رسائل إلى الذات الرسالة الأولي
كتبت سلمى شعبان
نجاحك هو قدرتك على التأقلم مع كل ما يحدث لك في رحلتك.
نحن نبحث عن النجاح، في طيات القدر، يُلوح النجاح في أشكال عدة: نراها ونحن صغار كما يراها الآخرون، أو بمعنى أدق كما يصوروها لنا هم. فيكون في مخيلتك أن النجاح هو الحصول على الدرجات النهائية في اختبار ما، أو الوصول لجامعة ما أيًا ما كانت تلك الجامعة في بلدك أو في أي بلد آخر. هم يدركون أن النجاح قد يكون في زيجة مريحة أو حفنة كبيرة من الأموال، أو حتى طفل وطفلة. كُل بتعريفه، لكن النجاح قبل أي شيء هو قيمة نسبية حقًا، نراها كلنا من زوايا مختلفة دون الدخول في معناها الحقيقي، وهو الشعور الحقيقي بالإنجاز. أن تشعر أنك قد أنجزت شيء ما يحقق لك ذاتك. أنت قد حققت ذاتك بالشكل الذي ترتضيه.
فقد ترى إحداهم تؤكد أن قمة النجاح في الحياة هو القدرة على إيجاد علاقة أسرية سوية “وناجحة” في عصر بات معه هذا الشيء بالتحديد من المستحيلات، أو فلنقل من المعجزات. وبعضهم يرى النجاح في تلك الشركة التي قد أسسها وبناها في سن صغير، وصار من كبار التجار المتلاعبين في أقوات الناس وفي حياتهم، أو في تلك الدرجة العلمية الكبيرة التي ينبهر بها الكثير تاركين معها كل لعابهم ليسيل أمام ذلك الإنجاز الضخم الذي لم يحققه بشر.
كلنا نعًرف النجاح بطريقتنا، ولكننا نتفق فقط على ذلك الإحساس بالإنجاز الذي يخولنا لنرضى عن أنفسنا رضى تام، والتقدم في مسيرتنا دون أدنى شك بأن ما فعلناه يحمل معنى كبير فيما يتعلق بنظرتنا لأنفسنا قبل أي شيء. فما الفارق إذن بين النجاح والوصول للهدف؟! سؤال يستحق الإجابة. أرى أن الوصول للهدف هو جزء من أجزاء النجاح. فالنجاح يتحقق عند الوصول لكل هدف وضعت له خطة وخطوت لتحقيقه، النجاح هو الأعم والأشمل. النجاح المترجم الأساسي لمعنى الإنجاز.
يصنف المجتمع الناس من حوله لناجحين وفاشلين باستخدام معاييرهم الشخصية والتي حصلوا عليها بالتأكيد من خلال القيم المجتمعية. فبعضهم يرى أن من لم يكمل دراسته الجامعية مع بعض الدورات التي قد تمتد إلى الماجيستير فهو ليس في عداد الناجحين المعترف بهم، ومنهم من يرى أن من تجاوزت الثلاثين دون زواج أو دون أطفال فهي لم تحقق قدرًا جيدًا من النجاح الاجتماعي، أكرر من جديد هي معايرهم الشخصية فقط. فالآن، تستطيع أن تقيم مدى نجاح شخص من مدى قدرته على جذب الناس على قنوات التواصل الاجتماعي، فقد أوجدوا جائزة فنية لأكثر المطربات تواصلاً مع جمهورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فالمعايير والقيم تتغير بتغير الأحوال والناس ومستجدات الواقع من حولك: ويبقى التعريف الأساسي للنجاح تحت مسمى الشعور بالإنجاز. أن تنجز شيء ما في حياتك لتحقق ذاتك، فتشعر بالنجاح، وكل من يثبط من عزيمتك أي ما كان، فهو منضم بالتأكيد لحزب أعداء النجاح.