العاصمة

رسالة إلى تجار المسلمين وما ينبغي أن يكونوا عليه

0
بقلم / محمـــــــد الدكــــــــرورى
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم ولقد جاءت شريعتنا العظيمة برحمة العباد، والراحمون يرحمهم الرحمن، والمحسنون جزاؤهم الإحسان. والتاجر
المسلم يجب أن يكون ذو شفَقَة وعَطف بإخوانه المسلمين، يتحلّى بحسن النية، والرفق بالمسلمين، وتوفير الجيد لهم بالثمن المناسب لهم لا يغالي في الرِّبح، ولا يبالغ
في التكسُّب، ولا يرهق كواهل إخوانه، فعَن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “رحِم الله رجلاً سمحًا
إذا باع وإذا اشتَرى وإذا اقتَضَى” أخرجه البخاريّ.
• وهؤلاء التجار أصحاب القلوبِ الرحيمة، هم المحظوظون بالرحمة، الموعودون بالبركةِ في أرزاقهم، والسعةِ في أموالهم،
والصِّحةِ في أبدانهِم، والسعادة في نفوسهم. والتاجر الأمين في جنَّة ربِّ العالمين مع النبيِّين والصِّدِّيقين:
أخرج الترمذي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “التاجر الصَّدوق الأمين مع النبيِّين والصِّديقين والشُّهَداء”
(إسناده جيد، وأشار الألباني إلى ضعفه في “جامع الترمذي”، ولكن له شواهد كثيرة يتقوَّى بها، قال الذهبي: هو حديثٌ جيِّد الإسناد صَحيح المعنى)

• والتاجر المسلم يجب لا يكذب ولا يحتال وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فرأى الناس
يتبايعون فقال: يا معشر التجار. فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعوا أعناقهم، وأبصارهم إليه. فقال:
إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً، إلا من اتقى الله وبر وصدق. رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
• والتاجر المسلم يجب أن يكون أمينا وبأمانة التُّجَّار المسلمين وصِدقهم دخَل الناس في دِين الله أفواجًا: إنَّ أثَر التُّجَّار الأمناء الصادقين
في انتشار الإسلام لا يقلُّ عن أثَر الجيوش في الفتوحات الإسلاميَّة، بل إنَّه فاقَ أثَر هذه الجيوش، ووصَل إلى مناطق لم تدخُلها جيوش المسلمين،
وإنما دخَلها التُّجَّار المسلمون بأمانتهم؛ كمناطق جنوب شرق آسيا، وغرب إفريقيا ووسطها ولِمَكارم الأخلاق وعلى رأسها الأمانةُ أسرَعَ كرامُ الناس
إلى اعتناق الإسلام لدَعوته إليها وما أسلم صفوةُ الصحابة على يد أبي بكرٍ الصِّدِّيق إلاَّ لِمَا عَهِدوه فيه من خُلُقٍ وأمانة؛
فأسلَمَ على يديه عثمان بن عفَّان، والزبير بن العوَّام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقَّاص،
وطلحة بن عبيدالله رضِي الله عنهم وذلك لِمُخالطتهم الصِّدِّيقَ التاجرَ الأمين، وما لمسوه من أخلاقه الكريمة.

والتجار في الماضي كانت عندهم أمانة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
“اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ،
فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ،
وَقَالَ الَّذِي لَهُ الْأَرْضُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ:
أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ. وَقَالَ الْآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ. قَالَ: أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا”( البخاري ).
فاللهم اهدنا بفضلك فيمن هاديت يا رب العالمين ..

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading