العاصمة

رسالة شكر وعتاب مقدمة للرئيس السيسي 

0

 

 

كتب / فاطمة عبدالواسع ( معلمة مصرية )

 

أقدم انا كاتبة هذا المقال واسمي مذكور بجزيل الشكر والعرفان للرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية وأكد لسيادتكم انا هذا الشكر ليس لإظهار اسمي أو لوصول إلي شئ ما نحن نشهد بالفعل تطورات في كل شئ وعمل دؤوب يحتاج الشكر في ظل هذه الأيام الصعبة وأزمة كورونا العالمية التي لم ولن تصمد لها الدول العظمى نحترم إدارتك وحسن رئاستك لبلدي العظيم من أمان ومشروعات والمدن الجديدة والمصانع والإسكان واختيار الوزراء الذين يقومون بعمل المعجزات من أجل الإرتقاء والسلامة وسيادتكم تري ما يفعلون وماينجزون بالفعل فنحن أيضا نري جيدا ما يقومون به اشكركم شكر خاص أنك منحتنا رئيس وزراء مثل الدكتور مصطفي مدبولي بعد الشكر والعرفان ولكن لدي عتاب صغير صغر الذرة لأبنة لأبيها وليس لرئيسها وأطلب من سيادتكم الصبر علي إبنة من بناتك المصريات إني معلمة ( مدرسة) وواضح من الكلمة إني لست قادرة علي حمل هذا اللقب في هذه الأيام أننا نعاني جميعا وأصبح لقب معلم لنا لم يحمل الرفعة كالسابق فإننا نعامل كاللصوص ونهان أمام أبنائنا سواء كمعلمين لهم أم أولادنا من صلبنا أهذا مانستحق نتعب لنربي كلاهما سواء بالاعتدال السلوكي أو بتعليمهم وهذا هو الهدف كيف أقف أمام تلميذ أو طالب لدي وهو لم يعد يحمل لي الاحترام وهو يعرف انه قادر او والده او أي طرف منهم بالتبليغ عني كلص وان يراني أمام عينه بالكلبشات في عربة الشرطة أهذه مكافأتي لإني اساعده علي ان يكون شرطيا عسكريا يحرس بلاده ويقبض علي الخارجين علي القانون هل أعلمه كيف يقبض علي مثلي في يوم من الأيام أن يقبض علي من علمه أول حرف ليكتب كلمة مصر هل مصر ترضي بهذا هل أرضه ترضي بمهزلة وذل ومهانة معلمه الذي علمه الكثير

 

وبجلهم الشعراء علي مدار العصور كيف أمسح من منهجه وذاكرته بيت أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال (قـم للمعلم وفـه التبجيـلا.. كـاد المعلم أن يكون رسولا) هل نستبدله

 

(هن المعلم وحقر من شأنه تحقيرا فإن المعلم بمالك أصبح ذليلا )

 

نأسف علي تشويه البيت المبجل ولكن بالفعل هذا ما يحدث فإننا نلجأ لماله ومال ابويه ليس بالضغط ولكن لكي نساعد أنفسنا علي متاعب الحياة وهذا بكل إرادتهم فنحن لا نلجأ لإعطاء الدروس الخصوصية لكثرة المال ولكن للحوجة المرة فإن رواتبنا لا تعول أسر ولا توفي حتي لشراء ملابس لنكون مثل يحتذي به التلميذ أو الطالب

 

نتعب ونمرض في ظل هذا فإن هذه المهنة ليست سهلة كما يذكر البعض إنها في غاية الصعوبة عند ممارستها لا تقل صعوبتها عن مهنة الطبيب والمهندس فإننا نقابل كل يوم مالا يقل عن ٢٠٠ طفل بتعمل أطباء بشريين بملاحظتهم ونفسيين بمتابعة تفاعلتهم ومحامين لنأخذ حق من لديه حق وقضاة عندما نحكم بالأدلة في محكمة الفصول ونقاد بارعين بمتابعة مناهجهم سواء كانت تلائم أم لا

 

كيف لنا أن نعمل كل هذا وغيرهم ونخرج من بيتنا الأول( المدرسة ) وندخل بيوتا كثيرة ونفهم ولي الأمر والطالب ونعاني سوء الفهم أم نحظي

بمن لديه الرحمة كل هذا من أجل ملاليم تستهان بها كرامتنا لكي نعيش ونساعد من أجل بيتنا الاصلي ( منزلنا الخاص) لكي نقوم بنفس الوتيرة من جديد ولكن نكون بلا روح ولا نفس ولا قدرة علي فعلها بنفس الجودة كما فعلناها للآخرين ونعاني مشاكل أسرنا وأطفالنا من الغياب ولا يفهم ولا يقدر ولا يسمع أحدا مابنا من تعب كل هذا من أجل ( المال المغموس بمر عرقنا وذل كرامتنا) وبعد كل هذا وبعد صبرنا وفترة الوباء التي مرت علينا ورب العباد شاهد أننا كمعلمين جميعا نعاني شدة المعاناة من أجل مرورها من قلة ( المال) فإننا لا نملك دخل سوي رواتبنا التي لا تتجاوز ٣٢١٥ وهذا أجر كبير معلمين وهذه أكبر درجة يحصل عليها المعلم

كيف نقاوم بها فواتير منازلنا فقط .. والخ

 

ما من طبيب أغلقت عيادته ما من مهندس أغلق مكتبه ما من صيدلي أغلقت صيدليته بل هم من يلجأ لهم الناس في أماكنهم ولكننا نسعي من مكان لآخر

 

كيف يساء لنا بهذا القدر كيف لي كأم علي أن أقدر علي هذه المعاناة وأربي أطفالا سواء داخل مدرستي أو في بيتي وبعد كل هذا مصيري الإهانة بالكلبشات كاللصوص

 

أرجو من سيادتكم النظر بعين الرحمة إلي وضع المعلمين في مصر نشكركم علي سعة صدرك ونسألكم رفعة كرامتنا……. ابنتك من بنات مصر المعلمات

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading