العاصمة

رسائل ممنوعة الحلقة الخامسة

0

بقلم سهير عسكر
نهضت ورأسي مُثقلة من الألم، والصداع يكاد يفجر رأسي والهموم تستنزف جسدي .تحركت ببطء نحو الحمام ومن ثم المطبخ .يا الله لقد نسيت.اللبن .اشعلت البوتاجاز و فتحت الثلاجة وأنا فى عجلة من أمرى أين اللبن يا ويلى ..
-يا ماما يا ماما.أين لبن ريم
أتانى صوتها من بعيد وهى تستفيق من نومها
– إهدئ يا ابنتى ..أى لبن؟ ريم عند أبوها
سقطت على كرسي بالمطبخ
– نعم صحيح..ريم ليست هنا
واستطردت
– ولاخالد ولامنار
عدت للسرير وألقيت بنفسي فوقه من الإجهاد مع انى لم أفعل شيئاً اليوم..ياربى لا أقوى على النوم أيضاً .رأسي يدق وقلبي يهفو للفرحة
إلتقطت الهاتف مرة أخرى واتصلت ب وائل خطيبى..لكنه مشغول .أرسلت له رسالة
– أين انت؟
-فى العمل..ماذا تريدى؟
– لا شئ..افتقدتك
– وأنا أيضاً ..أحبك
– أراك فى المساء
– اتفقنا
وبجسداً محملاً بالمتاعب وعيون مُثقلة بالهموم رُحت أجول بنظرى فى الغرفة ثم إلتقطت هاتفى مرة أخرى وبعيون متلهفة مليئة بالحنين أتفرس صور أولادى وأتتبع بلهفه وشوق يدفعونى بلا وعى إلى الاتصال بوالدهم
– ألو..هل يمكننى التحدث إلى الأولاد
ويأتينى الرد جافاً صلباً محطماً بل ذابحاً لآمالى فى التواصل معهم:
– ماذا تقولى؟ هل تعلمين كم الساعة الآن؟ انهم نائمون
أغلق الهاتف ولم أسمع سوى أنات قلبي وصرخة جراحى المكتومة
أمضيت يومى بلا طعم وبلا معنى
ساد الظلام كل أرجاء المكان كما ملأ حياتى بدون أولادى .أين الحرية؟ أين طعم الحياة بدونهم ثم تذكرت كارثة حياتى ..يا الله كيف نسيت؟؟
الرسائل ..الصور
إنه يهددنى بها.ماذا سأفعل لو عرف خطيبى .أكيد سيتركنى ويتخلى عنى. أيعقل أن رجلاً يسامح خطيبته إن أحبت شخص قَبلَه ووثقت به بل وأخطأت معه..يا ويلى..متى سأرتاح؟
الهاتف يرن..يدق ودقاته تقلقنى بل تفزعنى..رسائل..رسائل..كرهت الرسائل
***يتبع***

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading