كتب لزهر دخان
مجزرة يدعوك كاتب قصص قصيرة وغير قصيرة التعقيد على التورط في إرتكابها . قال
لك مصطفى ملح رغم أنك لم تضرب رأس أباك بالساطور فخمن كما أشار . عندما
إشتركت في الرأفة بأمك التي رأيتها بعيناك تضرب والدك بالأداة الحادة المخصصة لقص لحم الحيوان وتفتيت عظامه بدون ألام . أما الأبوان فلا بد أن تنتبه إلى أنهما ليسا جناة . وفي الدم الذي وزعه الكاتب في قصته الأولى في مجموعته “التابوت” لا يوجد وقت للمحامات والمرافعات لآنك أنت بالذات من قتل ومات وستساعد الكاتب على توريطك في جريمة قتل أباك وتفضلوا إقرأوا معنا باقي الكلمات (ها أنت تسير. كيف تستطيع أن تُقنع الأشجار أنّك لست بستانيّا .أو جرّافة أو سيلا وإنّما مجرّد كائن تائه؟ لا أحد يعلم ما الذي يدور في خلدك. في البيت حملت أمُّك السّاطور ونزلت به على رأس أبيك، وحين رأيت الدّم خرجت تتسكّع في أرض اله التي صارت ضيّقة. من أين يأتي هذا الضّيق؟ من الأرض أم من دماغك المشحون بالتّوتّر والخوف؟
وخُيّل إليك أنّ أباك هو من ضرب أمّك، وإرتبك عقلك، و ملت إلى فكرة أخرى وهي أنّهما ضربا وضُربا في الوقت ذاته، وأملى عليك الحدس أمرا: كلاهما ضاربان وأنت المضروب دون سواك، وإطمأنّ تفكيرك إلى هذا الحدس، فتحسّست أعضاءك تفتّش عن الألم، وفتّشت عن الدّم في قميصك، وهربت ربّما يتبعانك ويرميانك في الجبّ كما صنع الأسباط بيوسف قديما!)
هذه كانت مقدمة لقصة قصيرة إسمها “التابوت” وهي إبداع كامل للكاتب الذي خصصنا حلقة هذا اليوم من برنامج ” إقرأ حول” كي نقرأ حوله ومن سيرته الذاتية ما تيسر . مصطفى ملح هو من أبناء المغرب وهو شاعر وقاص
وعضو في إتحاد كتاب المغرب. ولحسن حظ الأدب العربي يعمل ملح أستاذ في اللغة العربية.ومن بين الإصدارات الأدبيّة للمؤلّف مصطفى ملح :
دم الشّاعر، شعر، منشورات وزارة الثّقافة، 2006
• عصافير الطّفولة، شعر للأطفال، جائزة النّعمان الأدبيّة، لبنان، 2008
• رماد الشّمس، جائزة محمد الوديع الآسفي، 2009
• أمواج في اليابسة، منشورات بيت الشّعر، 2014
• أجراس بعيدة، شعر، منشورات اتّحاد كتّاب المغرب، 2015
• سماء لا تسع السّرب، شعر، منشورات إديسيون بلوس، 2016
• ما لم تقله شهرزاد، قصص للأطفال، منشورات وزارة الثّقافة، 2016
ويفكر ملح في طباعة كتبه الأتية :
_ صمت الفزّاعة، رواية_ التّابوت، مجموعة قصصيّة_بين الكاف والنّون، شعر_ فخاخ تحت الحواسّ، شعر_ سبع جنائز، نصوص_ عيد ميلاد القمر، قصائد للأطفال- لا أوبّخ أحدا، شعر
وسبق لدار حروف منثورة للنشر الإلكتروني ونشرت له مجموعة قصصية بعنوان “التابوت “