خير زاد يبلغ إلى رضوان الله بواسطة admins 0 شارك بقلم / محمــــد الدكـــــرورى ما هو خير الزاد الذى يبلغ الى رضوان الله عز وجل ؟؟ انها التقوى والايمان بالله سبحانه وتعالىومراقبته في السرِّ والعلانية، فإن تقوى الله – جل وعلا – هي خير زاد يبلغ إلى رضوان الله، وهيعنوان السعادة، وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة. إن من المعروف لدى الجميع أن لغة الضمان تجدفي أوساط الناس اهتمامًا بالغًا وعناية كبيرة، في بيعِهم وشرائهم وعموم تجارتهم، فليست السِّلعالمضمونة والبضائع التي عليها ضمانات في المكانة لدى الناس كالسلع التي ليس عليها ضمان، وهذايؤكِّد شدة اهتمام الناس بالشيء المضمون أكثر من غيره مَن ما ليس كذلك، على تفاوت كبير فيهامن حيث مِصداقيتها، ولهذا يشتدُّ اهتمام الناس أكثر إذا كان صاحب الضمان معروفًا بالصدق،متحليًا بالوفاء والأمانة، وكانت الأمور التي ينال بها الضمان أمور يسيرة سهلة لا تلحق الناسشططًا ولا تكلفهم عنتًا.فكيفإذا كان الضامن هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الصادق المصدُوق الذي لا ينطق عنالهوى؛ إن هو إلا وحي يُوحى؟! وكيف إذا كان المضمون جنّةٌ؟ جنة عرضها كعرض السماءوالأرض، فيها ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وكيف إذا كانت الأمور التيينال بها الضمان أمورًا سهلة وأعمالاً يسيرة لا تتطلَّب جهدَّا عظيمَّا ولا كبير مشقة، فتأملوا –رعاكم – الله نصَّ هذا الضمان العظيم، روى الإمام أحمد في مسنده، وابن حِبَّان في صحيحه،والحاكم في مستدركه وغيرهم، عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – عن النبي – صلى اللهوسلم – أنه قال: (اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم، أضمن لكم الجنة؛ اصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذاوعدتم، وأدوا إذا ائتُمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفُّوا أيديكم) حديث صحيح.إنه ضمان بضمان، ووفاء بوفاء، اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم، أضمن لكم الجنّة، ستة من الأعمال ماأيسرها، وأمور من أبواب الخير ما أخفها وأسهلها، من قام بها في حياته وحافظ عليها إلى مماته،فالجنة له مضمونة وسبيله إليها مؤكدة مأمونة؛ ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَلِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ *لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ فأمَّا الأول من هذه الخصال، فهو الصدق فيالحديث، فالمؤمن صادق في حديثه لا يعرف الكذب إليه سبيلاً، ولا يزال محافظًا على الصدقفي حياته إلى أن يفضي به صدقه إلى الجنة، وفي الحديث: (عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلىالبرّ، والبر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحري الصدق؛ حتى يكتب عند الله صدِّيقًا). وأما الخصلة الثانية، فهي الوفاء بالوعد والالتزام بالعهد، وهي سمة من سمات المؤمنين، وعلامة منعلامات المتقين، فهم لا يعرفون خُلْفًا في الوعود، ولا نقضًا للعهود، والوفاء صفة أساسية في بنيةالمجتمع المسلم؛ حيث تشتمل سائرَ المعاملات، فالمعاملات كلُّها والعلاقات الاجتماعية جميعهاوالوعود والعهود تتوقف على الوفاء، فإذا انعدم الوفاء انعدمت الثقة وساء التعامل وساد التنافر. وأما الخصلة الثالثة عباد الله، فهي أداء الأمانة، وهي من أعظم الصفات الخلقية التي مدح اللهأهلها وأثنى على القائمين بها، وهي من كمال إيمان المرء وحُسن إسلامه، وبالأمانة – عباد الله – يُحفظالدين وتُحفظ الأعراض والأموال، والأجسام والأرواح والعلوم وغير ذلك، وفي الحديث عنالنبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (المؤمن من أَمِنَه الناس على دمائهم وأموالهم) وإذا سادتالأمانة في المجتمع، عظم تماسكه وقوي ترابطه، وعمَّ فيه الخير والبركة. وأما الخصلة الرابعة عباد الله، فهي حفظ الفروج؛ أي: من أن تفعل الحرام أو تقع في الباطل؛ ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾ وفي حفظ الفروج – عباد الله – حفظ للنسل، ومحافظة علىالأنساب وطهارةٌ للمجتمع، وسلامة من الآفات والأمراض، ودخولٌ والتزامٌ بطاعة ربِّ العالمين. والخصلة الخامسة من هذه الخصال العظيمة، هي: غض البصر؛ أي: من النظر إلى الحرام والله – جلوعلا – يقول: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَايَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ وغض البصر – عباد الله – فيه فوائد عظيمة، فهو يُورِث العبد حلاوة الإيمان ونورَ الفؤاد وقوّةالقلب، وزكاء النفس وصلاحها، وفيه وقايةٌ من التطلع للحرام والتشوّف للباطل. وأما الخصلة السادسة، فهي كفُّ الأيدي؛ أي: من إيذاء الناس أو الاعتداء عليهم، أو التعرُّض لهمبسوء، والمؤذي لعباد الله يمقته الله ويمقته الناس وينبذه المجتمع، وهو دليل على سوء خُلُقهوانحطاطِ أدبه، وإذا كفَّ الإنسان أذاه عن الناس، دلَّ ذلك على نبيل أخلاقه وكريم آدابه وطيبمعاملته، وحَظِيَ بعظيم موعود الله – جل وعلا – في ذلك. فاللهم حبب الينا الايمان وزينه فى قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان …شارك هذا الموضوع:تدوينةTweetTelegramWhatsAppطباعةالبريد الإلكترونيمشاركة على Tumblrمعجب بهذه:إعجاب تحميل...مرتبط بوابة العاصمة 0 شارك FacebookTwitterWhatsAppالبريد الإلكترونيLinkedinTelegramطباعة