العاصمة

رمضان نفحة من الرحمن

0
بقلم / نادية طاهر
شهر رمضان هو شهر الصوم الذي يعدّ أحد أركان الإسلام الخمس وأحد أعظم العبادات التي من
الممكن أن يتقرّب بها الإنسان إلى الله تعالى.
كما نزل القرآن الكريم لأوّل مرةٍ في ليلة القدر التي
تعتبر أعظم الليالي في شهر رمضان وفي السنة كافةً، فعلّم جبريل عليه السلام أوّل آيات سورة
االله عليه وسلم فيها وهو معتكفٌ في غار حراء، فكانت بداية دعوته صلى الله عليه وسلم للإسلام.
و لشهر رمضان المبارك العديد من الفضائل المختلفة التي تجعل من رمضان فرصةً لا تعوّض
لمن يبحث عن مرضاة الله تعالى، فصيام رمضان لرمضان يكفّر ما بينهما في حال اجتناب الكبائر،
وشهر العتق من النار، ففيه يعتق الله تعالى عباده من النار في كلّ ليلةٍ من لياليه. كما تصفد
الشياطين فيه فلا تكون وسوستهم للناس كما هي في غير رمضان، فيقول الرسول صلى الله عليه
وفي وصف هذا الشهر الفضيل: (إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ : صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومرَدةُ الجنِّ،
وأبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ويُنادي مُنادٍ يا باغيَ
اأقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ) [صحيح الترمذي]. ليالي شهر
رمضان المبارك هي أعظم الليالي في العام بأسره، فيُضاعف فيها الأجر وتتنزل الرحمة على عباد الله
المخلصين، لهذا حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على قيام تلك الليالي، والإكثارمن الطاعات فيها
وخاصّةً العشر الأواخر من هذا الشهر من أجل تحرّي ليلة القدر المباركة، والتي هي أفضل الليالي
وأكثرها بركةً ورحمة، فليلة القدر خير من ألف شهر
ومن أفضل الأعمال فى شهر رمضان
الصوم: حيث إنّ صوم رمضان مع الإخلاص
والمتابعة سببٌ لنيل المغفرة، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (من
صإيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
فالصوم تُقًى ونور، ورحمة وبرٌّ، يعين الإنسان على كبح الشهوات، ومقاومة المغريات، والقصد في
تناول اللذات،يصل الإنسان بالله، فيغرق في عالم الجلال والجمال وضيء النفس،مشرق الروح،
صالقلب،بعيدًا عن الأثَرة والأنانية.
ومتى أحس الإنسان هذا الإحساس، سمَتْ إنسانيتُه، وارتفعت في نظره قيمته، وارتقى خُلُقه
فبعُدَ عن الهُجْرِ والإسفاف، وكف عن الإثم والعدوان والزور والبهتان.
ولا يكمُلُ صوم المسلم إلا بذلك الصفاء وهذا السمو؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من
لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)).
قراءة القرآن الكريم: فقد كان جبريل -عليه السلام- يدارس النبي -عليه الصلاة والسلام-
في رمضان، وكان السلف الصالح -رضي الله عنهم- يُكثرون من قراءة القرآن في رمضان، فقد
رُوي أنّ عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كان يختم كل يوم مرة، وكان الشافعي رحمه الله يختم
القرآن الكريم في رمضان ستين مرة.
الاعتكاف: حيث إنّ الاعتكاف عبادةٌ تشمل الدعاء، والصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، إلا في العام الذي توفي فيه اعتكف عشرين يوماً.
أعمال أخرى:
ومن الأعمال الفاضلة في رمضان: الصدقة، وقيام الليل، والعمرة، والجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وتحرّي ليلة القدر، وصلة الرحم، وإطعام الطعام.
من عرف فضل هذا الشهر العظيم وما فيه من الرحمة والمغفرة حرص على استغلال كلّ ثانيةٍ منه في العمل والطاعة، بدلاً من الكسل الذي يعيشه المعظم في نهار وليل رمضان. كان الصحابة رضي الله عنهم يتنافسون فيما بينهم ويحرصون على الزيادة في أداء مختلف الطاعات في رمضان، فقد شهدوا بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الغزوات في هذا الشهر الفضيل.
فرمضان موسم الصفاء الروحي، والإشراق القلبي، والنور الإلهي، يتميز بالرحمة والإيثار، والجود والسخاء، يَقْوى فيه بين الناس التراحمُ والتعاطف، والتواصل والتآخي والتآزر؛روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجودُ ما يكون في رمضان.

اترك رد

آخر الأخبار