العاصمة

رسائل ممنوعة الحلقة الرابعة

0

رسائل ممنوعة
الحلقة الرابعة
بقلم سهير عسكر
نظرت لأولادى نظرة حب وحنو شديد وحنق وغضب على الظروف التى ستحرمنى منهم فأنا لا أقوى على معيشتهم وطلباتهم التى لاتنتهى ولا أجد من يتزوجنى بهم ..تبكى أمى بحُرقة شديدة ،وتنطلق كلماتها كالسهام ترشق بقلبي وهى تتحدث إلى الأولاد:
– سأفتقدك ياريم..إعتني بإخوتك ياخالد دَثرهم بالغطاء جيداً..سأفتقدك يامنار..أحبكم يا أولاد
وتنهال بالقُبل عليهم ودموعها تغرِق وجوههم وملابسهم
يرمقنى محمود طليقي بنظرة جاحدة،وكأنه يلقى باللوم علىَّ فى كل شئ .يبتسم إبتسامة باردة سمِجة وكأنه انتصر ،وقال بصوت لا أتحمل نبراته المُحملة بالشماتة والغيظ:
– لقد قلت لكى سابقاً لن تستطيعى تحمل مسئوليتهم ..إدعيتى الرجولة ..انت لا تصلحى ان تكونى أم
قاطعه أخى عصام:
– إلتزم حدودك ولا تتخطاها ،وما بينك وبينها انتهى ..تفضل خذ أولادك خذهم
أولادك..أولادك..ترن الكلمة بأذنى وتتكرر على مسامعى كأسياخ من نار
تُمزق أحشائى حَدَثت نفسي وقلت :
– أولادك…لقد أصبحوا أولاده بعد الصبر وبعد العذاب والمعاناة ..بعد ذلك كله أصبحوا أولاده هو وحده
شردت ورُحت أتذكر ولادة خالد والتى تعسرت بها كثيراً وكدت أموت وقتها ونجاح منار بعد العناء معها وسهر ليالى قاسية على ضوء خافت حتى لا نزعجه بالضوء لينام ويستريح من شقاء العمل وذهابى ب ريم إلى المستشفى المجانى حينما مرضت لأنه لا يملك المال الكافى لعلاجها وانتظار دورنا بالتحاليل والفحوص والعلاج و تذكرت وتذكرت إلى أن دارت الدنيا بى..ذكريات لاتنتهى
محمود لا يعرف شيئاً عن أولاده
تذكرت حينما اتصل بى:
– ياصفاء..خالد ابنى فى أى صف بالمدرسة..لأننى ذاهب مع أحد أصحابى لمعرفة نتيجة اختبارات آخر العام ..لا أذكر ياصفاء
– فى الصف الثالث يا محمود
– لا ياصفاء أنا أذكر أنه فى الثانى
– الثالث..الثالث يا أخى..محمود من التى تتحدث بجوارك؟
– لا لا انه عادل صديقي
– كيف؟.. أنا أسمعها جيداً انها تضحك..من تكون ؟
– قلت لك عادل وكفى
خائن..طوال عمرك وانت خائن يامحمود
*********
انتهت الليلة بمآسيها ومعاناتها صحوت لأجد عيونى كحبه الطماطم وكأنها ستخرج من مقلتيها..ملتهبة متورمة ..يدق الهاتف دون توقف إلتقطته لأجد وائل
– ألو..نعم يا وائل
-صباح الخير حبيبتى افتقدتك كثيراً..هل يمكن أن أراك اليوم؟
– وائل..أنا منهكة جداً وأشعر بالمرض
– ومن أجلى؟ ألست خطيبك حبيبك
-نعم
– إذن سأنتظرك فى نفس الميعاد والمكان..أحبك كثيراً
-وأنا أيضاً
***يتبع***

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار