رسائل ممنوعة الحلقة الثانية
بقلم سهير عسكر
فتحت عيناى وأنا أرى صورة باهته تتراقص أمامى.. أمى تتحدث ولا أعى ماتقوله وأختى تصرخ وتتلهف عليَّ والأولاد يبكون ويصرخون وثمه شخص غريب يقف بجوارهم ليهدئ من روعهم وتتضح الصورة شيئاً فشيئا لأتحقق منهم جيداً وأعرف بأنه الطبيب..أتفرس بوجههم وكأنى أتعرف عليهم لأول مرة وفجأة شعرت بوغز فى ذراعى وسار شيئاً بارداً فى وريدى أطاح بى لعالم آخر فبهتت مرة أخرى الصورة وشبح الأشخاص يتراقص والأصوات باتت وكأنها تنبعث من عمق شديد وصداها يصدح فى أرجاء المكان
– هل أنت على مايرام؟ صفاء..صفاء
لم أتمكن من تمييز الصوت ولم أعى شيئاً حتى الصباح
كان صباحاً ككل صباح لا يشوبه شئ غريب..على مايبدو..أجلس وأنا أتمنى لحظة هدوء أرتشف قهوتى ببطء وكأن أصابعى المتكاسلة لاتريد الحركة بل جسدي كله
اليوم أجازة من العمل ..أنا من أعطيتها لنفسي . بعد موقف المساء فضلت الجلوس فى المنزل بل السيرك الذى أعيش فيه.أفكر فى حل لجميع مشاكلى
إلتقطت هاتفى أبحث عن شخص أُحدثه .أشكو له ،ويعطينى الحل فلم أجد ..يا الله أكثر من خمسة آلاف رقم ولا أجد فيهم من أثق به
لمحت عيناى رقمه..ياويلى هذا هو سبب نكبتى .ضغطت على رقمه وسمعت الجرس يدق ويدق قلبي معه خوفاً ورهبه ترتعد أوصالى مخافه أن أسمع صوته..صوته الذى لم أسمعه منذ زمن بل أبيت أن أسمعه،ونطق بصوته المزعج الكئيب أتانى غليظاً وبه نبرة كنت أكرهها
– ألو ألو.. لماذا لاتردين علىَّ؟
تلعثمت وأخذت أتحدث بصوت ولهجة غير مفهومة وصوتى يتراجع يأبى النطق
– أ..أ..ألو ..محمود..متى ستأتى لتأخذ الأولاد؟
صرخ فجأة أفزعنى بصوته الجهور :
– قلت لكِ ليس الآن ..انتظرى حتى المساء
أغلقت الهاتف على الفور وأنا أتمتم:
– فلتذهب إلى الجحيم..كيف كنت أعاشر رجل مثلك
***يتبع***