستويات

من المفترض ان يكون الفن وسيلة للحل وبوصلة للصلاح ونور يضئ ظلام التخبط والعبثية ،

لكن مع الاسف الشديد مازال الفن يغازل الواقع بأن ينقل اسوأ مافيه ويبروزه

شاهدت بالامس اغنية نسوية للفنانة امال ماهر.. اسمها (انتى قادرة)

كلمات فى منتهى قوة وروعة وتحدى

تحمل رسالة ايجابية لكل امرأة مصرية

ولكن مع الاسف الشديد بدت مع تصويرها الغريب كريش طاووس على جسد غراب

بدأت الاغنية بحفل عقد قران لفتاة بالغة تخطت الثلاثين حولها الاهل والزوج المنتظر والاقارب والصحاب وفرحة الجميع ثم فجاءة تركت العروس الحفل وفرت هاربة على مقطع الغنوة الرئيسى (انتى قادرة)

وظلت البطلة طوال الكليب تبتسم فى بله وتتزين فى سعادة وتخرج الى الشرفه تتطلع للسماء وتتحدى اللا شئ وتدور حول نفسها وتوحى بإنتصار غريب على اشباح مجهولة ، تحديات لم يجرؤ ان يفعلها دون كيشوت نفسه

وانتهى الكليب ولم يفهمنا المخرج العبقرى على ماذا كانت العروس الهاربة قادرة ؟؟

ما الرسالة ؟؟

ما المحتوى الذى قدمة ليترجم الكلمات الرائعة ؟؟ غير مسخ غبى يزيد العبث والتردى الفكرى بين الفتايات الصغيرات

التى افهموها انها قادرة على الهرب ولكن تركوا لها اسباب الهرب ذاته تختارها بنفسها

كنت اتمنى ان تكن البطلة شابة صغيرة قاصر اجبروها على ترك الدراسة فرفضت لانها قادرة على النجاح او خيروها بين الزواج والعمل الناجح الذى صنعته بمجهودها فرفضت واختارت النجاح ومكان تحت الشمس يليق بها

كنت انتظر ان يوحى المخرج الفذ بعريس سيئ الخلق تجبر عليه العروس مخافة العنوسة فترفض فى صالون بيتها وليس على الملأ كما ظهر فى الكيلب

كنت انتظر امرآة تتعرض لضغوط عمل او تحرش رجل او ارهاب مجتمع لكنها تمضى ثابته قادرة على اثبات الذات

اما بطلتنا فلم تفعل انتصار يذكر الا انها صغرت قدر اب واحرجت اسرة وكسرت قلب شاب وخرجت تجرى لانها قادرة وهى بالفعل فى هذه الحالة (قادرة) ولكن بالمعنى الشعبى الدراج فما فعلته لم تستطيع فعله الا. ست قادرة

وهذه هى الرسالة التى وضعت فى صندوق العبث الذى امتلأ على اخره ، حتى لم تعد عقولنا قادرة على استيعابه

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading